غرق 1600 مهاجر بـ”المتوسط” خلال 3 شهور.. يكشف قمع الأنظمة العربية

- ‎فيتقارير

لم يكد الربع الأول من عام 2015 ينتهي حتى أعلن عن مقتل قرابة 1600 مهاجر غير شرعي فى حوض البحر المتوسط، عبر مراكب صيد متهالكة تحمل بين طياتها الفارين بأحلامهم من جحيم الطغاة فى بلاد العرب، ووفقا لمراقبين فقد ارتفعت نسبة الهجرة إلى 250% مقارنة بالعام الماضي.

بيانات الأمم المتحدة أكدت أن قرابة 35 ألف مهاجر وصلوا إلى أوروبا هذا العام معظمهم من ليبيا، بينهم 23 ألفا وصلوا إلى إيطاليا و12 ألفا إلى اليونان.

وأكدت تقارير الأمم المتحدة أن الأرقام التي خلفتها الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري، تبدو مفزعة مقارنة بالأرقام الذي خلفها العام المنصرم لأعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا بـ219 ألف شخص بينهم 171 ألف ليبي، والتى تشكل بدورها نسبة 400% مقارنة بعام 2013.

ولم يردع غرق 3500 مهاجر في عام 2014 وحده من تفاقم الظاهرة، خاصة أن أرقام القتلى والجرحي في بؤر التوتر في بلدان الربيع العربي بدورها مفزعة، ولم يعد التشرد في بلدان الجوار ممكنًا مع تجاوز أرقام النازحين واللاجئين مئات الآلاف، فكانت النتيجة الحتمية في أول 4 أشهر من 2015 غرق 1600 مهاجر.

وتوقع الخبراء في بلدان الاتحاد الأوروبي تزايد أعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى القارة العجوز، إلى قرابة مليون مهاجر.

بيزنس الموت

بدوره ازدهر بصورة غير مسبوقة في الآونة الأخيرة، حيث كشفت تحقيقات داخل الاتحاد الأوروبي عن نشاط منظمات عابرة للحدود تعمل فى الاتجار بالبشر مقابل، تسعيرة تبدأ من ألف دولار وحتى 25 ألف دولار، وتنشط في المقابل عصابات دولية فى الجهة المقابلة "إيطاليا واليونان" من أجل لاستغلال المشهد العربي المتردي لتحقيق مكاسب طائلة.

صحيفة "الجارديان" البريطانية سلطت الضوء على التخوفات المتعلقة بزيادة أعداد الوفيات الناجمة عن الهجرة غير الشرعية ووصولها إلى معدلات قياسية خلال هذا العام.

وكشفت الصحيفة -في تقرير لها بعنوان "توقعات بغرق أعداد قياسية من المهاجرين عبر البحر الأبيض هذا العام"- أنه في الربع الأول من عام 2015 غرق عشرة أضعاف نفس الفترة من عام 2014، وهو ما أدى إلى ارتفاع التخوفات من وصول الأعداد إلى أرقام قياسية، إذا لم يتم إيجاد رادع لعمليات الهجرة.

وأوضح ماتيو دي بيليس -الباحث في مجال الهجرة الأوروبية لمنظمة العفو الدولية- أنه يوجد تخوفات كبيرة بشأن زيادة عدد المهاجرين، فهناك أعداد كبيرة من الناس على استعداد للقيام بهذه الرحلات الخطرة، وليس هناك ما يكفي من الموارد للمساعدة في عمليات الإنقاذ.

وأشارت عضو لجنة تقصي الحقائق فى حوادث غرق المهاجرين بـ"البحر المتوسط" إلى أنه من المتوقع أن الاتحاد الأوروبي سيقوم في مايو الجاري، بمراجعة سياسة الهجرة باعتبارها واحدة من القضايا الهامة في هذا العصر. حقائق مفزعة كشفتها تقارير منظمات حقوقية ودولية وأرقام صادرة عن حكومات أوروبية، وتوالي أخبار غرق وانتشار وإنقاذ وإحباط محاولات هجرة غير شرعية هنا أو هناك، إلا أن الأرقام والبيانات تبقي متدنية للغاية مقارنة بالأعداد التي تلقى حتفها فى طريقها إلى أوروبا.

ورغم الظروف الاقتصادية المتردية في مصر واتهام بعض المنظمات الدولية للنظام الانقلابي فى مصر بعدم اتخاذ إجراءات رادعة لوقف طوفان الهجرة غير الشرعية، بل التواطئ والتغاضي عن المهربين والمتاجرين بأحلام البشر، حتى باتت مصر قبلة لراغبي الهجرة من بلدان الجوار العربي في واقعة كشفت عنها إحباط محاولة قرابة 400 أردني للهجرة عن طريق سواحل كفر الشيخ.

الانقلاب العسكري في مصر لم يترك فرصة للحياة لأبناء الوطن المنكوب في مصر، فراحت عائلات بأكملها تفتش عنها عبر رحلات الموت غير الشرعية إلى أوروبا، بحثًا عن الحرية والكرامة والحقوق الإنسانية المفقودة في بلادها، في هجرة لا تفضي إلى عودة من جديد.