هل يكتسح السيسي شهرة الجاسوس “إيلي كوهين”؟

- ‎فيتقارير

كتب: سيد توكل
في محاولة تفسير علاقة كيان الاحتلال بالانقلاب العسكري، الذي ألقى السفيه عبد الفتاح السيسي بيانه الأول في الثالث من يوليو عام 2013، محاطًا برموز وقيادات دينية وسياسية وعسكرية، يؤكد بعض المحللين أن السيسي هو "إيلي كوهين" الجديد، الذي زرعه الصهاينة في صفوف الجيش المصري؛ ليقوم بما قام به ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، أو يعمل عمومًا على حراسة مصالح إسرائيل إن استدعى الأمر.

وفي وقت سابق، شنّ رواد العالم الافتراضي هجومًا لاذعًا على السفيه السيسي بعد الخطاب الذي ألقاه في الأمم المتحدة، وأخذ يرتجل بعد خروجه عن النص المكتوب، مخاطبا الحاضرين تحت عنوان نداءات: "نطالب الرأي العام الإسرائيلي بالوقوف خلف القيادة السياسية ببلدهم"، وأضاف أن أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي تهمنا.. وكررها مرتين!.

وأثارت تلك "النداءات" مجموعة من ردود الفعل الساخطة عليه؛ لاهتمامه بالمواطن الإسرائيلي وأمنه واستقراره أكثر من اهتمامه بالمواطن المصري ومصيره، فضلا عن دفع الفلسطينيين للتصالح مع محتليهم والتعايش معهم دون ذكر حقوقهم.

فهل هي مصادفة أن يكتشف الشعب المصري مؤخرا أن عبد الناصر والسادات ومبارك والسيسي لهم شبكة علاقات قوية مع الحلف الصهيوأمريكي والشبكة اليهودية؟.

عسكر كاذبون

"الناصريون" يرون "عبد الناصر" بطل ثورة يوليو 1952، وزعيم القومية العربية، وصاحب منهج التحرر، وهو البطل الذي تصدى لأمريكا وإسرائيل، والذي قاتل إسرائيل وما وراء إسرائيل، ولا يطيقون سماع أخبار النكسة والانتكاسة والعمالة والخيانة والاستبداد والديكتاتورية لطاغية مصري، و"الساداتيون" يرون زعيمهم بطل الحرب والسلام، مؤسس مصر الحديثة وباعث نهضتها، ولا يعترفون بعار كامب ديفيد والانبطاح لأمريكا والاعتراف بإسرائيل، وتسليم مفتاح مصر لسيدة مصر الأولى "اليهودية"، تفعل بالمصريين ما شاءت ومتى شاءت.

وأبناء "مبارك" المفجوعون باتوا يتلون آية "قائد الضربة الجوية الأولى" ولا يحفظون غيرها من الكتاب المباركي، ويكفرون بآيات الذل والفساد والنهب والإفقار للشعب المصري، ولا يؤمنون بما تؤكده كل يوم مليارات البيانات والأرقام بحجم جريمة زعيم العصابة المنبطح للصهاينة، والديكتاتور المستبد لشعبه وبني وطنه.

أما السفيه السيسي، فما وجد أتباعه وعبيده في تاريخه العسكري والسياسي شيئًا يتفاخرون به، فاعتمدوا على وسائل الإعلام الانقلابية في ترويج وصفه بقاهر الإخوان وبطل ثورة 30 يونيو، يرددونها كالببغاوات دون إدراك، ولكن عبيد السيسي سوف يصمون آذانهم ويغمضون أعينهم عن كل المتناقضات؛ حتى لا يروا أنه الجنرال البطل في إسرائيل وقاتل المصريين، وفتى أمريكا المدلل، وقاهر حركة حماس، وقائد الانقلاب العسكري، والمرشح المدني للرئاسة، ومن وعد المصريين بالرخاء والسعادة ثم بشرهم بالانهيار الاقتصادي.

إيلي كوهين

وربما يذكر التاريخ، السفيه السيسي كما ذكر من قبل أشهر جاسوس في العالم العربي، تحديدا سوريا، إيلي كوهين، دون الإتيان على ذكر حبيبته السرّية "رندا"، التي ساعدته في الحصول على معلومات "ساخنة" حين وصوله من "إسرائيل" قادما من مصر في عام 1962.

إيلي الذي كان مرشّحا لأن يكون وزيرا للدفاع السوري في عهد الرئيس أمين الحافظ، بعدما انتحل لسنواتٍ شخصيّة رجل أعمالٍ ثري يُدعى أمين ثابت، فيما الواقع لم يكن سوى جاسوس عمل ضدّ بلده مصر، ثمّ تدرّب في" إسرائيل" وتجسّس على الجيش السوري قبل القبض عليه وإعدامه في ساحة المرجة بدمشق في عام 1965.