التآمر على ثورة ليبيا.. شرعنة عصابات حفتر وعودة رجال القذافي

- ‎فيعربي ودولي

 كتب: يونس حمزاوي
جاءت تصريحات فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبي، مؤخرا والتي وصف فيها الجنرال خلفية حفتر، أحد أبرز وجوه الفتنة في المشهد الليبي، بقائد عام الجيش الذي انتخبه البرلمان، صادمة لجموع الليبيين، وتكشف عن تحركات وتوجهات تستهدف شرعنة الجنرال الدموي حفتر، في ظل إجراءات تعيد رموز نظام القذافي للواجهة من جديد.

تصريحات السراج جاءت في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي عربية"، الجمعة الماضية، لافتا إلى أنه حضر إلى القاهرة بدعوة من القيادة المصرية، وكذلك حضر حفتر، ولم نصل إلى توافقات واضحة لأننا لم نلتقِ مباشرة رغم الوساطة المصرية.

واعتبر السراج أن المخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية واسعة وحقيقية لا تزال قائمة؛ بسبب انتشار السلاح والتشكيلاتِ المسلحة، والتي قال إننا نعمل على استيعابها وفق معايير وضوابط تحت مؤسسة الجيش والحرس الرئاسي.

وأوضح السراج أن الرئاسي هو نتاج الاتفاق السياسي، ودورنا يكمن في إدارة الوفاق بين الليبيين وليس إدارة الحرب، ونحن نقف على مسافة واحدة مع الجميع، حتى مع الأطراف الرافضة والمعرقلة للاتفاق.

توسط السيسي لدى ترامب

الوضع في ليبيا ودور حكومة الانقلاب في هذا الملف الشائك، كان أحد محاور النقاشات التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس سلطة الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي، خلال زيارة الأخير له.

وقال وزير الخارجية سامح شكري: إن مباحثات ترامب والسيسي تطرقت إلى الوضع في ليبيا، وجهود مصر في التواصل مع كافة الأطراف الليبية؛ بهدف الوصول إلى حل سياسي عبر الحوار الوطني.

وأكد شكري، في تصريحات صحفية له، أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقوم بعمل عسكري في ليبيا على غرار ما تقوم به في العراق وسوريا.

وتواردت أنباء عن تلقي رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، دعوة لزيارة واشنطن، في يونيو المقبل، للقاء الرئيس الأمريكي، لبحث آخر التطورات، وتأكيد الدعم الدولي للحكومة والاتفاق السياسي، مع استبعاد زيارة الجنرال خليفة حفتر إلى واشنطن، بحسب صحيفة "عين ليبيا" المحلية، وفقا لـ"مصدر أمريكي موثوق".

عودة رموز نظام القذافي

وبعد ست سنوات من ثورة 17 فبراير 2011 التي أطاحت بنظام القذافي، بدأ أنصار "الجماهيرية العظمى" بالعودة إلى المشهد السياسي والتسلل إلى السلطة، في تحول جديد أثار العديد من التساؤلات في الشارع الليبي.

فقد أقدم رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح، قبل أيام، على تعيين أمين مؤتمر الشعب العام في عهد القذافي "محمد الزوي" مستشارا لشئون المغرب العربي لدى مكتب شئون الرئاسة بالمجلس.

وبدوره، أقدم قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر مؤخرا على تعيينات وتكليفات جديدة في صفوف قواته، أبرزها تعيين اللواء المبروك سحبان- أحد قادة كتائب القذافي إبان ثورة فبراير- في منصب آمر غرفة عمليات سرت الكبرى.

وكان حفتر قد كلف، في أبريل 2015، العقيد محمد بن نايل بقيادة لواء 241 مشاة، بعدما أفرج عنه خلال عملية تبادل للمحتجزين بين مجلس مصراتة العسكري والقوة الثالثة لتأمين الجنوب، ويعد محمد بن نايل، المنتمي لقبيلة المقارحة، أحد قيادات نظام القذافي، فضلا عن كونه متهما في العديد من القضايا، منها مذبحة سجن أبوسليم، وقمع ثورة فبراير، واغتيال بعض معارضي النظام.

انتقادات

وينتقد رئيس الوزراء الأسبق علي زيدان هذه الخطوات، متسائلا: هل الأولية الآن تعيين مستشار لشئون المغرب العربي؟ موضحا أن الشعب الليبي بحاجة إلى مصالحة وطنية شاملة تؤخذ فيها اعتبارات سببت الانقسام القائم.

وأردف زيدان أن محاولة استيعاب عناصر النظام السابق ينبغي أن تتم في إطار المصالحة الوطنية العامة المبنية على القناعة.

بدوره، استنكر المجلس العسكري لثوار الزنتان، في بيان له، تعيين حفتر لقيادات من أنصار النظام السابق في مناصب عسكرية وأمنية رفيعة، وهؤلاء مواقفهم مختلفة عن أهداف ثورة فبراير.

وحث مدير الإعلام بالمجلس "محمد أحتيوش" جميع القيادات العسكرية والسياسية على مراجعة قراراتهم وفقا للمصلحة العليا للدولة، رافضا في الوقت ذاته ما اعتبره استمالة القبائل لتكوين تحالفات عسكرية ستعمل على انقسام البلاد.

تحالفات ومناورات حفتر

وبحسب خبراء ومراقبين، فإن هذه الإجراءات تستهدف بسط السيطرة في عدة مناطق، وهو ما أكده المحلل السياسي محمد فؤاد، حيث ذكر أن استعانة حفتر بقادة من رموز النظام السابق محاولة لبسط سيطرته وزيادة شعبيته، وتكوين حلفاء له في أغلب المناطق.

ويتفق الصفصاف مع ما ذهب إليه فؤاد، إذ أشار إلى أن حفتر يسعى لزيادة نفوذه في مناطق الجنوب، ليتمكن بعد ذلك من الصعود نحو غرب ليبيا، ضمن "مناورة الالتفاف".

أما الخبير الاستراتيجي والعسكري عادل عبدالكافي، فقال إن عملية الكرامة تكبدت خسائر بشرية في صفوفها خلال الأعوام الثلاثة وتعرضت لانشقاقات، ما دفع حفتر للاستعانة بقادة النظام السابق؛ لاعتقاده بأن هذه العناصر قادرة على تلبية رغبات وتطلعات عملية الكرامة.