زيارة مفاجئة تماما لم يعلن عنها سوي قبل ساعات من اتمامها، قام بها الملك "حمد بن عيسى" حاكم البحرين لمصر، تخللها لقاء مع السيسي، وزيارة لمبارك بعد عودته سالما الي قواعده ومنزله وحراسه.
قيل إن الهدف منها هو قيام الملك بدور في تنقية العلاقات بين مصر من جهة وكلا من السعودية وقطر قبل القمة العربية، وقيل إن السبب هو زيارته لمبارك الذي سبق أن زاره عقب عزله وتوسط لسفره خارج مصر.
عودة إمدادات أرامكو النفطية لمصر والغزل الإعلامي يشير بوضوح لمصالحة قادمة في القمة العربية بين سلمان والسيسي، لهذا قد يكون الحديث عن أن الهدف من زيارة ملك البحرين لمصر قبل الأردن هو للتنسيق لمصالحة مصرية سعودية غير منطقي ما يطرح أسبابا أخرى غير معروف منها سوي زيارته لمبارك.
ولكن لماذا يزور مبارك في هذا الوقت وبضوء اخضر من السيسي بلا شك؟ قد يبدو السبب هو نقله رسالة من السيسي لمبارك مباشرة بان "يلم جمال مبارك نفسه" ومعه رجال الحزب الوطني المصرين على العودة للعب دور وعلي راسهم أحمد عز، ولا يطرح نفسه منافسا للسيسي.
قد يكون هذا سببا معقولا لو ربطنا بينه وبين رسائل أخرى تحاول مخابرات السيسي الحربية نقلها لجمال مبارك، بالتوقف عن الظهور اعلاميا في الآونة الاخيرة ومحاولة العودة للأضواء مرة أخري، وأخرها رسالة كتبها أحد صبيان المخابرات في صحيفة اليوم السابع التابعة للجهاز عبر أحمد أبو هشيمه.
صبي المخابرات يحذر
مقال صبي المخابرات "دندراوي الهواري" ـــ الذي لمع نجمه وأصبح له مقال ثابت ويقال إنه مسئول برنامج لميس الحديدي ـــــ الذي نشره في اليوم السابع يوم 27 مارس الجاري بعنوان "أصابع جمال مبارك وآسفين يا ريس لحرق مصر"، قد يصب في هذه الخانة.
ففي هذا المقال سعي صبي المخابرات الذي لا يكتب الا بوحي أمني، لتوجيه ثلاثة تحذيرات لجمال مبارك ناصحا مبارك الأب بأن يكبح جماح الابن أيضا، هي التوقف عن الظهور السياسي والإعلامي كأمير الانتقام العائد من السجن، وممارسه "دور الاخوان" في نقد النظام عبر صفحته "إحنا آسفين يا ريس" على موقع "فيس بوك"، والتحذير الأخير يشير بوضوح إلى أنه سيتم القيام بمعاقبته طالما أنه يهدر "رصيد الستر" الذي أنقذ مبارك بواسطة القضاء والنظام من عواصف ثورة 25 يناير!.
ربما لهذا يري محللون ودبلوماسيون أن زيارة ملك البحرين للسيسي ثم مبارك، لها علاقة بتوجيه رسالة ما للرئيس الأسبق "حسني مبارك"، بجانب تهيئة الأجواء بشكل أكبر لقمة بين السيسي والملك سلمان في الاردن.
فتوقيت زيارة ملك البحرين قبل يوم من انعقاد القمة العربية في الأردن يدل على وجود جهود خليجية لكي تتم المصالحة بين القاهرة والرياض، وتهيئة الاجواء للقمة المنتظرة بين الملك سلمان والسيسي، ولكن الهدف الأهم الذي جري استغلال الزيارة لتحقيقه هو نقل رسالة لمبارك.
فالعلاقة بين السيسي وملك البحرين ومبارك متواصلة ومفتوحه منذ انقلاب 3 يوليو 2013، بما يسمح لملك البحرين بنقل رسائل بين السيسي ومبارك، أكثر وضوحا وحدة ومباشرة بدلا من الرسائل الاعلامية التي ينقلها صبيان المخابرات في مقالاتهم وتحذر جمال مبارك من طموح منافسة السيسي.
فقد زار ملك البحرين مصر أربعة مرات منذ انقلاب السيسي وقدم الدعم الكاف له، ففي 13 مارس 2015 حضر مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد، وفي 6 أغسطس 2015 حضر حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وفي أبريل 2016، زار السيسي بصورة رسمية والزيارة الحالية (مارس 2017) هي الرابعة.
جمال مبارك رئيسًا في انتخابات 2018!
الاكثر غرابة أن جمال مبارك لا يمكنه قضائيا المنافسة في انتخابات الرئاسة المقبلة 2018 لأن الحكم الصادر عليه في قضية القصور الرئاسية يحرمه من ممارسة حقوقه السياسية حتى نهاية 2018، وهو ما لا يعطيه حق الترشح اصلا ومع هذا يروج اعلام السيسي لأنه يريد منافسة السيسي.
وهو ما يشير لحالة الرعب التي تحيط بالسيسي والتي تجعله يعصف باي منافسين محتملين، وهو ما فعله مع هشام جنينه، ولا يزال يفعله مع أحمد شفيق برغم رفع اسمه من قوائم ترقب الوصول، عبر رسائل عسكرية تدعوه لعدم ترشيح نفسه.
فما اقلق أذرع السيسي هو تدشين عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صفحة بعنوان "حملة ترشيح جمال مبارك للرئاسة 2018"، أواهر العام الماضي وعدة هاشتاجات بعناوين: #الريس، #ادعم_جمال_مبارك، #جمال_مبارك_رئيسا، وذلك لدعم نجل الرئيس الأسبق في انتخابات الرئاسة المقبلة، ما اثار تساؤلات حول الهدف منها.
وعلى حين راي سياسيون ونشطاء أن الهدف منها قد يكون "جس النبض" أو حرق أسماء معينة قبل انتخابات رئاسة 2018 على غرار ما جري مع عمر سليمان نائب الرئيس السابق مبارك، اعتبر أخرون أن جمال مبارك هو بديل لأحمد شفيق.
وحاول أدمن الصفحة دغدغة مشاعر المصريين المحتقنه مما يجري حاليا من ارتفاع للأسعار وتدهور اقتصادي وسياسي، بعبارات مثل: "انا مقدرش اشيل الدعم وأغلى الاسعار على المواطن الغلبان"، و"حاربوه لأنه كان مدنيا ولم يلتحق بالكلية الحربية".