هويدي: مقارنة بين يناير 2011 ويونيو 2013 تكشف لك سبب الإرهاب

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

تساءل الكاتب الصحفي فهمي هويدي -خلال تعليقه على إعلام الفتنة الذي يستحضر كتب التراث لاتهامها بالوقوف وراء حوادث استهداف المسيحيين- قائلا: "لماذا فى هذه المرحلة بالذات تبرز الممارسات السيئة بين بعض الأفراد؟ ولماذا تستحضر من كتب التراث الموجودة منذ مئات السنين تلك الفتاوى والآراء التى تشكل إهانة لهم ونيلا من حقوقهم وكراماتهم؟ ولماذا يسقط من الذاكرة فيض علاقات المودة والتراحم التى عاش المصريون بمسلميهم وأقباطهم فى ظلها طويلا، لتسلط الأضواء فقط على كل ما هو سلبى ومسىء؟".

وقال هويدي خلال مقاله بصحيفة "الشروق" في عددها المنشور صباح اليوم الاثنين، إن تراث المسلمين وغير المسلمين حافل بما هو منير ومشين، لكنه يتعرض للانتقاء والتأويل فى ظروف تاريخية معينة، بحيث تدفن أو يستخرج منها ما هو منير تارة فى حين يستدعى منها ما هو مشين تارة أخرى. وتكون المشكلة دائما أن أصابع الاتهام تشير إلى الضحايا وإلى المرجع الفكرى الذى جرى الاستناد إليه وتأويله، وليس إلى الظرف التاريخى الذى استدعى هذه المرجعية أو تلك.

ودلل هويدي على حالة الإجماع والتلاحم الوطنى المبهر التى شهدناها فى مصر أثناء ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، ومقارنتها بحالة الانفراط والنفور والاحتقان المحزن التى خيمت على البلد منذ انقلاب ٣٠ يونيو ٢٠١٣.

وأكد هويدي أن القيود التى تفرض على الحريات العامة، والانتهاكات التى تتم لحقوق الإنسان، لا تلغى قيمة التسامح فقط، وإنما تلقن المجتمع أيضا دروسا فى البطش والعنف. ناهيك عن أنها تفرغ مفهوم «المواطنة» من مضمونه، حيث لا قيمة للمواطن إذا ما صودرت حريته وانتهكت كرامته سواء فى قسم الشرطة أو فى أى مستشفى عمومى، ثم إن غياب العدل الاجتماعى وقسوة الغلاء المتزايد وانسداد أفق المستقبل أمام شرائح واسعة من الفقراء أو الذين تم إفقارهم.

وشدد على أن هذه كلها بيئة مواتية لنمو أشكال التطرف والعنف تمهد الطريق أمام الإرهاب، قائلا: " بعض زملائنا تحدثوا عن البيئة الحاضنة للإرهاب، لكنهم سكتوا على البيئة المنتجة للإرهاب، على الرغم من أن الأخيرة أهم وأخطر بكثير من الأولى. لكن مشكلة أغلب المعلقين والسياسيين أنهم يمارسون الجرأة المجانية فى التنديد بالبيئة الحاضنة، ولهم فى ذلك بعض الحق، لكنهم ولأسباب تتعلق بالكلفة الباهظة يغضون الطرف عن البيئة المنتجة للإرهاب التى هى الأحوج إلى كلمة الحق".