“الأعلى مبيعًا”.. “1984” تروي قصة السيسي وترامب من 65 سنة

- ‎فيأخبار

كتب سيد توكل:

في مصر المنكوبة بالانقلاب العسكري، أثار القبض على طالب منذ عامين في محيط جامعة القاهرة، بحوزته رواية "1984" لمؤلفها جورج أورويل، باعتبارها تنتقد فكرة "ديكتاتورية الأنظمة العسكرية"، موجة من التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي، بين النشطاء الذين أكدوا أن هذه الخطوة تعكس تسلط وهشاشة العسكر، كما اعتبروها عودة للعصور المظلمة، وقام العديد من النشطاء بتداول رابط لنسخة إلكترونية من الرواية، وفي أمريكا كان الأمر مختلف.

حيث ذكرت صحيفة "الجارديان" أن مبيعات رواية حورج أورويل "1984" زادت بشكل كبير، بعدما تحدثت مستشارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كيلي آن كونوي، مستخدمة عبارة منها "الحقائق البديلة"، وهو ما ربطته شبكة "سي أن أن" برواية أورويل.

ويشير التقرير، إلى أن كونوي كانت تعلق على تصريحات المتحدث الإعلامي باسم البيت الأبيض شون سبايسر، الذي قال إن الحضور في حفلة تنصيب ترامب يوم الجمعة لم يسبق له مثيل في تاريخ الولايات المتحدة، مع أن الصور أظهرت خلاف ذلك.

شجب للديكتاتورية
وتلفت الصحيفة إلى أن رواية الكاتب البريطاني المعروف هي شجب للشمولية والديكتاتورية، وتنبأ فيها أورويل بسقوط الأنظمة الشيوعية، حيث تنبأت الرواية المنشورة بين عامي 1948 و1949، بسقوط النظام الشيوعي، الذي انهار بعد زمن الرواية المحدد بـ6 أعوام.

ويفيد التقرير بأن الرواية أصبحت حتى يوم أمس السادسة الأكثر طلبا في قائمة أمازون، مشيرا إلى أن الكاتب تحدث عن لغة جديدة في الرواية، وهي لغة النظام الشمولي "نيوزبيك" و"دبلثينك" (التفكير المزدوج)، ويعني في الرواية "القوة التي تؤمن بمعتقدين متناقضين في وقت واحد".

وتنقل الصحيفة عن معلقة "واشنطن بوست" كارين تومتلي، قولها إن "الحقائق البديلة هي مصطلح يرتبط بأورويل".

وتختم "الجارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه تم انتقاد تعليقات كونوي على البرامج الحوارية، ففي برنامج "ليت نايت"، قال مقدمه سيث مايرز: "كيلي آن كونوي هي مثل شخص يحاول عمل حيلة عقلية من حيل جداي"، في إشارة إلى ما قاله جداي أوبي وان كانوبي في إحدى حلقات "حرب النجوم"،  وأضاف أن "القوة" تترك أثرها في العقول الضعيفة.

من ترامب إلى السيسي
وفي مصر قد تكلفك رواية "اوريل" حياتك أو تسلبك حريتك، إن تم ضبطها معك في احد كمائن شرطة الانقلاب، وكان الضابط بالصدفة مما لا يجيد فك الخط، ما جعل بعض مؤيدي الانقلاب يتحسرون إن :“هذه الممارسات تذكرهم بالحقبة الناصرية حيث كان بعض الطلاب يعتقلون لحيازتهم مجلات وصحف بالرغم من صدروها عن مؤسسة حكومية".

ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي محمد مصطفى موسى: “إن النظام الذي يصادر رواية تنتقد الأنظمة القمعية الفاشية، التي تخترع جريمة تسمى بجريمة الفكر، وتحرم على مواطنيها التفكير والكتابة، وتريد الشعب سرب ببغاوات يردد ما يقوله الحاكم، هو نظام يدين نفسه بنفسه، ويكشف أن على رأسه بطحة”.

وأكد في تدوينة له على فيس بوك: أنه يبدو أن المشهد صار محكومًا بالحماقة، فالبعض يريد في القرن الحادي والعشرين أن يقيم محاكم تفتيش ويحظر رواية وهو الأمر المضحك الذي لن يجعل مصر "قد الدنيا".
 
 
"أورويل" يروي قصة السيسي
وأفردت صحيفة ذا جارديان البريطانية تقريرا قالت فيه إن نظام السيسي يدعي أنه استولى على السلطة ﻹنقاذ الديمقراطية، وأن ما يمارسه من سلطوية واستبداد سيؤدي لبناء مستقبل حر.

وأوضحت أن هذا الادعاء كان أورويل قد صوره في روايته بالضبط قبل 65 عاما حيث كتب أن الكثير من الأنظمة تتظاهر، وربما قد تصدق نفسها في ذلك، أنها استولت على السلطة دون رغبة منها وأن بقائها في السلطة سيكون لفترة محدودة.

وتابع أورويل، حسب ما ذكرت الصحيفة، أن هذا الزعم يتضمن إيهام المواطنين بأنهم قاب قوسين أو أدنى من الجنة، وهو ما اعتبرت الجارديان أنه يضاهي ما يقوم به نظام السيسي منذ استيلائه على السلطة في يوليو 2013.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن عددا من منتقدي الانقلاب ربطوا بين عودة مصر إلى الحكم الاستبدادي والفكرة الرئيسية للرواية.

واعتبرت جارديان أن الخيال الذي اعتمد عليه أورويل في روايته اندمج مع الواقع في مصر بعد الانقلاب، حيث أن مشهد إلقاء القبض على رافضي السيسي الدموي في حد ذاته يشير إلى أحد مضامين الرواية.