مسكنات الإلهاء عن خطايا العسكر.. إقالة حكومة “الصايع الضايع”

- ‎فيتقارير

أحمدي البنهاوي

منح عسكر الانقلاب بقيادة اللواء عباس كامل، مدير مكتب السيسي، ضوءا أخضر لهجوم إعلامى على شريف إسماعيل وحكومته لتحميلها مسئولية الفشل؛ تمهيدا لإقالتها بعد فشل حملة تحميل الشعب المسئولية.

فيما رأى محللون أن الإعلان عن تغيير الحكومة الذي تتبناه أيضا مواقع وصفحات تابعة للجان الإلكترونية للشئون المعنوية والأجهزة السيادية إنما هو تحصيل حاصل، فـ"الحكومة"-إن جاز التعبير- ما هي إلا سكرتارية للعسكر، وترويج خلعها أو تغيير وزاري محدود أو واسع ما هو إلا امتصاص غضب للمدنيين، أو مسكن جديد للإلهاء، لداء متوطن مسئول عنه سيطرة الجيش على الحياة الاقتصادية والسياسية.

الاعتراف السبب

ويربط محللون بين الهجوم بتحميل الحكومة مسئولية الفشل وبين اجتماع رئيس وزراء السيسى شريف إسماعيل برؤساء تحرير الصحف، في 18 أغسطس الماضي، ليعترف أمامهم أن "الناس تعبانة والمترو بيخسر والمصانع بتقفل والفساد ينخر في المجتمع".

ووجه استدلالهم أنه في 22 من الشهر نفسه، نشرت صحيفة "البيان" الإماراتية، مفاجأة من العيار الثقيل، نقلاً عن "مصدر مطلع"، بأن يجري الآن التحضير للإطاحة بحكومة المهندس "شريف إسماعيل"، مشيرة إلى أن إحدى العقليات الاقتصادية المصرية البارزة رشحت لتولي منصب الحكومة خلفاً له، مرجحة بأن يتم تغيير الحكومة، أوائل أكتوبر القادم.

وأوضحت الصحيفة الإماراتية أن الشخصية المرشحة تمتلك خلفية سياسية وذات تاريخ في العمل السياسي، ولكن المصدر رفض في الوقت ذاته الإفصاح عن اسم رئيس الوزراء المرشح لتولي المسئولية خلفا لـ”شريف إسماعيل”، لافتا إلى أن الشخصية المرشحة لتولي رئاسة الحكومة، أخبرته بتواصل مؤسسة الرئاسة معها في هذا الصدد.

توابع لا أرقام

بدورها، جاءت صحف الانقلاب تابعة لصحف الإمارات، وتحدثت عن أن شريف إسماعيل بصدد اجراء تعديل وزاري موسع، يشمل ما يقرُب من 15 وزيرا خلال أسابيع.

وتحدثت التقارير أن من بين الوزراء الراحلين "الصحة، والري، والتربية والتعليم، والتموين"، مؤكدا أن سبب التغيير هو ضعف الأداء.

وأكد المصدر أن التغيير يتم وفق تقارير الجهات الرقابية التي ترفعها للسيسي حول أداء الوزراء، مع العلم أنه في 12 فبراير– ولم يمض على عمل الحكومة 5 أشهر- تحدثت تقارير عن فشل الحكومة واتجاه السيسي نحو تغييرها!.

نحو العسكرة

وتوقع مراقبون أن يكون وزير التموين عسكريا، وصدقت توقعاتهم، فعين السيسي اللواء محمد علي مصيلحي، المسئول السابق عن هيئة الإمداد والتموين بالمجلس العسكري، غير أن تلك التوقعات لم تتغير ولن تتغيير في ظل انقلاب عسكري مكتمل الأركان، فنص الخبر الذي وزعته الشئون المعنوية أن "مصادر مطلعة"- لم يسمها الخبر- تتحدث مجددا عن "تقارير رقابية" أكدت فشل الحكومة في إدارة مرحلة ما بعد تعويم الجنيه، أو احتواء توابعه، محملة "الصايع الضايع"– على حد وصف عباس كامل- مسئولية الزيادة المرعبة في الأسعار وغياب الرقابة على التجار.

ورفعت "التقارير" كذلك ما وصفتها بـ"حالة الغليان بين المواطنين"، ناصحة بالاستعانة بقيادة عسكرية حازمة لديها القدرة على اتخاذ القرار الصحيح والتحكم فى وزرائه، مع تعيين نائبين له من الكوادر الاقتصادية البارزة التى تستطيع إدارة هذه المرحلة!.

وتحدثت تقارير إعلامية سابقة عن أن بعض المرشحين للحكومة منهم الدكتور محمود محيي الدين، الخبير السابق بالبنك الدولي ووزير الاستثمار في حكومة أحمد نظيف بعهد المخلوع مبارك، والفريق محمد العصار، وزير الإنتاج الحربي الحالي وعضو المجلس العسكري المنقلب، ورجحت التقارير أن يكون الأخير أقوى المرشحين.

السلحفاة والطيارة

ويروج إعلام الانقلاب، منذ انقلاب 3 يوليو 2013، لمقولة "الحكومة سلحفاة والسيسي صاروخ"، وهذه المقولة سارية على جميع من تولوا بمن فيهم شريف إسماعيل ومجموعته.

فقرار تعيين إسماعيل نشر في 20 سبتمبر 2015، ومعه 33 وزيرا، تغير منهم 9 وزراء، واستحدث وزارة قطاع الأعمال على مدار عام والحكومة لم تقدم شيئا يذكر للمواطن.

وتعج حكومات العسكر بفضائح الفساد المالي، وكان أفضحهم وزير التموين خالد حنفي، على خلفية فساد توريد القمح.

كما أقيل الزند في مارس الماضي، بعد سقطة تطاوله على النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" في أحد البرامج التلفزيونية. وفي 23 مارس، حدث تغيير وزاري أطاح بـ9 وزراء، واستحداث وزارة قطاع الأعمال.