هويدي يكشف حال (أمريكا-ترمب) التي يذهب لها السيسي لتقرير مصير العرب

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

كشف الكاتب الصحفي فهمي هويدي، أن أمريكا التي تلجأ إليها سلطات الانقلاب لتقرر مستقبلنا وواقعنا المظلم، هي أمريكا التي أطلق فيها أحد الصحفيين المحترمين دعوة لكل الأمريكيين أن يتوجهوا إلى الله بالصلاة والدعاء لإنقاذها من الخطر الذي وقع على يد الرئيس الجديد دونالد ترمب .

وأضاف هويدي -خلال مقاله المنشور بصحيفة "الشروق" في عددها صباح اليوم الأربعاء- أن مثقفين أمريكيين قال بعضهم إنه بعدما ابتليت الولايات المتحدة بإعصار ترامب الذى يهدد بتدمير الكثير من القيم التى تعتز بها الولايات المتحدة، فقد حان الوقت لكى يقضى الأمريكيون وقتا أطول لتكثيف الدعاء إلى الله كى يرفع الغمة عن بلادهم.

وقال هويدي إنه فى نظر النخبة الأمريكية فترامب «كارثة». لكنه يعد فرصة يراهن عليها كثيرون فى دوائر القرار بالعالم العربى، ما يوضح المفارقة، خاصة وأن أغلب التقارير اليومية القادمة من واشنطن التى لم تعد ترى فى الرجل فضيلة تستحق الذكر، حتى تكاد تجمع على أنه لن يكمل سنواته الأربع، خصوصا إذا وصلت التحقيقات الجارية بخصوص علاقته بالروس إلى نتيجة ليست فى صالحه، بل لم يستبعد صحفى مخضرم ومحترم هو توماس ريكس (له خبرته فى الواشنطن بوست) أن يؤدى استمراره فى السلطة إلى تعميق الانقسام الأمريكى بما يفضى إلى وقوع حرب أهلية فى الولايات المتحدة.

ونبه على أنه إذا كان الأمريكيون سيدبرون أمرهم لأن المجتمع بمؤسساته أقوى من السلطة، إلا أن ما يقلقنا أن يكون لذلك الرئيس الأمريكى دوره فى تدبير أمورنا نحن فى العالم العربى، قائلا: "لست واثقا من دقة التسريبات التى تحدثت عن أن استئناف ضخ النفط السعودى لمصر أخيرا كان من ثمار اجتماع الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد فى المملكة مع الرئيس ترامب، مع ذلك فإن شعورنا بالقلق لابد أن يتضاعف حين نطالع الأخبار والتسريبات الأخرى التى تتحدث عن حلف «سُنِّى» تشارك فيه إسرائيل وترعاه الولايات المتحدة لمواجهة إيران. وتلك التى تتحدث عن مشروع أمريكى للتوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية لا نتوقع له إلا أن يكون «نكبة» أخرى. كما أننا لم نفهم ــ ولا نتوقع خيرا بطبيعة الحال ــ مما تردد عن علاقة جديدة لمصر مع حلف الأطلنطى وإقامة بعثة دبلوماسية مصرية لدى الحلف فى بروكسل".

واختتم هويدي مقاله قائلا: "إنهم فى الولايات المتحدة يتطلعون إلى إزالة الكابوس وكيفية احتواء الكارثة التى حلت بهم. فى حين أن الرجل القادم من خارج السياسة والمرحب به فى العالم العربى، يقوم بدور رئيسى فى رسم خرائطه وترتيب أوضاعه. وذلك تحليل إذا صح فهو علامة على بؤس العالم العربى والمدى الذى وصل إليه هوانه. وفى أجواء الغيبوبة التى نعيشها، فإن أخشى ما أخشاه أن ينصرف البعض عن التفكير فى مصير المنطقة الذى يتشكل الآن فى واشنطن، لينشغلوا بالجدل حول ما إذا كانت صلاة الأمريكيين فى هذه الحالة ستقبل أم لا؟!".