استطلاعات “بصيرة”.. أكاذيب ممنهجة بنكهة عسكرية

- ‎فيتقارير

كتب حسن الإسكندراني:

 

زعم المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة) أنه أجرى استطلاعًا لرأي المصريين حول تفجير كنيسة مارجرجس في طنطا ومارمرقس في الإسكندرية أثناء احتفال المسيحيين بيوم أحد السعف وإعلان حالة الطوارئ.

 

أظهرت نتائج الاستطلاع أن 94% من المصريين سمعوا عن التفجيرات، وبسؤال المستجيبين عمن يقف من وجهة نظرهم وراء تفجير الكنيستين لم يستطع 71% من المصريين تحديد جهة، بينما أجاب 11% زاعمين بأن جماعة الإخوان المسلمين وراء التفجيرات و9% يرون أن داعش وراء التفجيرات و5% أجابوا بأنها جماعات متطرفة، و3% يرون أن دولاً أخرى هي التي تقف وراء هذه التفجيرات.

 

استطلاعات "مضروبة"

ويعد مركز "بصيرة" المخابراتي باقتدار، والذي تأسس في إبريل 2012، مدعيًا أنه مركز مستقل، وأنه لا يوجد لديه أية انتماءات حزبية أو سياسية، ما يؤهله لإجراء بحوث الرأي العام بحيادية ومهنية.

إلا أنه ومع مرور الوقت ينكشف أن إنشاءه كان الهدف الأساسي منه إصدار بيانات تدعم الثورة المضادة التى كانت تتخذ تدابيرها للانقضاض على ثورة 25 يناير بعد انتخابات الرئاسة في يونيو 2012 بفوز أحمد شفيق!

 

يذكر أن تلك الانتخابات الانتخابة قد وضعت ترتيباتها، وكان من المقرر أن يفوز فيها الفريق أحمد شفيق بفارق 5 ملايين صوت على منافسه المرشج الدكتور محمد مرسي، وهى الملايين الخمس التى تم إضافتها رأسا على أعداد الناخبين المسجلين آنذاك لترتفع فى يونيو 2012 الى 50,9 مليونا بدلا من 45,9 مليونا في التعديلات الدستورية التى أجريت قبلها بسنة واحدة في 20 مارس 2011 بزيادة واضحة قدرها 5 ملايين صوت، إلا أن الإحصائيات والاستطلاعات باتت كاذبة عقب فوز الرئيس مرسى بالانتخابات.

 

وتوقع المركز فى انتخابات الرئاسة عام 2012 التى فاز فيها مرسي،  وقد أعلن مركز بصيرة أن احتمالات فوز مرشح الاخوان د.محمد مرسي لا تتخطى ألا 1.5% في حين أنه أعطى عمرو موسي 17.5% وشفيق 16%.

خدع 30 يونيو

وكانت بصيرة قد أصدرت تقريرا سابقا تؤكد فيه رضاء 81% من المصريين عما أسمتها "ثورة 30 يونيو" وأعرب 78% أن حكم الإخوان كان أسوأ مما كانوا يتوقعون، في حين رأى 3% أنه كان أفضل من المتوقع، وذكر 12% أن حكم الإخوان جاء كما توقعوا (سواء كان جيدًا أو سيئًا)، وأجاب 7% بأنهم لا يستطيعون الحكم.

 

وفي محاولة لتبرئة الانقلاب من مجازر رابعة والنهضة والمنصة والحرس الجمهوري وغيرها أصدرت بصيرة تقريرا تقول فيه أن 57 % من المصريين يرون الإخوان مسئولين عن العنف منذ فض الاعتصام وأن 69% من المصريين يرفضون استمرار جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية المصرية، في حين وافق 6% على استمرارها، ووافق 13% على استمرارها ولكن بشروط معينة (كأن تكون جماعة دعوية ولا تعمل بالسياسة، وأن تبتعد عن العنف، وأن تقوم بمراجعات لمواقفها، إلخ)، كما أعرب 12% أنهم لم يحددوا موقفهم بعد.

ولتبرير أن الانقلاب جاء لوضع حد لنزيف الدم في مصر وليس العكس، أصدرت بصيرة تقريرا تقول فيه، إن إجمالى عدد المصابين فى الفترة من 11 فبراير 2011 وحتى 30 يونيو 2012 بلغ 16.806 حوالى 94% منهم نتيجة أحداث سياسية.

 

وحول دستور 2012 الذى نوقش فى كاميرات كل الشاشات حرفا حرفا لمدة طويلة ووزع في إشارات المرور على الشباب لمناقشته وهو الدستورالذى تناولته وسائل إعلام المخابرات ونخبتها بالأكاذيب آنذاك لمنع إقراره ثم أقر بعد ذلك بنحو 64% إلا أن تقرير مركز بصيرة قال إن نحو ثلاثة ارباع المصريين ”73%” لم يقرأوا مسودة مواده مقابل 7 % فقط قرأوا المسودة بأكملها و20% قرأوا أجزاء منها، مشيرا إلى أن المصريين لم يقرأوا مواد الدستور بصورة أفضل قبل التصويت عليه!

 

وواصل المركز الممول استطلاعاته، على الرغم من أن مصر كانت تموج بالتظاهرات الرافضة للانقلاب التى تتصدر مشهدها النساء، ‘لا أن مركز بصيرة أصدر في 22/07/2013 تقريرا قال فيه إن 71% من المصريين غير متعاطفين مع تظاهرات مؤيدى مرسى. بل إن التقرير قال إن الريف وسكان الوجه القبلى أكثر تعاطفا لكونهم لم يحظوا من التعليم إلا القليل والذكور تخطو الإناث لخوف المصريات من قيام الإخوان بإجبارهن على الحجاب ومنعهن من العمل.

 

وعلى الرغم من أن الإعلام الموال للنظام قبل الإعلام المعارض له أكدوا عبر تقارير البث الحى عزوف الناس المشاركة في انتخابات الرئاسة التى أجريت لتنصيب قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي رئيسا رسميا للبلاد، فضلا عن كونه الرئيس الفعلى منذ الانقلاب إلا أن مركز بصيرة فاجأ لمصريين وكافة مراكز الإحصاء في العالم بقوله إن 84% من المصريين يعتزمون المشاركة في هذه الانتخابات.

ورغم الدم النازف يوميا في شوارع وسجون ومعتقلات مصر وسقوط آلاف الشهداء في عهد السيسي وعلى الرغم من أن الشعب المصري يعيش أياما وصفتها كل مراكز الرصد والصحف الأجنبية بالكارثية وتذمر واضح من نظام السيسي وسط تفسخ واضح لحلف 30 يونيو الذى أعدته المخابرات وانخدع فيه بعض الثوار،  إلا أن بصيرة لم تشاهد ذلك وراحت تصدر تقريرا مضحكا قلت فيه إن نسبة الموافقين على أداء السيسي وصلت في نهاية الشهر العاشر أعلى قيمة لها منذ توليه الرئاسة بلغت 89% مقابل 82٪ في نهاية المائة يوم الأولى له.

 

وبعد ازدياد الجدل الذى أثارته التسريبات حول تلقي نظام السيسي قرابة 41 مليار دولار معونات من دول الخليج بعد الانقلاب وكاد هذا الأمر يتسبب في أزمة للنظام راحت بصيرة تصدر تقريرا بتلقي الحكومة منح بقيمة 98.5 مليار جنيه بعد 30 يونيو من دول الخليج.. وهو الرقم الذى يبدو كبيرا ولكن لو حولناه إلى دولارات لعرفنا أنها تتحدث عن 12.96 مليار دولار أى أقل بنحو 10 مليارات دولار مما أعلنه محسوبون على نظام السيسي وأحيانا السيسي نفسه بعد الإحراج التى سببتها له التسريبات ليعلن أنه تلقى وأقل بنحو 27 مليار دولار مما جاء على لسان السيسي نفسه في التسريبات التى أكدت كبريات شركات الصوتيات في بريطانيا وفرنسا وروسيا صحتها.

وواصل المركز أحاديثه وأكاذيبه، حيث قال ماجد عثمان مدير مركز بصيرة، إن شريحة كبيرة من كبار السن هم من يرضون عن أداء عبدالفتاح السيسي، حسب استطلاعات أجريت في سبتمبر.

 

وقال عثمان -في تصرياحت صحفية مؤخرا- إن هناك فجوة عمرية في الموافقة على أداء السيسي، وكانت الفئة العمرية من 50 إلى أكثر نسبة الرضاء أعلى بكثير من الشباب، وهو ما يعود إلى بعض الأوضاع وعلى رأسها نسبة البطالة" وفقا لقوله.

 

وأضاف: "الفئة العمرية من 50 فأكثر كانت 62% "موافقون جدا"، و27% "موافقون" بإجمالي 89%، أما الأقل من 50 كانت النسبة "الموافقة جدا" 32%، والموافقة فقط 39%". 

 

صدق وهو كذوب

فى حين قال الكاتب الموال للعسكر، عمار علي حسن، إن مقاهي الغلابة مراكز استطلاع أفضل من مركز بصيرة الخاص باستطلاعات الرأي.

 

جاء ذلك، خلال مناقشة كتاب "المقاهي الثقافية في العالم.. القاهرة باريس دمنهور"، للكاتب كامل رحومه ابن مدينة دمنهور، بحضور الدكتور عبدالخالق فاروق، والأديب رضا إمام والكاتب الصحفي نبيل فكري، مشيرًا إلى أن استطلاعات رأي المقاهي صائبة إلى حد كبير، كما أن معرفة رأي الناس في بعض القضايا الحياتية أمر مهم جداً ويساعد الكتاب والمفكرين كثيرًا في كتاباتهم.. وفق حديث سابق.

 

الطلاق الشفهي 

وواصل المركز، الاصطياد فى الماء العكر، حيث قالت الدكتورة حنان جرجس، مدير العمليات بمركز بصيرة للاستطلاعات، أنهم عندما سألوا المواطنين هل توافقوا على وقوع الطلاق الشفهي دون توثيق، فكانت نسبة الإناث التى ترفض الطلاق الشهفى أكثر من الذكور، مؤكدة أن 63% من المصريين ضد الطلاق الشفهى.

من هو ماجد عثمان

ماجد عثمان مدير المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة) الذى تولى مناصب عديدة ما كان ليستطيع ان يتولاها لولا ولاءه لجهاز المخابرات وأجهزة الأمن وهى المناصب التى تدرج فيها من مدير مراكز في وزارة الداخلية والسعودية إلى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في حكومة تسيير الأعمال عام 2011 وهى الحكومة التى كانت تأمل المخابرات بها خداع الثوار وصرفهم عن الثورة إلى الاضطرابات الحياية التى كان أهمها الاضرابات الفئوية.

 

فقد شغل "عثمان" منصب مدير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، وعمل كأستاذ في قسم الإحصاء كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة وخبير في مجالات استهداف الفقر والسياسات الإحصائية والسياسة العامة لعدد من المؤسسات على المستوى المحلي والإقليمي والمنظمات الدولية كوزارة التنمية الحضرية والريفية بالمملكة العربية السعودية والمركز الدولي الكندي للأبحاث التنموية.

 

كما اشترك في عضوية المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، واللجنة الاستشارية بوزارة التعليم العالي، وصندوق تطوير الأحوال المدنية بهيئة قطاع الشئون المدنية في وزارة الداخلية، ومجلس إدارة الهيئة القومية للاستشعار عن بعد، ومجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، ومجلس الأمناء بجامعة مصر الدولية، واللجنة الوطنية لتنمية المعلومات- أكاديمية البحث العلمي، ومجلس بحوث العلوم الاجتماعية والسكان بأكاديمية البحث العلمي، واللجنة التنفيذية للمجلس القومي للسكان.

 

فضلا عن تواجده فى المجلس الاستشاري لقسم الدراسات العليا بالأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية، واللجنة الاستشارية للتخطيط والتنسيق الإحصائي-الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء واللجنة العلمية الدائمة بالمجلس الوطني للبحوث الاجتماعية والجنائية، ومجلس إدارة مركز نظم المعلومات والحاسب الآلي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.