كتب محمد مصباح:
في الوقت الذي أجل فيه قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي مراسم تشييع جنازة والدته "مليكة" التي يقول كثير من المؤرخين المعاصرين أن أصولها يهودية، لتتمرير فعاليات كان يشارك بها.. في 17 أغسطس 2015، ولم يحضر جنازتها سوى أفراد قليلة من أسرة السيسي.
وتشير مصادر إلى أن اسمها الحقيقي "مليكة تيتاني" تزوجت فى عام 1953 وأنجبت 1954 وحصلت على الجنسية المصرية خلال عام 1958 وألغت الجنسية المغربية حتى يدخل السيسي الكلية الحربية فى عام 1973.. فيما يسميها السيسي، سعاد إبراهيم محمد.
يتذكر اليوم، السيسي الأمهات، بمناسبة "عيد الأم"، ناشرا عبر صفحته على فيس بوك، فيديو وجه خلاله تحية تقدير واعتزاز للمرأة المصرية العظيمة.
قائلا: "إن المرأة المصرية تكتب تاريخ وبتقول لأ احنا موجودين وقادرين وممكن نعمل المستحيل"، كما وجه رسالة لأمهات الشهداء قائلا: "حاسين بيكم وعارفين كويس أوى قد إيه بتتالموا على شهدائكم".
كما يشهد السيسي اليوم، احتفالية يوم المرأة المصرية، بحضور شريف إسماعيل، وغادة والي وزيرة التضامن الاجتماعى، ومشاركة نحو 90 برلمانية وأعضاء المجلس القومى للمرأة وعدد من الإعلاميات والمثقفات المصريات.
فيما يتناسى السيسي، الواقع المرير الذي تسبب فيه السيسي لملايين المصريات والأسر المصرية بفشله الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، فزاد فقر المرأة المصرية، وعاقبها السيسي برفع أسماء المئات من معاش التضامن الاجتماعي، وخرحت نحو 2 مليون امراة معيلة من حسابات الدولة للتتسول بالشوارع، بعدما ضرب الفقر 80% من الأسر المصرية، وزادت معاناة المريضات لنقص الأدوية وضعف الخدمات الصحية بالمستشفيات بعد تعويم الجنيه ومات الآلاف بسبب جرعة دواء غير موجودة.
وبجانب ذلك، تتفاقم معاناة المئات من الامهات بسجون السيسي لمعارضتهن الانقلاب العسكري، فيما الآلاف الأمهات يدعون على السيسي ليل نهار لحرمانهم من أبنائهم الذين تجاوزت أعدادهم 120 ألف معتقل بسجون السيسي.
كما لم يتذكر السيسي معاناة امهات الشهداء الذين قتلهم السيسي خارج اطار القانون بالتصفية الجسدية خلال القبض عليهم والذين تجاوز عددهم 500 خلال 3 سنوات، كما لم يشر الى معاناة امهات سيناء البالغ عددهم 50 ألف من المهجرين المسلمين، وكذلك أمهات الشهداء الذين استهدفتهم طائرات السيسي في سيناء.. بجانب النساء اللائي قتلن بسلاح السيسي في سيناء وفي عموم مصر.
شو إعلامي
وكان السيسي قد أعلن عام 2017؛ عام المرأة، ووصف نساء مصر في خطاباته بأنهن "عظيمات"، و"أيقونات العمل الوطني"، و"رمز التضحية"، تتراجع الحقوق والحريات الأساسية، كالحق في حرية الرأي والتعبير، الذي تم مصادرته بموجب قوانين تخالف الدستور.. بجانب تأميم المجال العام والعمل المدنى، وإصدار قوانين تكمم الأفواه وتحكم القبضة الأمنية على الأفراد ومنظمات المجتمع المدني، ومواصلة إجراءات المنع من السفر، وتجميد الأموال، وإصدار قوائم الإرهاب.
كما أن تعيين بعض النساء، أو الوجوه النسائية المحسوبة والموالية للنظام بمناصب قيادية، يهدف إلى ترويج صورة تجميلية للنظام العسكري، في ظل معاناة ملايين المصريات وأسرهن؛ من الفقر والغلاء وضعف الخدمات الحكومية، إلى جانب تعرض بعضهن للخطف والسجن والاعتقال والاغتصاب والقتل.
ويرى مراقبون أن عهد السيسي هو الحقبة السوداء في تاريخ المرأة المصرية، حيث يستخدم المرأة كستار سياسي للتغطية على جرائمه، ويقلد السيسي نظام مبارك في استخدامها "كديكور سياسي لتجميل صورته"، وفق تعبيرها. حصيلة سوداء/ وفي عهد السيسي اعتقلت 3000 امرأة وتمت محاكمتهن عسكريا، وتعرضت للقتل في المظاهرات وفي أثناء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وغيرها من مذابح الانقلاب.
وأكد تقرير لمنظمة "هيومن رايتس مونيتور"، أن "المصريات بعهد السيسي؛ منهن المقتولة والمعتقلة والمغتصبة والمحكوم عليها بالإعدام، والمطاردة والمحرومة من استكمال دراستها".
ورصدت المنظمة اعتقال نحو 3000 امرأة، 56 منهن لا زلن قيد الاعتقال حتى الآن، وقتل 90 امرأة خارج إطار القانون، إلى جانب نحو 50 حالة اغتصاب في المعتقلات، ومئات حالات الفصل من الجامعات.