قنديل: العسكر دبّر “الجمل” ومذبحة بورسعيد لينهي عصر الجماهير

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

قال الكاتب الصحفي وائل قنديل إنه في ذكرى مرور عام على مذبحة ميدان التحرير "موقعة الجمل"، جاءت المجزرة الأبشع ضد الجماهير في ملعب بورسعيد، التي أرادت من ورائها السلطة العسكرية الحاكمة أن تنهي عصر الجماهير، نهائياً، مضيفا أنه ليس غريباً أن تحشد السلطة كل قواها بالأمس لمنع الأولتراس من إحياء ذكرى الشهداء الأربعة وسبعين، بعد مرور خمس سنوات على الجريمة.

وأكد قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الخميس، أنه في عهد السيسي ليس مسموحا باستعادة زمن الجماهير مرة أخرى، ولذلك وضعت السلطة محمد أبو تريكة على قائمة الإرهاب، موضحا أن مذبحة بورسعيد إعلاناً صريحاً من الحكم العسكري أنه باق في السلطة، ومتشبث بها، ولا يمانع في إغراق العشب الأخضر بدماء الذين يطالبونه بتسليم السلطة لأهلها، وكما دونت في ذلك الوقت، رفع العسكر شعار مبارك: نحن أو الفوضى وشلالات الدماء.

وأكد أنه من أصغر مشجع يتمتع بحس إنساني سوي، إلى أكبر نائب في البرلمان، مرورا بالخبراء السياسيين، كان هناك إجماع على أن كارثة بورسعيد مدبرة ومخطط لها جيدا، في معسكرات الإعداد إياها، لمواجهة الضغوط المتزايدة من أجل تسليم السلطة وتحرير مصر من حكم الطوارئ.

وقال قنديل إنها لم تكن مباراة في كرة القدم بين المصري والأهلي، بل كانت معركة سياسية دامية ضد الثورة، خطط لها ونفذها خصومها من المتظلمين من مطالبها وأصدقاؤهم من حثالات النظام السابق، في توقيت بالغ الدلالة، قبل يوم واحد من ذكرى موقعة الجمل، وهو اليوم الذي قايضنا فيه المخلوع "أنا أو الفوضى"، وإن هي إلا ساعات حتى كانت قطعان البلطجية تعمل آلة القتل والتنكيل، من فوق ظهور الجمال والخيول، في حشود الثوار بالميدان.

وتابع: "لقد استنفد الذين التصقوا بمقاعد السلطة كل الألاعيب والحيل، وسيناريوهات الرعب والخراب والدم، من أجل ثنى الثورة عن استكمال دورتها في إنتاج التغيير الشامل، وكلما بدت الثورة أقرب إلى تحقيق غاياتها النبيلة المشروعة، زادت شراستهم وخستهم في توجيه الضربات.. ولا يمكن لعاقل أن يستوعب أن ماسورة الانفلات الأمني قد قررت أن تنفجر ذاتيا فجأة في هذا التوقيت بالذات، من حوادث السطو الكوميدية على البنوك، وصولا إلى موقعة بورسعيد.

واختتم قنديل مقاله قائلا للعسكر: " إن لم تكونوا متواطئين على هذه الثورة، فالمؤكد أنكم فاشلون وعاجزون عن إدارة وطن أذهل شعبه العالم بثورته، وفى الحالتين نسألكم الرحيل عائدين إلى أعمالكم الأصلية، لسنا فئران تجارب تختبرون بها خبراتكم الفقيرة، ولسنا عقارا تتقاسمونه أنتم وشركاؤكم ممن زعموا أنهم رفقاء الثورة ذات يوم، ثم تحولوا إلى «عكاشيين» يدبجون بيانات تردد أن تسليم السلطة يساوي الانفلات الأمني".