طه العيسوي
أعلن حزب الوسط دعوته لكل القوى السياسية والحركات الثورية إلى التوحد مرة أخرى تحت مظلة 25 يناير الرحبة، لكي نجدد العهد سويًا أمام هذا الشعب، وأن نتكاتف من أجل استعادة المسار الديموقراطي وفق نظام تشاركي لا يقصي أحدًا، نمكن به لشبابها الذين هم وقود ثورتها، ونلبي به آمال الوطن وطموحاته، من عدالة اجتماعية رشيدة، وعدالة انتقالية ناجزة، ومُصالحة وطنية شاملة.
ودعا في بيان له, كل من تبقى من القوى المُساندة للانقلاب أن ترجع عن دعمها وتعنتها قبل فوات الأوان، بعد ما أصبح الحقُ جليًا أمام الشعب، وأن تُحكّم ضميرها وتتحمل مسؤوليتها تجاه الوطن.
وطالب "الوسط" كل المصريين المشاركين في إحياء ذكرى 25 يناير بالالتزام بالسلمية التامة في كل فعالياتها، التي كانت وستظل سمة لهذه الثورة العظيمة، حاملين أعلام مصر رفرافة، ومُوحدين شعاراتها الملهمة والخالدة (عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية).
وتابع:" تحل على مصرنا الغالية بعد أيام قليلة ذكرى 25 يناير المجيدة، تلك الثورة التي أبهرت العالم بسلميتها، وجسّدت فيها أعظم معاني التضحية والفداء، لكي تحقق حلمها من الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية بعد غياب دام لعقود طويلة، فسقط رأس هذا النظام البائد ولاحت بُشريات الحلم في الأفق".
وأضاف "الوسط" :"في الشهور الأولى وأثناء تولي سلطات متعاقبة لإدارة البلاد، ولأسباب غلب عليها حسن النوايا والثقة من جهة، واستعجال لاستحقاقات الثورة الديموقراطية من جهة أخرى، أهدرت خلالها الإرادة الشعبية بطريقة فجّة، وتبدد فيها حُلم الوطن بطريقة صادمة، فما كان إلا أن فقدت الثورة في طياتها بُوصلتها، واختل ترتيب أولوياتها، وتجذرت خلافاتها، فانفرط عقدها، وخلال ثلاثة أعوام من الاضطراب والارتباك، بدأ اليأس في التسرب لهذا الشعب العظيم، وأصبحت الثورة عبئاً بعد أن كانت أملًا وحُلمًا، واستطاع أعداء الثورة أن يتسللوا إلى صفوفها، واستغلوا ضعف نفوس بعض مُؤيديها، فانقضّوا عليها في يوم حزين من أيام الديموقراطية لكي يُجهضوا كل مكتسباتها ويُبددوا كل طموحاتها".
وقال: "اليوم ونحن على أعتاب مرحلة جديدة من هذه الثورة المباركة، و بعد أن تجرعنا تلك التجربة بكل مراراتها، وبدا لنا منها كل سوءاتها، لم يعد أمامنا سوى أن نتحمل مسؤولياتنا، ونرتقي فوق خلافاتنا، ونشرع فورًا في مد جسور الصلة والثقة بين فرقائها"، مثمّنا شجاعة كل القوى السياسية والحركات الاحتجاجية التي بادرت بمراجعة مواقفها والاعتذار عن أخطائها، مُعلنة بذلك بداية جديدة للعمل الوطني المشترك".
وأشار "الوسط" إلي أنه بالرغم من عدم إعفائه لنفسه من إساءة تقدير بعض مواقفه، إلا أنه يُؤكد أنها لم تكن سوى اجتهادات أصاب في بعضها وأخطأ في بعضها الآخر، ولكنه لم يكن ليحيد بها أبدا عن مبادئه، أو يغض الطرف فيها عن قيمه، التي ظل مُتسقاً معها طوال تاريخه.