سر إزالة الاعلانات المسيئة لأردوغان من قلب القاهرة

- ‎فيأخبار

كتب: جميل نظمي

أزالت قوات أمن الانقلاب إعلانات قناة "الغد العربي"، التي تهاجم بعض الرؤساء والشخصيات الدولية، من شوارع القاهرة.

وتظهر هذه الإعلانات، بعض من رؤساء الدول والشخصيات الدولية كـ"جون كيري" وزير الخارجية الأمريكية، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إضافة إلى علي خامنئي، قائد الثورة في إيران، وبخلفهم العديد من الضحايا التي نتجت عن الحرب في سوريا.

كما تُظهر بعض هذه الإعلانات، الرئيس الأمريكي حاملًا لسلاح ناري، وخلفه ثلاث صور لكل من "صدام حسين" الرئيس السابق للعراق، ومعمر القذافي، رئيس ليبيا السابق، وزعيم القاعدة أسامة بن لادن، في إشارة منهم إلى أنه هو المتسبب في مقتل هؤلاء.

وأرجعت السلطات، سبب إزالة هذه الإعلانات من الشوارع إلى أنها ستُثير الرأي العام..

وبدأت قناة "الغد" حملة إعلانية موسعة، نشرتها في العديد من شوارع القاهرة، منذ الأحد الماضي، حيث حملت بعض من قادة العالم مسئولية ما يحدث من حروب في بعض الدول العربية.

استهداف أردوغان
ووضعت قناة "الغد العربي" صورة دعائية كبيرة، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فوق سطح عمارة "مول ماسبيرو"، وسط القاهرة، يظهر خلالها الرئيس التركي جالسًا على كرسي ومن خلفه طيور في قفص، في إشارة لقمعه المعارضة التركية.

الصورة على ما يبدو لم تحقق ما تصبو إليه الغد من تشويه الرجل، بل نالت استحسان حماهير مصرية عريضة، قارنت بين إنجازاته للشعب التركي وسعيه للأمن والاستقرار التركي، فيما الانهيار يلاحق السيسي.

وأصدرت قناة «الغد» بيانًا الأحد الماضي، أكدت فيه أن قوات أمنية تابعة لوزارة الداخلية أزالت رسائل إعلانية تابعة للقناة من شوارع القاهرة.

وجاء في البيان الصادر عن القناة: "في سابقة هي الأولى من نوعها، قامت قوات أمن تابعة لوزارة الداخلية بتنفيذ حملة إزالة واسعة لرسائل إعلانية ضخمة نفذتها شركة بيوند للدعاية والإعلان لصالح قناة الغد الإخبارية".

وأضاف البيان: "قامت قوات الأمن بتفكيك الرسائل الإعلانية المثبتة أعلى مبنى دوحة ماسبيرو التي تحمل صورة ضخمة تتهكم على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تراوده أحلام الخلافة العثمانية، وهو جالس فوق كرسي العرش المزعوم وفي خلفية الرسالة الإعلانية صورة تبين قمع معارضيه الأتراك خلف القضبان".

وتابع البيان: "كما أزالت قوات الأمن رسالة مماثلة تحمل صورة سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا وجون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلفهما صورة الدمار الذي ألم بسوريا في إشارة إلى الصراع الأمريكي الروسي على حساب استقرار الشعب السوري".

جدير بالذكر أن تلك الصور قامت بتعليقها قناة الغد الإخبارية كحملات دعائية لها، وقد فسر رئيس القناة عبداللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار الأسبق في مصر، تصرف الداخلية من وجهة نظره أن مصر لا تريد أن تدخل في مشاكل سياسية مع دول أخرى وهو ما دفعها لذلك.

وتمتلك دولة الإمارات قناة "الغد العربى" التي انطلقت في فبراير 2013، والتى تضم كلا من الفريق أحمد شفيق- المرشح الرئاسى السابق، وضاحى خلفان- قائد شرطة دبى، ومحمد دحلان- العضو البارز فى حركة فتح الفلسطينية.

وتتخذ القناة من لندن مقرًا رئيسًيا لها تهدف إلى التصدى ومواجهة المد الإسلامي فى الشرق الأوسط، وذلك من خلال فتح مكاتب إقليمية في عدة عواصم عربية ودولية وعلى رأسها القاهرة وبيروت والرباط.

تمويل القناة الإخبارية المنوعة يشترك فيه سياسيون إماراتيون وأربعة مستثمرين خليجيين آخرين ومستثمر مصري.

القناة في الفترة الأخيرة استهدفت تركيا وأردوغان بالنقد، وحل فتح الله غولن ضيفا على "الغد العربي" في 3 أغسطس الماضي، حيث رفض الاتهامات الحكومية له بالتورط في الانقلاب العسكري، مبديا استعداده لمواجهة حبل المشنقة بحال ثبوتها.

وقال غولن إنه "يخشى لقاء ربه" بحال دعم الانقلاب، ولكنه دعا بالمقابل الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الخوف من "ملاقاة ربه بذنوبه" وفق تعبيره، واصفا العملية الانقلابية الفاشلة بأنها "سيناريو هوليوودي" فتح الباب أمام تنفيذ خطط الرئيس التركي.

وكانت تقارير عديدة أكدت مؤخراً ضلوع دحلان بمؤامرة الانقلاب الفاشل في تركيا ولقاءه فتح الله غولن قبل الانقلاب بأسابيع في الإمارات التي يعمل دحلان فيها مستشاراً أمنيا لـ"بن زايد".

فيما أرجع بهض المراقبين ازالة صور اردوغان من وسط القاهرة، بطلب اماراتي، بعد زيارة عبدالله بن زايد ال نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي لتركيا مؤخرا.. والتي جاءت بعد انقطاع كبير، تمسكت تركيا بمبادئها الرافضة للانقلابات فيما بدات الامارات متخبطة بسبب انهيار حليفها المصري، واضطرار السودية للتوجه نحو تركيا بهد انهيار التخالف مع السيسي.