ألاعيب السيسي.. ما الذي سيعطيه للفاتيكان مقابل دفن قضية ريجيني؟

- ‎فيتقارير
Pope Francis waves as he leaves after a Holy Mass in Carpi, Italy, April 2, 2017. REUTERS/Alessandro Garofalo

كتب سيد توكل:

"لا تنس الحديث عن جوليو ريجيني".. أولى الرسائل التي يحملها فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، من موطنه إلى القاهرة، خلال زيارة مرتقبة لدعم قائد الانقلاب العسكري السفيه عبدالفتاح السيسي يومي 28 و29 إبريل الجاري، ويبدو أن الفصل الأخير من قصة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، لم يكتب بعد، فتصر القضية على أن تطفو بين الحين والآخر على سطح الأحداث بعد فترات كمون متباعدة، مثير لرعب الجنرال "بلحة".

الجديد هو المؤتمر الصحفي الذي عقدته أسرة ريجيني بمجل الشيوخ الإيطالي، وفجرت فيه مفاجأة من العيار الثقيل، بإعلان محاميته امتلاك أسماء قتلته الحقيقيين من عصابة عبدالفتاح السيسي، فهل تعلمهم بالفعل؟ ومن أعطاها تلك المعلومات داخل الانقلاب والمفترض أنها سرية؟

وكان "ريجيني" طالب الدكتوراه في جامعة كامبريدج، تواجد بالقاهرة منذ سبتمبر 2015، لإعداد أطروحته للدكتوراه حول الاقتصاد المصري، واختفى مساء 25 يناير من العام الماضي، قبل أن يعثر على جثته على طريق القاهرة-الإسكندرية وعليها آثار تعذيب، في 3 فبراير من العام الماضي، وفق بيان للسفارة الإيطالية بالقاهرة، وبتسلسل درامي للقضية تبين أن المخابرات الحربية والأمن الوطني خلف الجريمة.

هل يستجيب فرانسيس الأول؟
"لا تنس الحديث عن جوليو ريجيني"، بتلك الكلمات وجهت "باولا ديفينديني" والدة الباحث رسالة إلى فرانسيس، حيث قالت: "فرانسيس سيقوم بزيارة تاريخية للقاهرة يومي 28 و29 من الشهر الحالي.. لا تنس الحديث عن جوليو ريجيني".

فهل يستجيب للدعوة ويثير القضية خلال زيارته التي من المقرر أن يلتقي خلالها رئيس الانقلاب السيسي، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، وتواضروس الثاني؟

اللافت أن الزيارة المرتقبة وطلب والدة ريجيني، تأتي بعد أسابيع قليلة من إعلان الكنيسة الكاثوليكية في مصر عودة "حوار الأديان" بشكل موسع ورسمي بين الأزهر والكرسي الرسولي في الفاتيكان، بعد قطيعة دامت نحو 5 سنوات بين أكبر مؤسستين دينيتين في العالم.

وسائل إعلام الانقلاب، تداولت خلال اللقاء الذي جمعهما بالفاتيكان مايو الماضي، أنباء عن طلب شيخ الأزهر من فرانسيس التوسط لدى الحكومة الإيطالية لإنهاء أزمة ريجيني، وعلى الرغم من عدم تدخله في الأمر حتى الآن، فإن احتمالية تدخله ربما تكون أقوى في تلك الحالة، بعد وصول القضية إلى مرحلة حاسمة.

مفاجأة أسماء القتلة
وخلال المؤتمر الصحفي، قالت أليساندرا باليريني، محامية العائلة: "لدينا كل أسماء الذين ساهموا في قتل ريجيني.. لدينا كل الأسماء تقريبًا ولكننا لا نعلم سبب مقتله".

المحامية أضافت، حسب ما نشرته صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية: "نعلم ومتأكدون من المكان الذي تم فيه احتجاز وتعذيب جوليو ريجيني في مصر".

فلو افترضنا صدق ما قالته المحامية، فإن الأمر يثير العديد من التساؤلات، بداية من سرب تلك المعلومات التي يفترض أنها تتمتع بسياج من السرية لحين انتهاء التحقيقات؟ وهل تعمد التسريب؟

المعلومات التي كشف عنها النائب العام نبيل صادق لنظيره الإيطالي، يناير الماضي، بشأن كذب رواية وزارة الداخلية المصرية حول الحادث والمتورطين فيه، قادت إلى اتهام ضباط بقطاع الأمن الوطني ومسؤولين بالداخلية.

وفي مارس الماضي أرسلت النيابة العامة في روما إنابة قضائية جديدة إلى النيابة العامة المصرية؛ للحصول على معلومات إضافية بشأن القضية، تضمنت مطالبة السلطات المصرية بتقارير استجواب حول عناصر أمن مصرية، يرى المحققون الإيطاليون بأن لهم دورًا فى النهاية التى لحقت بـ"ريجيني" بعد خضوعه للمراقبة في الفترة من 8 ديسمبر 2015 وحتى 22 يناير 2016.

وحسب صحيفة إيطالية، فإن الإنابة القضائية التي بعثتها روما إلى القاهرة تتكون من 12 فقرة وكل فقرة تتكون من 3 أو 4 نقاط، كما أنها تتعلّق بتقديم تقارير حول 5 من ضباط قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية.

وتشير التفاصيل إلى استبعاد طرح قضية "جوليو ريجيني" في خطاب عام، سواء بالقداس أو خلال كلمته عقب لقاء تواضروس الثاني بالمقر البابوي.

يأتي ذلك حسب خبراء لسببين أولهما، حكمة فرنسيس الأول، عطفًا على حساسية القضية بالنسبة للرأي العام في الدولتين.

فيما لا يعد مستبعدًا، طرح القضية خلال لقاء فرنسيس وقائد الانقلاب السفيه عبدالفتاح السيسي، على نحو استفسار عن مسارها، وما سيحمله "فرنسيس الثاني"، للأسرة لدى عودته إلى الفاتيكان، حسب ما يراه القس إكرام لمعي رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الإنجيلية.

وقال: إن أسرة "ريجيني" وهي تبعث برسالتها لـ"فرنسيس الأول"، وضعت في اعتبارها "مكانته الروحية"، كأعلى سلطة دينية في العالم، بعيدًا عن لغة الضغط السياسي!