هكذا فضحت “غزة” وكلاء الصهاينة داخل الجامعة العربية!

- ‎فيأخبار

“هل فضح قطاع غزة عجز الجامعة العربية؟ ولماذا لم تدع الجامعة إلى اجتماع طارئ كما فعلت عقب العملية العسكرية التركية في شمال سوريا الشهر الماضي؟ وإلى متى يستمر هذا العجز العربي الرسمي؟ وهل الجامعة “سيد قرارها” أم أنها تسير بتعليمات أمريكية؟”.

عجز الجامعة 

فعلى مدار الأيام الماضية، أسفر العدوان الصهيوني على قطاع غزة عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة المئات وتدمير العديد من المنازل دون تحرك الجامعة العربية، مثلما تحركت مُسرعة للتنديد بالعملية العسكرية التركية، الأمر الذي يؤكد مدى ازدواجية المعايير لدى الجامعة العربية، كما لم تحرك الجامعة ساكنًا تجاه سقوط مئات الشهداء وآلاف المصابين على مدار العامين الماضيين من مسيرات العودة وكسر الحصار على حدود قطاع غزة.

حيث كشف مركز الميزان لحقوق الإنسان عن استشهاد 227 فلسطينيًّا برصاص قوات الاحتلال الصهيوني خلال مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، منذ انطلاق تلك المسيرات في 30 مارس 2018، مشيرا إلى أن من بين الشهداء 15 شهيدًا تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامينهم حتى الآن، بينهم طفلان.

وقال المركز، في بيان له، إن 214 مواطنًا استُشهدوا خلال مشاركتهم في مسيرات العودة، من بينهم (46) طفلا، وسيدتان، و(9) من ذوي الإعاقة، و(4) مسعفين، واثنان من الصحفيين، مشيرا إلى إصابة 18764 فلسطينيا برصاص الاحتلال، بينهم (4778) طفلا، و(845) سيدة، وأن 9355 أُصيبوا بالرصاص الحي، من بينهم (2039) طفلا، و(186) سيدة، مشيرا إلى أن عدد مرات استهداف الطواقم الطبية بلغ (277) مرة، وأسفرت عن إصابة (223) مسعفا، فيما بلغ عدد مرات استهداف الطواقم الصحفية (246) مرة، وأسفرت عن إصابة (173) صحفيا، تكرر إصابة (42) منهم أكثر من مرة.

واتّهم المركز قوات الاحتلال بتكرار استهداف العاملين في الطواقم الطبية، دون اكتراث بقواعد القانون الدولي ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان، داعيا المجتمع الدولي إلى الانتقال من مربع الإدانة إلى التدخل الفاعل لوقف الانتهاكات الصهيونية، وحماية المدنيين، وضمان احترام قواعد القانون الدولي، مؤكدًا ضرورة العمل من أجل تطبيق العدالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء الحصار، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه الأصيل في تقرير مصيره.

ازدواجية المعايير 

ازدواجية المعايير لدى الجامعة تجلّت أيضًا في عدم التحرك ساكنا تجاه الاحتلال الروسي الإيراني لسوريا، وتجاه الاحتلال الإماراتي لليمن، وتجاه الجرائم الصهيونية اليومية ضد القدس والمسجد الأقصى، وتجاه استمرار حصار أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة، وتجاه إعلان الولايات المتحدة عن “القدس عاصمة للصهاينة”، والاعتراف باستيلاء الصهاينة على الجولان؛ الأمر الذي دفع بعض الدول العربية لرفض بيان الجامعة بشأن العملية التركية، ودفع المجلس الأعلى للدولة في ليبيا إلى اتهام الجامعة بازدواجية المعايير بشأن مطالبتها تركيا باحترام سيادة سوريا.

وقال المجلس، في بيان له: “تابع المجلس الأعلى للدولة البيان الختامي الصادر عن اجتماع جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية، المنعقد بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، وإذ يؤكد المجلس موقف الدولة الليبية المتمسك بمبدأ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وسلامة استقلالها السياسي، كأحد أهم الثوابت التي قامت لأجلها ثورة السابع عشر من فبراير، وكما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة في الفصل الأول (المادة الثانية ـ الفقرة السابعة)، فإنه يُسجل استغرابه واعتراضه على ازدواجية المعايير التي تطبقها جامعة الدول العربية في الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء”.

وأضاف المجلس: “بات واضحا وجليا لدينا أن قرارات وبيانات الجامعة العربية رهينة لحسابات وأجندة دول عربية بعينها (مصر والإمارات)، وهي ذات الدول التي تعمل على زعزعة استقرار ليبيا وتهدد وحدة أراضيها، وتعمل على تمزيق نسيجها الاجتماعي، وهو ما يخالف ميثاق الجامعة في مواده الثانية والثامنة”. وتابع قائلا: “نذكر هذه الدول التي تدّعي حرصها على الأمن القومي العربي وخوفها من تفشي الإرهاب، بأن طائراتها تشن غارات يومية على المدنيين وتقصف مقار الحكومة الشرعية التي حاربت الإرهاب في مدينة سرت، دون أي واعز ديني أو قانوني أو أخلاقي”.

وتابع المجلس قائلا: “نذكر الجامعة بأن هذه الدول هي من تقف حائلًا دون عقد جلسة لمجلس الجامعة لاتخاذ إجراءات حازمة من شأنها دعم الشرعية في ليبيا وحماية المدنيين من الاعتداء السافر الذي تدعمه هذه الدول وتشارك فيه وتقف خلفه، رغم أن المادة (السادسة) من ميثاق الجامعة تعطي الحق للدولة المعتدى عليها لدعوة مجلس الجامعة للانعقاد، وهو ما قامت به حكومة الوفاق الوطني في 21 أبريل الماضي من خلال وزير خارجيتها، ولم تنعقد أي جلسة بالخصوص”، ودعا المجلس حكومة الوفاق الوطني إلى العمل مع كل الأشقاء لإعادة النظر في سياسة جامعة الدول العربية، كمنظمة يمكن من خلالها العمل المشترك لتحقيق صالح الأمة العربية، والتعبير عن تطلعات شعوبها في العيش بحرية وكرامة.”

جرائم التطبيع 

من جانبه، انتقد الأكاديمي الفلسطيني الدكتور يوسف رزقة، هرولة الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، مستشهدا بتصريحات رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو: “لدينا علاقات طبيعية مع ست دول عربية، ونتقدم في هذا المجال بشكل طبيعي، وأن “إسرائيل” ستشارك في معرض “إكسبو” الذي سيقام في دبي في عام 2020م”. مشيرا إلى أن هذه الدول كانت تخفي علاقاتها القديمة مع (تل أبيب) في زمن المد القومي، واليوم لم تعد هناك حاجة لقادة الدول لإخفاء هذه العلاقة، وقد تحطمت القومية العربية، واعتقلت الحركات الإسلامية، وانصاعت الشعوب لمقتضيات الغزو الفكري، ومطالب الوسائل الإعلامية، واستشرت النزعات الاستهلاكية، وباتت الشعوب ترى في تحرير فلسطين والقدس مهلكة للمال والولد، وترى في التطبيع مع (إسرائيل) أفضلية على الجهاد في سبيل الله”.

وأضاف رزقة “قديما قال بعض الساخرين: سيأتي يوم قريب تكون دولة (إسرائيل) عضوا في الجامعة العربية، وأظن أن وجودها في ست دول عربية دون اعتراض من الفلسطينيين رسميا، ولا من بقية الدول العربية، يعني أن هذا الوجود في العواصم العربية يغنيها عن الوجود في الجامعة، وإنها إذا لم توجد بالفعل، فهي موجودة بالقوة، وهذا كاف”.

وتابع رزقة قائلا: “لم يكن قادة دولة الاحتلال يصرحون بمثل هذه التصريحات قبل سنوات معدودات من تاريخ اليوم، ولكنهم الآن لا يبالون كثيرا، إذ يملكون ضوءا أخضر من الدول العربية، يأذن لهم بالتصريحات، التي تهيئ الأجواء للتقدم العلني، وتساعد في ترويض الشعوب على سماع ما كانوا يرفضونه، وعلى تقبل الإجراءات العملية، والخاسر الوحيد في هذه التحولات هم الفلسطينيون، الذين فقدوا راحة الإقامة والطمأنينة في بعض هذه العواصم الست المذكورة، في حين يرتاح الإسرائيلي فيها جميعا”.

غزة والرئيس مرسي

هذا العجز العربي دفع هاشتاج “#غزه_ياعرب_تنادي” لتصدر موقع تويتر، وعبّر المغردون عن غضبهم من الموقف العربي الرسمي تجاه المجازر التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدين ضرورة تقديم العون لأهالي غزة.

وكتب حسن مهدي: “ما كان للحسناء أن تنزل ساحة الجِهاد لو كان بين حكام العرب رجل”. فيما كتبت هالة البوشي: “يا أهل غزة إن الفجر موعدنا والليل يرحل في خوفٍ وإسراعِ.. أنتم حماة عرين الحق في زمنٍ حكامه أجبان وأنطاعِ.. أنتم بقايا العز للإسلام بالدنيا فبالله صبرا على ذل وإخضاعٍ.. لعنة الله عليكم حكام العرب”.

وترحم مصطفى سعد على الرئيس محمد مرسي قائلا: “لن نترك غزة وحدها.. الله يرحمك كان زمانا محررين المسجد الأقصى”. فيما كتب محمد أحمد: “أين أنتم يا عرب وأبناء أمتكم مستضعفون، فأخرجهم يا الله من حولهم وقوتهم إلى حولك وقوتك فانت خير المنجين”.