أحمدي البنهاوي
ذكر مركز فلسطيني متخصص في دراسات الإعلام، أنّ 60 ألف مدون صهيوني كتبوا على الإنترنت منشورًا عنيفًا واحدًا على الأقل ضد العرب، حيث وجد 675000 منشور عنصريّ أو تحريضيّ كتب ضد العرب على الشبكات الاجتماعيّة في عام 2016، بمعدل منشور كل 46 ثانية، غالبيّتها على "فيسبوك"، أي ضِعف ما كان عليه العدد في عام 2015، والذي نشر فيه 280000 منشور مشابه.

وأشار التقرير إلى أن صناع القرار في الكيان يوجهون مستخدمي التواصل الاجتماعي إلى استباحة الدم العربيّ ما يعتبر تحريضا، متسائلا عن أسباب بقاء 60000 صفحة صهيونية تحريضيّة فعّالة في الشبكة.

وكشف المركز العربيّ لتطوير الإعلام الاجتماعيّ عن نتائج بحث أجراه، يرصد العنصرية والتحريض في منشورات الناشطين الصهاينة على الشبكات الاجتماعيّة، وتظهر النتائج تفاقم العنصريّة وتفشّي الكراهيّة والتحريض ضد العرب والفلسطينيين.

ولفت البحث- الذي أجراه المركز الفلسطيني بمساعدة مركز "فيجو" الصهيوني للدراسات- إلى انعكاس التصعيد الذي تمارسه القيادات الصهيونية والإعلام الرسميّ، حيث ترتفع نسبة العنصرية والتحريض في المحتوى الصهيوني على الإنترنت كلّما زاد التحريض من قبل القيادات الصهيونية، وظهر هذا جليًّا حين اتهم المواطنين العرب بإشعال الحرائق في صهيون في أكتوبر 2016، وحين أثارت وزيرة الثّقافة الصهيونية ميري ريغف، ضجتها ضد الشاعر محمود درويش ومغني الراب تامر نفار، في حفل توزيع جوائز للإنتاج السينمائي جنوب الكيان الصهيوني؛ احتجاجًا على أداء نفار أغنية من كلمات درويش، أو عند اندلاع قضية الجنديّ اليئور أزاريا، قاتل عبدالفتاح الشريف في الخليل، ودفاع الشارع والقيادات الصهيونية عنه.

وأفادت نتائج البحث بأن جمهور البحث يتلقى معرفته عن العرب والفلسطينيّين بالأساس من الإعلام الصهيوني، فنجد أنّ منشورات العنصريّة والتحريض موجّهة في أغلبها ضد سياسيّين فلسطينيّين، والذين يكثر ذكرهم في وسائل الإعلام ومن قبل السياسيين الصهيونيين، حيث حصلت النائب في الكنيست "حنين زعبي" على الحصة الأكبر من الشتائم والتهديد والتحريض على القتل، بمعدل 60 ألف منشور، يليها النائب أحمد الطيبي بـ40 ألف منشور، ثم محمود عباس بـ30 ألف منشور، بالإضافة إلى فريق أبناء سخنين لكرة القدم بـ14 ألف منشور.

ورأى مركز "حملة" أنّ "صهيون"، ومن خلال هذه الممارسات، بدأت فعليّا بممارسة الاحتلال ليس على الأرض فقط بل في الواقع الرقميّ أيضًّا. حيث يوجد لدى صهيون أكثر من 200 ملف جنائيّ مفتوح ضد ناشطين عرب وفلسطينيين بتهمة التحريض على الإنترنت، بينما لا يُسمع عن أي ملف يفتح بحق الصهيونيين المحرّضين، وكأن هناك ضوء أخضر لاستمرار وزيادة التطرّف في الواقع الافتراضي أيضًا، ما ينذر بأن هذه الظاهرة وإسقاطاتها مستمرة ولن تتلاشى في المستقبل القريب.

وينشر مركز "حملة" نتائج هذا البحث، في ظل حملة صهيونية للصق تهمة التحريض بالفلسطينيّين، تم خلالهما اعتقال ناشطين عرب وفلسطينيين وإغلاق حسابات على صفحات الإعلام الاجتماعيّ، كما تواصل ضغطها على كل من "فيسبوك" و"غوغل" تجبرهما بنقل بيانات المستخدمين إليها، وسنّت قوانين لإخضاع الشبكات الاجتماعية لسياساتها ومصالحها.

Facebook Comments