كتب سيد توكل:
عفوًا للفنانة شادية التي قالت "ما قدرش أحب اثنين.. علشان ماليش قلبين.. حبيبي جوه قلبي.. ودا اجبيب له قلب منين"، فقد حطم السفيه عبدالفتاح السيسي تلك القاعدة في معجزة جديدة تدل على قدراته في العمالة والخيانة، وأنه قادر على الجمع بين ضدين في عقد خيانة واحد، فقد أعلن ولاءه للكيان الصهيوني ودونالد ترامب، وفي الوقت نفسه أكد وقوفه ومساندته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعيث جنوده في سوريا وطائراته في ليبيا فسادًا.
وتطرح "الحرية والعدالة" هذا السؤال هل بذلك يكون السيسي كالزوجة الخائنة التي تجمع بين زوجين وأي الزوجين هي في عصمته الآن؟ والخيانة التي في أحشاء نظام 30 يونيو لمن سيكون نسبها؟ وهل يرضى الزوجيا ترامب وبوتين بذلك الوضع؟
علاقات مع موسكو
منذ اللحظات الأولى للانقلاب العسكري بدا السيسي مفتونًا بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، فزاره عندما كان وزيرًا للدفاع وزاره لاحقًا عندما استولى على الرئاسة، وعقد معه صفقات سلاح وانتهى به الأمر إلى علاقات عسكرية تزداد قوة مع موسكو، ووصلت مؤخرا إلى الإعلان عن تدريبات عسكرية مشتركة ستجرى منتصف الشهر الجاري تحت اسم "المدافعون عن الصداقة 2016".
وكشف نائب رئيس الوزراء الروسي، دميتري روجوزين، أن رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي أكد له في لقائهما بالقاهرة، اعتبره "الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مصر"، مشيرا إلى أنه "يتم رفع صوره كأنه سياسي مصري له شعبية".
وجاءت تصريحات المسئول الروسي في وقت شنت فيه أكبر صحيفة مصرية يومية، خاصة موالية لسلطات الانقلاب هجوما عنيفا على روسيا، متسائلة: لماذا يضغط الروس علينا إلى هذا الحد؟ مشددة على أنه "كاد يفيض الكيل".
حب للأبد
وبعد محادثاته مع السيسي، قال دميتري روجوزين إن السيسي أكد له خلال اللقاء "أن خيار الشعب المصري بالصداقة مع روسيا هو استراتيجي وطويل الأجل، وسيقوم بكل ما بوسعه لعدم إعادة النظر في هذا النوع من العلاقات إلا باتجاه تحسينها".
وحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، قال روجوزين إن القاهرة أعربت عن رغبتها في الاستفادة من خبرات روسيا في صناعة السفن المدنية والطائرات.
وأضاف "أكد الرئيس السيسي الاهتمام الكبير لاستخدام خبرات الصناعات الروسية في بناء السفن المدنية، على وجه الخصوص؛ لتطوير أحواض بناء السفن في الإسكندرية، كما أبدى اهتمامه بآخر التطورات الروسية في مجال الطيران المدني، وعلى وجه الخصوص طائرات إم إس-21".
وعلاوة على ذلك، تحدث السيسي عن الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مصر، موضحا أنه يتم رفع صوره كأنه سياسي مصري له شعبية، وفق روجوزين.
"كاد يفيض الكيل"
من جهتها، شنت صحيفة "المصري اليوم" هجوما لاذعا، على روسيا، حمل عنوان: "وكاد يفيض الكيل"، قارنت الوضع مع تركيا، فقالت: "مصر منذ 30 يونيو تقوم سياستها الخارجية على الانفتاح والشراكة والتوازن، 3 مفاهيم أساسية تلتزم بها مصر، لكن ظروفنا ليست خافية على أحد، نتلقى الدعم من العالم كله، ومن غير المقبول أن يستغلوها على هذا الشكل، على عكس موقفها من تركيا، فلم يعاملوها بهذه القسوة التي يتعاملون بها معنا، على رأي أم كلثوم عن الزعل والغضب بينهما: "راح يدوب في يومين".
ومحرضة على أنقرة، قالت الصحيفة: "رغم أن ما فعله الأتراك في الروس لم يكن هينا، ولا بسيطا، أقلها كان اغتيال السفير الروسي في قلب مدينة إسطنبول".
وتساءلت "المصري اليوم": "السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا تريد موسكو من مصر؟ ماذا يريد بوتين؟".
وتابعت تساؤلاتها: "هل يريد لمصر أن تكفر تماما بالصداقة مع روسيا؟ أقول لهم: نحن على وشك ذلك، أصبحت العلاقات بيننا على كف عفريت، ولم يعد أمام الروس سوى اتخاذ خطوة إيجابية، ولن أقول خطوات، هذا أضعف الإيمان"، وفق الصحيفة.
تحالف روسي إيراني
يذكر أن مندوب الانقلاب لدى الأمم المتحدة، عمرو أبو العطا، امتنع، عن التصويت على مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على النظام السوري.
وقال، خلال جلسة للمجلس، إن مسودة القرار الدولي حول موضوع الكيماوي في سوريا "تجاهلت الدليل".
ولم يتم تمرير القرار؛ بسبب وقوف كل من روسيا، حليفة نظام الأسد، والصين ضده، في وقت ثارت فيه التساؤلات حول دلالة الامتناع المصري واقتراب الجنرال السفيه خطوات أكبر من التحالف الروسي الإيراني في المنطقة على حساب السعودية.