رغم “الدفء” المتبادل..محللون صهاينة: قمع السيسي غير مؤثر ومصر غير آمنة

- ‎فيأخبار

 أحمدي البنهاوي
لم تخرج تصريحات المحللين والخبراء الصهاينة عن مواقف وآراء أشقائهم السياسيين والعسكريين، من جانب التحذير من انهيار الأوضاع في مصر على رأس الانقلاب، أو التضامن مع "كنزهم الاستراتيجي 2" بعد مبارك، فالرئيس الصهيوني "ريفلين" أرسل رسالة تضامن إلى السيسي، وبالمثل أرسل رئيس الكنيست، يولي أدلشتاين، رسالة مشابهة لنظيره علي عبدالعال، رئيس "برلمان" العسكر، وهو ما كشفت عنه تال شيلو، مراسلة موقع "ويللا"، مضيفة أن "هذه هي المرة الأولى في تاريخ العلاقات المصرية الإسرائيلية التي يرسل فيها رئيس الكنيست مثل هذه الرسالة لنظيره المصري، مما يشير إلى الدفء المتزايد في علاقات تل أبيب مع القاهرة تحت حكم السيسي".

خطر على إسرائيل

أما وزير الطاقة الإسرائيلي فلم يكن مواريا بتصريحه التحذيري، من أن "انهيار نظام السيسي يشكل خطرا ليس على "إسرائيل" فقط، بل على أوروبا أيضا، ويهمنا جدا أن يستقر الوضع في مصر".

غير أن تلك التحذيرات لم تمنع الكيان الصهيوني، أمس الإثنين، من سحب مواطنيه من طابا وإغلاق المعبر مع جنوب سيناء، وقال الجنرال إيتان ديفيد، رئيس هيئة مكافحة الإرهاب التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إن "إغلاق معبر طابا لم يكن قرارا سهلا بالنسبة إلى "إسرائيل"؛ لأن الأمر يتعلق بحدود سلام مع مصر، وهو قرار غير مسبوق، لكننا نأمل أن تكون فترة عابرة، رغم أن أمن الإسرائيليين بالنسبة لنا هو الأمر الأهم".

وفي تصريح له، قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت: إن "إسرائيل أينما تتجه تواجه تهديدات، فمن جهة الشمال تواجه تهديدات من لبنان وسوريا، بجانب التهديدات الماثلة في الضفة الغربية، "وقد دفعنا الأسبوع الماضي ثمنا باهظا جراء مقتل أحد جنودنا".

وأضاف "التهديدات من الجبهة الجنوبية مصدرها قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، حيث نتشارك مع مصر بمواجهة هذه التهديدات، ومنع العناصر المسلحة في هاتين المنطقتين من التشويش على جدول الحياة في "إسرائيل".

وأشار "آيزنكوت" إلى أن الجيش المصري يبذل جهودا كبيرة للحفاظ على أمن إسرائيل في الحدود الجنوبية".

وتابع "نحن نرتبط باتفاق سلام مع الجيش المصري، الذي يبدي التزامه بالحفاظ على الأمن، ويبذل جهودا حثيثة في هذا السياق، رغم وجود عناصر معادية تحاول المس بنا، وإفساد أجواء الأعياد اليهودية".

تحذيرات الخبراء

من جانبه، استغرب الكاتب في موقع "إن آر جي"، نوعام بنعات، من تفجيرات الكنائس الأخيرة في مصر، التي وقعت بالتزامن مع ما يبذله السيسي من جهود كبيرة ضد الجماعات المسلحة، لكنه "حتى الآن لا يسجل نجاحات كافية".

واعتبر "بنعات" أن ذلك يشير إلى استمرار صداع الرأس الذي يعانيه السيسي، حيث ما زالت مصر في عهده تواجه تحديات أمنية في سيناء، وعلى الحدود مع ليبيا".

وقال "غيا ألستر"، الكاتب في موقع "ويللا": إن "تنظيم الدولة الإسلامية" يستغل الضعف الذي يعيشه السيسي، ويخترق كل إجراءاته الأمنية وينفذ عملياته، ورغم ما استخدمه السيسي من قوة دامية للإطاحة بالإخوان المسلمين، من خلال "حمام الدماء" عبر مئات القتلى وآلاف المعتقلين، وإخراج الجماعة عن القانون، واعتبارها منظمة "إرهابية"، فإن النتيجة جاءت معاكسة، فلم تعد مصر آمنة".

وزاد على ذلك قائلا: "مصر باتت أكثر خطرا، حيث ظهرت بقوة المجموعات الإسلامية المسلحة في أكثر من مكان في البلاد".

وزعم "ألستر" أن "السيسي لم ينجح في اقتلاع المخاطر المحيطة به، رغم أنه انتهج سياسة متساهلة في استخدام القوة، وبدا واضحا أنه كلما عامل السيسي معارضيه بقوة وملاحقة، شكل ذلك للمجموعات المسلحة حافزا جديدا للعمل".

وتوقع ألستر أنه "في ظل ما أعلنه السيسي من حالة الطوارئ، فإن ما تبقى للمصريين من حقوق قليلة سيتراجع كليا، وسيجد العديد أنفسهم خلف القضبان في ظل أحكام الإعدام المتوقعة؛ بسبب ما يحظى به السيسي من غطاء تحت حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي لا يعير قضايا حقوق الإنسان كثيرا من الأهمية، بعكس سلفه باراك أوباما".