قنديل يكشف حقيقة سد الإخوان لبالوعات الإسكندرية

- ‎فيأخبار

أعرب الكاتب الصحفي وائل قنديل عن دهشته من التفسير الذي قدمه "سامح أبو عرايس" لما حدث في الإسكندرية إثر هطول الأمطار وغرق الشوارع أول أمس الأحد، لافتًا إلى أنه كان يحسب هذه مجرد مزحة ساخرة لكنها تحولت إلى واقع.

ولفت قنديل في مقاله بـ"العربي الجديد" تحت عنوان "لماذا سد الإخوان البالوعات" إلى أن ما حدث في الإسكندرية يوم الأحد لو حدث في وجود الرئيس مرسي لطالبه الجميع بالرحيل، وستخرج شعارات نخب الإعلام "مش قد الشيلة ما تشيلش"، و"طول ما الدم المصري رخيص، يسقط أي رئيس"، وسيأتي الخبراء الاستراتيجيون، وعكسهم، ممن أكملوا تعليمهم، يعطون دروساً في أن للإدارة ناسها، وللحكم رجاله، وأن السمكة تفسد من رأسها؛ لذا سيصبح مسكينًا ذلك الوزير أو المحافظ الذي يطاح من منصبه، بينما الخلل فوق، في رأس الدولة.

وأشار إلى أنه كتب تدوينة ساخرة يحمل فيها الإخوان سوء الأحوال الجوية، ليجد ما كتبه أصبح واقعًا بانتشار  رواية أن "الإخوان" سدّوا بالوعات صرف الأمطار في الإسكندرية، لصناعة الكارثة، بل هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك، وانهال بالسباب على منكري مؤامرة المجلس الأعلى للعالم، الذي وُجد خصيصًا لإلحاق الأسى بمصر، ومنعها من الحركة إلى الأمام، وقفزها إلى الأعلى.

وقال إنه بالرغم من وجود 8 لواءات جيش في مناصب رؤساء الأحياء بالإسكندرية، إلا أن نظام الانقلاب قرر قرر ردم منصب المحافظ فيها بجنرال جديد، لواء آخر يضاف إلى الثمانية،  ليصبح الشعار "الجنرال ينعى شعبه ويعين لواءات"، والحجة أن الكارثة وقعت؛ لأن حاكم الإسكندرية مدني، فلا مناص من عسكرتها التامة.

ونوه إلى أنه كتب من قبل مقالاً عن السيسي قبل 14 شهرًا، بأنه "الزعيم الملهم لدولة الخرافة" الذي لا يحكم مصر بالحديد والنار فقط، بل يحكمها أيضًا "بالبيضة والحجر"، موضحًا أنه تم في عهده احتراف الاستثمار في اللا وعي؛ حيث نشطت جرافات الوعي وحفارات الضمير في شقّ قنوات للكذب والوهم، مرت فيها كل أنواع الأكاذيب، بمشاركة جيش هائل من مثقفين، زعموا طويلاً أنهم فرسان الاستنارة، فلما أفلت شمس 30 يونيو، تبيّن أنهم مقاتلون في جيوش الخرافة.

وأكد أن رأسمال هذا النظام هو عوائد احتراف الشعوذة السياسية، والاستثمار في الجهل، لذا تنشط كل أدواته في استئصال مراكز الإدراك عند الجماهير، بوسائل عدة، أهمها تجريف البلاد من كل عقل ناقد، أو فكر مخالف، أو صوت مختلف، سواء بالتهجير الإجباري، أو الإسكات والمنع من الكلام ومن الظهور ومن الكتابة، وبموازاة ذلك التمكين للمشروع القومي للتجهيل والإسفاف والهلوسة.