رئيسة “اليونسكو” تتحدى 24 دولة وتتمسك بالتسمية الصهيونية للأقصى

- ‎فيعربي ودولي

كتب- كريم محمد:

 

رغم تصويت 24 دولة من أعضاء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) على قرار يؤكد عدم وجود أي علاقة تاريخية بين اليهود والدولة الصهيونية وبين "المسجد الأقصى" و"الحرم الشريف"، مقابل معارضة 6 دول فقط، رفضت المديرة العامة "إيرينا بوكوفا"، القرار وتمسكت بحق الدولة الصهيونية في اغتصال الاقصي، وبالتسمية اليهودية "جبل الهيكل".

 

ووافقت 24 دولة وعارضت ستة وامتنع 26 عن التصويت وغابت دولتان، على القرار الذي قدمه المندوب الفلسطيني مدعومًا من سبع دول عربية (مصر والجزائر ولبنان وقطر وعمان والسودان والمغرب)، الذي يؤكد عدم علاقة اليهود بالحرم القدسي الشريف، ويشكك بالتالي، في علاقة اليهود بحائط المبكى (حائط البراق).

 

وردت إسرائيل بتعلق تعاونها مع اليونسكو بعد قراره الذي نصّ على كون المسجد الأقصى "موقعًا إسلاميًا مقدسًا"، ولم يذكر اسم اليهود، وقررت أمس الجمعة تعليق تعاونها مع اليونسكو.

 

وأعربت الحكومة الصهيونية عن رفضها لهذا القرار، مشددةً على أن "مسجد الأقصى أو الحرم الشريف هو أيضا جبل الهيكل، وفيه حائط المبكى أقدس مكان لليهود".

 

ويدين القرار- الذي يتم تجديده بشكل دوري كل عام- الدولة الصهيونية بسبب فرض قيود على دخول المسلمين إلى الموقع وبسبب اعتداءات الشرطة والجيش على المصلين.

 

واستخدمت مسودة النسخة الأخيرة من القرار التي نشرت باللغة الفرنسية على موقع المنظمة على الإنترنت بتاريخ 12 أكتوبر اسمي "المسجد الأقصى" و"الحرم الشريف" فقط وهو أمر قالت إسرائيل إنه يرقى إلى درجة نكران التاريخ اليهودي، رغم أنها رحبت بتراجع حجم التأييد لقرار اليونسكو الذي يجدد بصورة دورية.

 

وتطلق حكومة الاحتلال على الموقع اسم "جبل الهيكل" كما تستخدم تسمية "حائط المبكى" للإشارة إلى "حائط البراق" في التسمية العربية "والحائط الغربي" في التسمية الغربية.

 

يشبه ارتباط مصر بالأهرامات!

 

والطريف أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو زعم في تعليقه على قرار اليونسكو، إن "ارتباط إسرائيل بمنطقة الحرم القدسي يشبه ارتباط مصر بالأهرامات".

 

وقال نتنياهو "إعلان أن إسرائيل ليس لها علاقة بجبل الهيكل والحائط الغربي أشبه بالقول إن الصين ليس لها علاقة بسور الصين العظيم أو أن مصر ليس لها علاقة بالأهرامات."

 

وتابع: "مسرح العبث في اليونسكو مستمر واليوم تبنت المنظمة قرارًا مضللاً آخر يقول إن الشعب الإسرائيلي ليس له ارتباط بجبل الهيكل والحائط الغربي".

 

مديرة اليونسكو تدعم الاحتلال

 

وأعربت المديرة العامة لـ"يونسكو"، إيرينا بوكوفا، عن معارضتها لقرار المنظمة تجاهل صلة اليهود بالحرم القدسي الشريف، ولا سيما بحائط المبكى، قائلة إن القرار يمس بأهمية المدينة للديانات السماوية الثلاث.

 

ونشرت "بوكوفا" بيانًا خاصًا، أمس الجمعة، بشأن قرار المنظمة الأخير الخاص بالحرم القدسي الشريف، والذي يتجاهل علاقة اليهود بالحرم، ويشكك في علاقة اليهود بحائط المبكى (حائط البراق)، أعربت فيه عن رفضها لهذا القرار، مشددةً على أن "مسجد الأقصى أو الحرم الشريف هو أيضًا جبل الهيكل، وفيه حائط المبكى أقدس مكان لليهود".

 

والغريب أن إسرائيل أعلنت أنها "تواصلت عبر سفيرها في يونسكو، مع المديرة العامة للمنظمة، مطالبة رفض القرار"!.

 

وجاء في بيان بوكوفا أن "القدس مقدسة للديانات السماوية الثلاث اليهودية، المسيحية والإسلام"، وأن "الإرث المميز للقدس لا يمكن تقسيمه، فكل ديانة تملك الحق بالاعتراف بتاريخها وعلاقتها في المدين، وأي إخفاء أو طمس أو نفي التقاليد اليهودية، المسيحية والإسلامية المرتبطة بالمدينة، من شأنه تدمير وحدتها".

 

وزعمت "بوكوفا" أن هناك أدلة موجودة في الكتب المقدسة، تربط الديانات الثلاث بالمدينة، وكتبت عن الصلة اليهودية بالمدينة قائلةً: "القدس ذكرت في كتاب التوراة، وكانت عاصمة الملك داود، حيث بنى الملك سليمان بيت المقدس". 

 

وشددت بوكوفا على أن مهمة منظمة يونسكو تعزيز الحوار والتعايش وليس تأجيج الصراع.

 

تأبين بيريز في اليونسكو!

 

وكانت "بوكوفا" قد رعت قبل هذا مهزلة عالمية في اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة يوم 8 أكتوبر الجاري؛ حيث قامت بتأبين بيريز الذي نفذ مجزرة بمقر للأمم المتحدة في قانا.

 

وقد رفضت دول عربية المشاركة في هذه المهزلة وانسحب سفراء دول مثل السعودية وقطر، ودشن نشطاء هاشتاج (#تأبين_بيريز_في_اليونسكو)، مؤكدين أنه من المعيب أن يشارك فيها سفير أو مندوب عربي أو مسلم في هذه المهزلة.

 

انتصار إسلامي منقوص

 

وبرغم أن قرار اليونسكو يبدو كانتصار تاريخي للعرب والمسلمين وحلفائهم في اليونسكو ينهي أي علاقة لليهود في المسجد الأقصى وحائط البراق ويدين الاحتلال والاستيطان ويعزز مقاومة أهل الرباط للاقتحامات والحفريات في هذا الزمن العربي، إلا أنه انتصار منقوص.

 

فقد كشف السفير الإسرائيلي لدى اليونسكو أن بلاده راضيه عن القرار مع هذا وخصوصا نتيجة التصويت؛ "لأن القرار لم يحصل على الأغلبية التي حصل عليها في تصويت سابق في إبريل الماضي حين حقق أغلبية مطلقة ودعمته دول أوروبية وخاصة فرنسا".

 

ففي هذا العام، بحسب قول السفير الصهيوني، فقد الفلسطينيون الدعم في أوروبا ومن دولتين مهمتين مثل الهند والأرجنتين" اللتين امتنعتا عن التصويت؛ حيث امتنعت 26 دولة عن التصويت أي أكثر من الموافقين (24)، وصوت ضد القرار 6 دول؛ ما يعني أن هناك تقريبًا 32 دولة لا توافق على حقوق العرب والمسلمين في المسجد الأقصى والحرم الشريف.

 

وقال راديو "فرانس انترناسيونال" بموقعه على الإنترنت إن إسرائيل كانت تتوقع بدرجة كبيرة نتيجة التصويت على القرار، لكنها لم تتوقع أن يشير النص للمنطقة باسمها الاسلامي.

 

ومع هذا تأتي أهمية القرار، في انه يأتي في ظل عمليات تطبيع عربية صهيونية مستمرة، وتنازلات عربية للدولة الصهيونية أخرها عدم التصويت على قرار ضد امتلاكها اسلحة نووية.

 

وأهمية هذا القرار "قانونيًا" أنه ينزع بالوثائق والحجج الشرعية، أي ولاية إسرائيلية على معالم القدس الدينية والثقافية، ويعتبرها "محتلة"، ويطالب بعودتها الى الوضع الذي كانت عليه قبل عام 2000؛ حيث كانت دائرة الأوقاف الأردنية الإسلامية هي السلطة الوحيدة المشرفة على المسجد الأقصى.