كتب إسلام محمد:
يحرص الكثير من المصريين على الخروج إلى المتنزهات والحدائق العامة والحقوق في شم النسيم؛ طمعا في الحصول على "نسمة هواء نقية"، واستمتاعا بالاجتماع مع الأهل والأصدقاء.
وبالطبع يكون "الفسيخ والرنجة والبصل" على رأس المدعوين في تلك الرحلات الخلوية.. إلا أن الوضع في بعض الأماكن مختلف.
شم روائح القضبان
أمام بوابات السجون وأقسام الشرطة، تراصت طوابير طويلة من الأهالي الطامعين في زيارة استثنائية لذويهم المعتقلين لدى داخلية الانقلاب، وإدخال ما تيسر من الأطعمة والملابس والأدوية إلى هؤلاء الذين ألقت بهم مليشيات الانقلاب ظلما في غياهب السجون، بسبب مواقفهم الرافضة للانقلاب العسكري.
تلوين بالدخان والقذائف!
وفي مشهد آخر يأتي شم النسيم مختلفا في شمال سيناء، والعريش تحديدا، حيث أصوات القصف ورائحة البارود التي لا تختفي، وهو المشهد الذي حاول أحد أبناء العريش وصفه في تدوينة نشرها على فيس بوك قال فيها: "شم النسيم في العريش يختلف تماما عن أي مكان في مصر.. ضرب بالمدفعية والأسلحة الثقيلة منذ الصباح.. وتلوين بالكامل للمدينة بألاوان الدخان والقذائف بدلا من تلوين البيض"!
مذاق اقتحام البيوت
أما المشهد الثالث فمن محافظة دمياط، وبالتحديد قرية البصارطة التي تعيش تحت الحصار منذ نحو 3 أسابيع، فهم كالعادة استيثظوا هذا الصباح على مطاردات لأبنائهم واقتحامات للبيوت بالمليشيات والكلاب البوليسية، والحصار بعشرات المخبرين الذين يتلصصون عليهم في محاولة لتسليم المزيد من أبناء القرية إلى مليشيات الانقلاب ليدركوا مواطنيهم الذين تم القبض عليهم منذ بدء الحصار، وهم بين مختف قسريا أو ملفق له تهمة التخطيط لعمليات تفجيرية، على الرغم من أن معظمهم لم يكونوا من هواة استخدام "البمب" في طفولتهم لأنه يصدر صوتا يخافون منه!