هكذا انتهت ثورة إيران.. طائفية تأكل العرب والمسلمين

- ‎فيتقارير

كتب سيد توكل:

 

بدأت في إيران احتفالات إحياء الذكرى الثامنة والثلاثين لانتصار "الثورة" وذلك عبر تنظيم مسيرات شعبية وحشود في العاصمة طهران وبقية المدن ، وتكتسب احتفالات هذا العام أهمية خاصة بعد تورط طهران في مواقف ضد ثورات الربيع العربي، والمذابح الطائفية الشيعية ضد أهل السُنة في سوريا والعراق واليمن، فضلا عن دورها في الأزمات السياسية في لبنان عبر مليشيا "حزب الله" ذراعها الطائفي.

 

وأطاحت الثورة التي اختطفتها الأقلية الشيعية الاثنى عشرية، بنظام الشاه رضا بهلوي وأقامت على أنقاضه نظام طائفي شيعي بقيادة رجل الدين "الخميني".

 

وتتلاحم في المنطقة العربية الآن عدة صراعات تحت سمع العالم وبصره، وتطحن رحى الطائفية ملايين المسلمين السُنة، وعلى مستوى المخططات الغربية التي تدعمها إيران يتم تحضير ساحات الشرق الأوسط لحرب بدأت فصولها الدموية الأولى جنونية شاملة بين السنة والشيعة.

 

وبرأي خبراء يتم من مخاضها الدموي ولادة خريطة شرق أوسط جديد، يكرس هيمنة إيران وروسيا وأمريكا والغرب على مصائر العرب السُنة، ولا يبدو في الأفق أية جهود عاقلة فاعلة لكبح هذا الانحدار المتسارع إلى الهاوية، فالأطراف الرئيسية المرشحة للتصادم، قد اندفعت في اتجاه الصراع الصفري الذي لا يعلم إلا الله أين سينتهي.

 

والإخطبوط الإيراني الذي يضرب بأذرعته الآن يمنة ويسرة على بعد مئات الكيلومترات من حدوده، ويكاد يحتل ثلاث أو أربع عواصم عربية، ليحميَ وجوده، ويصنع نفوذه، ويكاد حبل مواليه، والدائرين في فلكه يلتف تمامًا على عنق الشرق الأوسط، يحتاج إلى بعث ربيع عربي جديد للخروج منه بأقل الخسائر.

 

 

 ثورة ضد العرب!

وكانت كل التوقعات، في بدايات الثورة الإيرانية، تشير إلى أن النظام الجديد في إيران سيشكل القوة الجديدة الداعمة للوطن العربي والشعوب العربية، لاسيما أن النظام الجديد قامر بقضية فلسطين والقدس وتظاهر بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وتشدق في جميع خطبه النارية الملهبة بمواجه الاستكبار الغربي وحمل شعارات "الموت لأمريكا" "الموت إسرائيل"، لكن الذي ثبت في النهاية هو شعار تحقق على الأرض "الموت للعرب"!.

 

وبعد 38 سنة على الثورة المختطفة في إيران، لا تبدو العلاقات الإيرانية  العربية في أحسن حالاتها اليوم، بل تعيش جمهورية الملالي وأصحاب العمائم السوداء صراع مطامع ضد عدد من الدول العربية ولاسيما السعودية، خصوصا بعد وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وفي الذكرى الثامنة والثلاثين (11 فبراير 1979) لانتصار الثورة الإيرانية المختطفة، تحولت من آمال معقودة من الأفق الإسلامي، إلى مشروع أكثر شيعية وطائفية وإجرامًا، جعلها تكون في السنوات الكبيسة الماضية النصير الأول للنظام السوري الدموي الذي فاقت فظائعه ضد شعبه الكثير من فظائع العصور الوسطى، وماثلَ أو فاق أحيانا فظائع نظام الشاه الذي قضت عليه هذه الثورة نفسها، مما حرم العرب الغارقين في ظلام الاستبداد لقرون، من نموذج استثنائي للثورة الشعبية والحرية وقهر الاستبداد، حلم الكثيرون يقظة ومنامًا بحذو حذوه، وتغيير مسار تاريخ العرب المأزوم.