من هو عبد اللطيف عربيات؟.. إخواني أجبر أعداءه على احترامه

- ‎فيعربي ودولي

رغم عداوة الأنظمة الحاكمة لجماعة الإخوان المسلمين، باعتبارها المنافس القوي والوحيد لهذه الأنظمة الشمولية الفاشية، إلا أن سير قيادات جماعة الإخوان الطيبة دائما ما تجبر العالم على احترامهم رغم عداوتهم لهم؛ حيث خيم الحزن على شبكات التواصل الاجتماعي في الأردن حزنا على رئيس مجلس النواب الأسبق، والقيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين والسياسي والتربوي الدكتور عبداللطيف عربيات؛ الذي وافته المنية أثناء خطبة الجمعة في العاصمة عمان.

وسارعت مختلف التيارات السياسية في الأردن، من مختلف التوجهات من اليسار، واليمين، وأخرى حكومية، لنعي الفقيد الذي ترك بصمة في العمل السياسي في الأردن، كما نعى رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز في بيان رسمي عربيات، قائلا: “الدكتور عربيات كان قامة وطنية وإسلامية كبيرة امتازت بالحكمة والفكر المعتدل المستنير والتي حظيت باحترام الجميع”.

وقال فيه وزير الثقافة الأردني محمد أبو رمان: “بفقدانه نخسر قامة وطنية ورجلا من خيرة رجال الوطن؛ نموذج لرجل الدولة المعتدل، وعلم من أعلام التربية والفكر الإسلامي. أعزي شعبنا وأصدقائي الأعزاء أبناءه وعائلته، وأعزي نفسي بصديقي والأستاذ الكبير”.

من هو عبد اللطيف عربيات؟

ولد د. عبد اللطيف عربيات عام 1933 في مدينة السلط، التحق في صفوف جماعة الإخوان المسلمين مبكرا منذ المرحلة الإعدادية، وبالتحديد بدايةً من عام 1950م، وكان له نشاطه الإسلامي في المرحلتين الثانوية.

عربيات الذي عمل في سلك التعليم بدأ حياته مدرسا، وأكمل دراسة الدكتوراه في التربية المهنية بجامعة تكساس ليتدرج في التعليم ويستلم منصب مدير المناهج ثم أمين عام وزارة التربية والتعليم في الفترة (1981-1982).

دخل صفوف الحركة الإسلامية في الأردن، وشعل مناصب قيادية عدة أبرزها رئيس شورى جماعة الإخوان المسلمين، والأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، ورئيسا لمجلس شورى الحزب وعرف بوسطيته واعتداله وصنف من “تيار الحمائم” في الجماعة.

وحاولت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تنصيب عربيات مراقبا عاما لها في 2016 لاحتواء الأزمة مع الحكومة الأردنية من خلال شخصية معتدلة إلا أنه رفض قبول ذلك، بسبب الخلافات الداخلية والانشقاقات التي عصفت بالجماعة.

شغل عربيات رئاسة مجلس النواب الأردني لـ 3 دورات منذ عام 1990 وحتى 1993 وعضوا في مجلس الأعيان منذ 1993 وحتى عام 1997 وعضوا في اللجنة الملكية للميثاق الوطني عام 1990 وعضوا في اللجنة الملكية للاجندة الوطنية عام 2005.

لقب معالي

منحه الملك الراحل الحسين بن طلال لقب معالي رغم عدم استلامه أي حقيبة وزارية، ليصبح عضوا في مجلس الأعيان 1993 – 1997.

يقول عنه القيادي في جماعة الإخوان المسلمين بادي الرفايعة: “كان عنوانا للإخوان، وكان بيته مقصدا للإخوان، إذا اختلفوا في أمرٍ ما، كان لكل الإخوان، لم يبدّل ولَم يغيّر، كان يأمر وينهى، ويصبّر ويذكّر بالمبادئ والثبات عليها، أكثر ما تسمع منه التذكير بالحكمة”.

واضاف: “من قبل كان للأردن، ولفلسطين، ولأمته، مربيا، وسياسيا، وحكيما، وبرلمانيا فذا، قاد مجلس النواب في أيامٍ عصيبةٍ مرت على الأردن، كان الكل يصغى إليه، علاقاته ممتدة في الكل الأردني والعربي والإسلامي”.

وتابع: “في مجلس شورى الجماعة اعتدنا الإصغاء لتوجيهاته، وتذكيره لنا بفكرة الجماعة والحرص عليها، وكنا ننتظره حتى يتم كلامه – كانت مداخلته في موضوع النقاش أو خارجه – لا أحد يقاطعه، وتنزل كلماته على قلوبنا حباً وجلالاً”.

ونعت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، الفقيد ودعت للمشاركة في تشييع جثمانه من مسجد الجامعة الأردنية في العاصمة عمان إلى مثواه الأخير ظهر اليوم السبت، بينما تتقبل التعازي في مدينة السلط.