هويدي: “حريق قطر” كشف عورة العرب وفضح العلاقة بالصهاينة

- ‎فيأخبار

كتب- رانيا قناوي:

 

قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي: إن الأسوأ من انفجار الموقف بين دول الخليج، الدور السلبي الذي قامت به وسائل الإعلام، وكان له إسهامه في تأجيج المشاعر وإثارة الفتنة، وغياب الزعيم أو الكبير في المنطقة العربية لإطفاء الحريق وكبح جماح الفساد، موضحًا أنه حين تظهر في بعض النشرات الإعلامية تصريحات سيئة منسوبة إلى القيادة القطرية، ثم يتم نفيها وتعلن الدوحة أن موقع وكالة الأنباء الرسمية تعرض للقرصنة والاختراق الإلكتروني، فالوضع الطبيعي أن يتم التحقيق في واقعة الاختراق على الفور للتثبت من حقيقة الأمر.

 

وأضاف هويدي خلال مقاله المنشور بصحيفة "الشروق"، في عددها الصادر صباح اليوم السبت، أن تجاهل النفي وإصرار بعض وسائل الإعلام على أنه لم يحدث رغم نفي "الواقعة" فذلك يعد استباقًا محيرًا يثير التساؤل ويبعث على الدهشة، خاصة أن القصف الإعلامي بدأ فور إذاعة التصريحات المسيئة، ولم يكن القصف في شكل تسجيل للمواقف ورد للإساءات المفترضة، ولكنه تم من خلال لقاءات استضافت آخرين وبرامج جرى بثها؛ الأمر الذي لا يفسر إلا بأحد أمرين: إما كفاءة خرافية في التحرك والإعداد، أو ترتيب مسبق يسير إلى علاقة بين الطرف الذي قام بالاختراق وبين المنابر الإعلامية التي سارعت إلى استثماره.

 

وأوضح أنه في هذه الأجواء الساخنة، سارعت بعض أطراف الاشتباك الخليجي إلى حجب بعض المواقع الإخبارية، وفوجئنا في مصر بحجب ٢١ موقعًا؛ بدعوى دعم الإرهاب والتطرف ونشر الأكاذيب، رغم أنه لم يكن دخول مصر على الخط مقصورًا على ذلك المجال وحده؛ لأن بعض القنوات التليفزيونية المصرية انخرطت في الاشتباك الخليجي، وشاركت في القصف، على نحو يثير الانتباه والدهشة.

 

وأكد هويدي أن ما جرى جاء دالاًّ على أن ثمة تراكمات ورواسب غير مرئية تحتاج إلى تصفية واحتواء رشيد، مبديًا أسفه أن الساحة العربية تفتقد إلى من يقوم بذلك الدور. وفي ظل انهيار النظام العربي فإن الجامعة العربية تحولت إلى كيان عاجز لا دور له، ولم يعد يذكر لأمينها العام أي إسهام في تسكين أو ترشيد الصراعات العربية.

 

ونوه إلى أنه في الوقت الذي تتشتت فيه أواصر الأخوة بين العالم العربي والإسلامي، نرى فيه جسورًا تعد وأخرى أقيمت بالفعل بين بعض الدول الخليجية وإسرائيل.