كتب سيد توكل:
"السياسة غير المعلنة للسيسي لم تكن تهدف منذ البداية إلى الإبقاء على الاقتصاد"، هكذا أكد مراقبون ومحللون اقتصاديون، مشددين على أن الرئيس السوفيتى الأسبق جورباتشوف صاحب نظرية البيروسترويكا، التى هدمت الاتحاد السوفييتى، كان يعلن ليل نهار أنه يهدف بسياساته إلى الإصلاح الاقتصادى، ولكن فشله الذريع فى الإصلاح تزامن مع نجاحه فى تحقيق هدفه غير المعلن ألا وهو تفكيك تلك الدولة العظمى إلى جمهوريات عرقية، وعلى هذا المنوال يسير رئيس الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي في مخططه.
يقول الكاتب المحلل الاقتصادي عمرو حسني: "المفارقة أنه إذا نجح فى الهدم ، وتمكن من تنفيذ مخططه فلا يمكن وصمه بالفشل لسبب بسيط هو أنه حققت هدفها الخفي، فقط سيتجمهر العمال ويهتفون ضد الفاشل، من وجهة نظرهم، لأنه تسبب فى هدم البلاد".
وتابع "حسني" "كثيرون فى روسيا البيضاء الآن يؤكدون أن جورباتشوف كان عميلا بارعا للمخابرات المركزية الأمريكية، نجح فى تنفيذ مخططها لهدم الدولة. بينما يعتقد آخرون أنه كان فاشلا تسبب بجهله فى تفكيك الاتحاد السوفييتى القديم".
سياسة النداهة
من جانبه قال الدكتور حسام الشاذلى -المستشار السياسى والاقتصادى الدولى- أن نظام العسكر قد أغرق الاقتصاد المصرى بالفعل، ويتبع سياسة أسماها الخبير الاقتصادى بـ"النداهة"، مشيرًا إلى أن ذلك يخلف كوارث عدة، يدفع ثمنها الشعب المصرى وحده.
وقال "الشاذلي" في تصريحات صحفية: "كيف تدار مصر إقتصاديا وكيف يمكن لنظام فاشل متهاو أن يستمر في تجريف البلاد من كل مكتسباتها ومواردها وأن يغرق شعبها وأجيالها القادمه في ديون لا أول لها ولا آخر ليقض علي أي أمل في عيش كريم علي أرض الكنانة"
وتابع: "تبدأ المأساة بكذبة كبيره إختلقها النظام مستلهما فيها الحفل الأسطوري لقناة السويس إبان عهد خديوي مصر، حيث خرج علينا النظام بفنكوش القناة الجديده ورغم تأكيد كل بيوت الخبرة الدوليه علي عدم جدوي التفريعه الجديده وتأثيرها السلبي علي الملاحة في القناه ، قام النظام بإنفاق مليارات الجنيهات من قوت شعب مصر لينهي تفرعيته في وقت قياسي ويقيم حفلته الجديده التي كانت دون المستوي حضوريا وتنظيميا".
مضيفًا "ولأن صناعة الكذب حرفه فقد خرجت علينا آلة النظام الإعلامية تعد المصريون بالرخاء والنماء وتخون كل من يشكك في هذا المشروع الجبار حتي خرج أحد الجهلة علينا معلنا أن القناة الجديدة ستدر مائة مليار دولار سنويا ويبدو أنه لم يكن يعلم ما هو دخل القناة الأصلية رغما عن كونه كان قائد أحد أسلحة البحار ولكن لا تعلم ماذا يدرسون وماذا يأكلون وكيف يصلون لمثل هذه المناصب في بلاد الهرم وأبي الهول ، ولكن إن شككت فأنت إخواني إرهابي خائن ، لك الله يا مصر".
سحرة فرعون
أضاف "الشاذلي": "تتوالى دراما الفشل فيتصدر المؤتمر الإقتصادي الأخبار ويرتدي سحرة فرعون الأقنعة من موسي ولاميس وبكري وإبراشي وأديب فيتسابقون في إعلان أرقام الصفقات الوهميه ويتبارون في اللعب بلقمة عيش شعب كادح ولكن لكل أجل حساب ، ومن المؤتمر لقروض الخليج والتي إنتهت بفضيحة تيران وصنافير وبيع الأرض والعرض بشهادة موثقة علي خيانة النظام وأركانه من المحاكم المصرية بسبب التفريط في أرض الإقليم ، وعجبا عجابا مازالوا يحكمون والكذب مازالوا يتنفسون".
واستطرد: "من مصيبة لأخرى لكي يبتلينا النظام بحفيد عبد الحكيم عامر من لا صلة له لا بمال ولا بنوك ولا أعمال ليتولى إدارة البنك المركزي فيصدر قرار تعويم الجنيه ليقوض ما تبقي من المنظومة الإقتصادية فترتفع الأسعار ويشتعل التضخم ويختفي الغذاء والدواء وتخرج الأمور عن السيطره فيموت الناس جوعا وكمدا في بلاد الخير والنيل وتتناقل الأخبار إنتحار مصريين لا يجدون قوت يومهم ولا يملكون صون عرضهم ".
موضحًا "ولكن الويل لكل مشكك في قدرات النظام فهناك مؤامرة دوليه لجمع الدولار وأخري إخوانية لإغراق الإقتصاد وهذا هو القرار العظيم الذي سيصلح المنظومة ويغير المعلومه فيعم الرخاء ويختفي البلاء وإذا إعترضت أو تجسرت فسنتدهك النداهه لكي لا تعيق البناء وتوقف نافورة الدولارات والأموال ، حتي خرج علينا ممثل مصر في الصندوق لكي يعترف ويقول بأن قرار التعويم كان غير مدروس وأن التوابع علي المواطن قاسية وعنيفة، وخيرها في غيرها ولا عزاء للمصريين".