كتب سيد توكل:
"أزمتنا كصحفيين أننا أمام سلطة فتحت الباب أمام تأويلات كثيرة للتحريض على العنف والإرهاب، فتعاقِب من تفسر كلامه على أنه تحريض وتترك القريبين منها الذين يقومون بالتحريض المباشر، كما رأينا في مانشيت إحدى الجرائد.. محرضة على من يخرج للتظاهر في ذكرى 25 يناير بعنوان: اقتلوهم"، هكذا لخص الكاتب الصحفي "خالد البلشي" المشهد الحالك لصاحبة الجلالة، التي انتهى الحال بـ20 من أبنائها على قوائم الانقلاب الإرهابي.
وأكد مصدر قضائى أن قائمة الإرهاب التي أصدرتها الدائرة 6 محكمة جنايات شمال القاهرة، بوضعهم على قوائم الكيانات الإرهابية، وإيداعهم على قوائم الممنوعين من السفر وترقب الوصول، والتي تسلمها المستشار نبيل صادق نائب عام الانقلاب لإعلانهم في محبسهم، ونشر أسمائهم في الجريدة الرسمية وتبين بأنه من بينهم 20 صحفيا.
وأشار المصدر أن من بينهم 20 صحفا وهم: وليد شلبي، منال أبوالحسن، قطب العربي، عاصم شلبي، هشام جعفر، إبراهيم الدراوي، حمدي شفيق، سمحي مصطفي، محسن راضي.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي المؤيد للانقلاب، إبراهيم عيسى: "هذه تصرفات دولة خائفة وأصابها الرعب، البطش ليس دليل ثقة بل دليل توتر، وأؤكد أنه لم يأتِ لنا رئيس منذ يوليو 1952م، يؤمن بحرية الصحافة والإعلام، الدولة لا تؤمن بحرية الصحافة ولا حرية الرأي والتعبير، ولا في أي شخص في قيادات الدولة يؤمن بذلك، لا يؤمنون بحق الناس في المعرفة ولا حق الاختلاف في الرأي، المطلوب من الصحافة أن تُزمر وتُطبل وتعظم قيادات الدولة، أو تصمت".
وتابع في تصريحات صحفية: "أجهزة الدولة ترى أن الصحافة الحرة والقوى الاحتجاجية هي من أوصلتهم لثورة 25 يناير، لذلك هم يرون أنه لا يمكن السماح لذلك مرة أخرى، مش هنسمح يحصلنا اللي حصل أيام مبارك مرة أخرى، سلم نقابة الصحفيين مثلًا يزعجهم جدًا، لو يقدروا ينسفوه هينسفوه، لأنه سلم يلجأ إليه أصحاب الحقوق والمدافعين عن الحريات".
حرية الإعلام في عهد مرسي
شهدت فترة حكم الرئيس الشرعي محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في تاريخ البلاد، أزهى عصور حرية الصحافة في تاريخ مصر، حسب معارضين له.
ففي تقرير نشرته صحيفة "الأهرام" في مطلع إبريل 2013، قال عمرو موسي، أحد معارضي مرسي، إننا "لا ننكر أو نتجاهل أنه توجد مساحات حرية كبيرة بالإعلام، فالرئيس والحكومة يتم انتقادهما في جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بالإضافة للفيسبوك وتويتر، ومن غير الموضوعية القول إنه لا توجد حرية تعبير بالشارع فالمظاهرات تنطلق في كل أرجاء مصر، والكل يعبر عن رأيه بحرية".
كما نقل التقرير عن الكاتب الصحفي المصري الراحل محمد حسنين هيكل، وهو أحد معارضي مرسي أيضًا، نفيه ما يتردد عن تقييد حرية الإعلام والإعلاميين في عهد مرسي.
وقال هيكل: "مصر تعيش الآن أزهى عصور حرية الإعلام والصحافة بعهد الرئيس محمد مرسي؛ فالرئيس يُنتقد بشكل عنيف كل يوم بالفضائيات، وهو ما لم نعتده بعصور سابقة".
وكان مقر نقابة الصحفيين إبان عهد مرسي مقراً رئيسياً لاحتجاجات معارضة له، كما شهد تدشين حركة "تمرد"، التي دعت لعزله في ذكري مرور عام على حكمه.
معركة الحرية مع السيسي
وقبل وضع 20 صحفيا على قوائم الإرهاب، سبق ذلك الحكم على نقيب الصحفيين بالسجن لمدة عامين ليثير ثورة غضب من قبل الصحفيين ضد عبدالفتاح السيسي، حيث آثار هذا الحكم غضب مؤيدي السيسي قبل معارضية.
وتوالت ردود الأفعال من قبل الصحفيين والسياسيين الذي أعربوا عن غضبهم من الحكم الذي يعتبر الأول في تاريخ النقابة، حيث لم يصدر حكم بحبس أي نقيب للصحفيين على مدى تاريخ النقابة.
ونظم الصحفيون وقفة امام نقابة الصحفيين للتنديد بحبس نقيب الصحفيين والهتاف بسقوط حكم السيسي، وشارك في الوقفة عدد كبير من السياسيين، ورفع المشاركون في المظاهرة لافتات كان أبرزها: "بالورقة والقلم الجاف.. الصحافة مش بتخاف"، و"الصحافة باقية.. والطغاة زائلون"، و"يادي الزفت ويادي الطين.. حبسوا نقيب الصحفيين"، و"يسقط الوزير النيجاتيف"، مرددين هتافات غاضبة من حكم المحكمة.
وألمحت عضو مجلس النقابة، حنان فكري، إلى ضغوط مارسها السيسي، على رؤساء تحرير الصحف القومية، من أجل منع صحفييها من إظهار تعاطفهم مع زملائهم، وبالتالي العمل على انقسام الصحفيين.