وهم الإمبراطورية السوفيتية..وراء إرسال قوات الروسية إلى الحدود مع ليبيا

- ‎فيعربي ودولي

كتب- محمد مصباح:

كشفت صحيفة "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكية، أن هدف ارسال روسيا قوات خفيفة وقليلة العدد إلى الحدود الليبية يهدف الى نشر صورة انها امبراطورية كبرى، تسيطر على مجريات الامور في الشرق الاوسط، بعد تواجدها في سوريا ، ثم تتوسع بصورتها الذهنية باتجاه ليبيا عبر بوابة مصر..

 

وقالت "فيوتشر" : في تقريرها الصادر اليوم، "ليس لدى روسيا مصالح في النتائج النهائية للحرب الأهلية في ليبيا، ولا يخدم التدخّل الروسي إلّا روسيا نفسها لكي تظهر كلاعب رئيسي في جيوسياسية الشرق الأوسط، قادر على ممارسة القوّة في شمال أفريقيا والبحر المتوسّط".

وتابعت الصحيفة الأمريكية : "

 

ومنذ مقتل الديكتاتور «معمّر القذّافي» عام 2011، دخلت ليبيا في حالة خطيرة من عدم الاستقرار وفشلت في

تكوين حكومة موحّدة مقبولة من جزء كبير من الشعب.

 

وتشعر الدول الأوروبية، وخاصةً إيطاليا، بالقلق إزاء تقسيم ليبيا، نظرًا لأنّها واجهة رئيسية للاجئين القادمين من ليبيا.

 

لكن بعيدًا عن كونها مصدرًا للاجئين إلى أوروبا، ليس لليبيا

 الكثير من الأهمية الجيوسياسية. ولدى دول، مثل روسيا، القليل لتربحه والكثير لتخسره، بالوقوع في شرك الأزمة الليبية".

 

وأضافت: " وبالنّظر إلى أنّ احتياطيات النفط في ليبيا هي الأكبر في إفريقيا، قد يزعم شخصٌ ما أنّ التدخّل الخارجي في الصراع بدافع النّفط. مع ذلك، لا تحتاج روسيا للمزيد من النفط. فلديها احتياطيات هائلة، ويعاني مصدّرو النفط حاليًا من انخفاض أسعار النفط وتضخّم المخزون. وقد وقّعت شركة النّفط الروسية روسنفت والشركة الوطنية الليبية للنفط مذكّرة تفاهم الشهر الماضي". لافتة "وفي حين يؤكّد ذلك على جاذبية صفقات النّفط، فمن غير المرجّح أن تسير عمليات استكشاف النفط بنجاح في ظلّ عدم الاستقرار في ليبيا".

 

وتتمتّع ليبيا أيضًا بساحل على البحر المتوسّط يصل إلى 1100 ميل، وقد ينظر إلى المدن الساحلية مثل بنغازي وطبرق كمدن مهمّة استراتيجيًا. مع ذلك، لكي تستخدم موانئ البحر المتوسّط، سيكون على روسيا إثبات نفسها كقوّة بحرية لا يستهان بها في البحر المتوسّط. 

 

وفي تحليل ورصد للتوقعات المستقبلية، قالت :"ونظريًا، يمكن لروسيا الوصول للموانئ في المنطقة عبر البحر الأسود، لكن لتركيا العديد من الأسباب لعدم إتاحة الفرصة لروسيا لمزيد من الوصول إلى البحر المتوسّط عبر مضيق البوسفور.

 

كما أنّ روسيا ليست في موضعٍ يسمح لها بتحدّي القوّة البحرية الأمريكية، لكنّ التواجد في مناطق مثل سوريا وليبيا يعطيها مظهرًا أقوى".

 

واختتمت "جيوبوليتيكال فيوتشرز": "ولا يعطي النشر المزعوم لوحدة من 22 عضوًا إشارة حول زيادة المشاركة الروسية. وإذا كان لذلك شئٌ يثبته، فهو يقدّم دليلًا على عدم استعداد روسيا لتقديم التزامات كبيرة، سواء في سوريا أو ليبيا.

 

في الواقع تشبه المشاركة الروسية في ليبيا مشاركتها في سوريا. لا تهتم روسيا كثيرًا بالبلدين من الناحية الاستراتيجية، لكنّ تدخّلها يعطي صورة عنها كدولة قوية على السّاحة العالمية.

 

ولدى الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» اهتمام بتوجيه الانتباه بعيدًا عن السّاحة الداخلية التي يواجه فيها اقتصادًا متخبّطا. إنّه يريد إقناع الروس أنّ روسيا لم تفقد قوّتها، وقد وجد الفرصة في سوريا وليبيا ليظهر أقوى ممّا هو عليه".