تعليم الانقلاب.. إلغاء غزوات الرسول والحروب الصليبية

- ‎فيتقارير

رفضت وزارة التربية والتعليم مطالب عدد كبير من معلمي التاريخ بالمرحلة الثانوية بإعادة النظر في منهج التاريج لطلاب الصف الثاني الثانوي العام، والذي جاء بعنوان "مصر والحضارة الإسلامية"، بعدما اكتشفوا أن المنهج يشوه التاريخ الإسلامي؛ حيث قام بحذف غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام، فضلاً عن إلغاء باب الحروب الصليبية، بدعوى أن الغزوات والحروب الصليبية تؤذي مشاعر الطلاب الأقباط الذين يدرسون بالشعبة الأدبية.

 

كما شمل المنهج بحسب موقع -وراء الأحداث- عن أخطاء وتحريف تواريخ المعارك والحروب، في المعارك الإسلامية الكبرى مثل اليرموك، وفتح مصر، وتاريخ فتح باب المقدس؛ حيث ذكر الكتاب في صفحته رقم 61 أن الفتح تم عام 15 هجرية سنة 636 ميلادية في حين أن الصواب هو 16 هجرية عام 637 ميلادية، وحدد الكتاب في صفحته رقم 63 والتي تحدثت عن فتح مصر أن تاريخ الفتح هو 21 هجرية، في حين أن الأصح هو 20 هجرية عام 641 ميلادية.

 

والغريب أن محب الرافعي وزير التربية والتعليم رغم هذه الأخطاء الفادحة قام بتكليف قطاع الكتب بالوزارة بإعادة طباعة مقرر التاريخ كما هو، وأسند طباعته لعدد من المؤسسات الصحفية، حتى تتضامن معه في حال مواجهة معلمي التاريخ وأولياء الأمور الغاضبين من تشويه التاريخ الإسلامي.

 

طباعة الكتب بمطابع الصحف

وقال مصدر بقطاع الكتب بوزارة التعليم إن محب الرافعي طالب رؤساء تحرير الصحف الحكومية والخاصة التي لها مطابع مثل صحيفة "الشروق" بالوقوف معهم في الحملات التي يشنها المتطرفون "حسب وصفه" لمقاومة خطته لتنقية المناهج من الوقائق التاريخية التي تحث على كراهية الآخر مثل الحروب الصليبية، مقابل استمرار الوزارة في التعاقد معهم لطباعة الكتب المدرسية، التي تبلغ تكلفة طباعتها سنويًّا لجميع المراحل التعليمية حوالي مليار جنيه، وتعتبر المورد الرئيسي لبعض الصحف التي تعاني من التوزيع مثل روز اليوسف والجمهورية، فضلاً عن أنها مورد أساسي للصحف الأخرى مثل الأهرام والأخبار وغيرهما.

 

فيما أكد معلمو التاريخ أن إصرار الوزارة على إعادة طباعة مقرر الصف الثاني الثانوي بالمعلومات والتواريخ المغلوطة، واختزال التاريخ الإسلامي، يؤكد أن المنهج الحالي ليس خطأً ولكم هناك من يقف خلفه سياسيًا، وليس مجرد سياسة الوزارة ومركزها لتطوير المناهج، مشيرين إلى أن الطلاب الأقباط يدرسون على مدار التاريخ الإسلامي والغزوات والحروب الصليبية، مشيرين إلى وجود متغير جديد أو جهات سياسية أو سياسية أو طائفية، ربما طالبت بحذف غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام، والحروب الصليبية واختزال مقرر التاريخ الإسلامي بصفة خاصة.

 

تجاهل غزوات الرسول في كتاب التاريخ

وكان المعلمون قد كشفوا أن كتاب التاريخ والذي جاء بعنوان "مصر والحضارة الإسلامية"، والمهازل المتعمدة وفي مقدمتها تجاهل الكتاب غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم على رأسها غزوة بدر وغزوة الأحزاب وصلح الحديبية وغزوة حنين والطائف وتبوك وعام الوفود وحجة الوداع كما أنه بدأ بصلح الحديبية ولم يذكر شروطه ثم سرد فتح مكة، فيما قال مصدر بالتربية أن حذف غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام جاء حرصًا، على مشاعر الطلاب الأقباط!!.

 

كما تضمنت الوحدة الأولى "حضارات شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام" مجموعة من الدروس على رأسها ممالك الشام والعراق جاءت مختصرة وحذف منها الجانب الحضارى، وعلاوة على ذلك فإن المنهج طويل وضرورة وضع النشاط بعد كل وحدة وليس في آخر الكتاب وكثرة رسم المربعات وتحتوي على معلومات تؤدي إلى تشتت الطلاب، بالإضافة إلى تضمنه الكثير من الأسماء والشخصيات التي تؤدي إلى عدم قدرة الطالب على حفظها.

 

اختصار الفتوحات الإسلامية وحذف الحروب الصليبية 

كما امتد مسلسل التلاعب للوحدة الثانية والتي تتحدث عن الفتوحات الإسلامية في عصر الخلفاء الراشدين والعباسيين والأمويين، وخاصة فتوحات بلاد العراق تضمنت معارك كثيرة ومختصرة في الشرح ولم تذكر أسبابها ونتائجها، كما اختصر الكتاب بعض المعارك المهمة على بعض المعلومات القليلة مثل معركة جبل طارق، كما أغفل الكتاب الحملة الصليبية الرابعة وانحرافها عن مصر، بالإضافة إلى ضعف وقلة المعلومات في الحروب الصليبية.

 

كارثة.. توثيق معارك وأحداث بتواريخ خاطئة

ومن بين المهازل أن بعض المعارك والأحداث التاريخية التي تضمنها المنهج جاءت تواريخها خاطئة منها موقعة القادسية؛ حيث ذكر الكتاب أنها كانت 14 هجرية و635 ميلادية في حين أن تاريخ الموقعة الصحيح هو 15 هجرية 636 ميلادية، كما ذكر الكتاب البيعتين العقبة الأولى والثانية دون تحديد تاريخه، كما صنف الكتاب في صفحته رقم 18 إلى فتح مكة على أنها غزوة فذكر "غزوة فتح مكة".

 

ومن الأخطاء التي وردت بالكتاب أن معركة الحيرة والتي دارت بين المسلمين بقيادة سيدنا خالد بن الوليد والإمبراطورية الفارسية، كانت في عام 12 هجرية عام 633، موضحًا أن الصحيح هي 12 هجرية 634 ميلادية، كما ذكر الكتاب أن فتح خراسان كان عام 31 هجرية و692 ميلادية، لافتًا إلى أن الصحيح هو 31 هجرية و651 ميلادية.

 

تحريف تواريخ المعارك والحروب

كما حرف المنهج تواريخ المعارك والحروب الموجودة والمؤرخة منذ آلاف السنين؛ حيث أكد المنهج أن معركة اليرموك وقعت فى 13 هجرية عام 634 ميلادية، مشيرًا إلى أن التاريخ الصحيح للمعركة هو 15 هجرية 636 ميلادية، وعن فتح بيت المقدس فذكر الكتاب في صفحته رقم 61 أن الفتح تم عام 15 هجري سنة 636 ميلادية في حين أن الصواب هو 16 هجرية عام 637 ميلادية، وحدد الكتاب في صفحته رقم 63 والتي تحدثت عن فتح مصر أن تاريخ الفتح هو 21 هجرية، في حين أن الأصح هو 20 هجرية عام 641 ميلادية.

 

ومن بين الأخطاء الفادحة أن الكتاب ذكر في صفحته رقم 64 فتح سبيطلة وأعلن أنه تم عام 27 هجرية عام 648 ميلادية، موضحًا أن الأصح والصواب هو 28 هجرية 649 ميلادية، وفتح بخارى تم عام 90 هجرية 708 ميلادية في حين أن المنهج ذكر أن تم عام 709 ميلاية، وشدد التقرير على أن المنهج ذكر مجموعة من الحكام منهم حسان بن النعمان وموسى بن نصير وعبد الرحمن الغافقي لم يتم تحديد فترة ولايتهم.

كما الكتاب ذكر أن الدولة الطولونية بدأت 245 ـ 292 هجرية و868، 925 ميلادية في حين أن الصواب هو 245 ـ 292 هجرية و868 و905م.