الفصل والتحقيق لـ13 جامعيا بدعاوى سياسية تدمير سريع لـ”البحث العلمي”

- ‎فيأخبار

كتب محمد مصباح:

في كل مؤشرات الحياة تتراجع مصر في ظل الانقلاب العسكري عن ركب التقدم والحضارة، حيث ينهار البحث العلمي بشكل حاد، فيما تتواصل هجرة العقول والكفاءات العلمية إلى خارج مصر، مما يكلف البلاد الكثير في المستقبل، والذي يظل مرهونا بالخارج منتظرا منه فتات العلم الذي يسمح به فقط لاستمرار الحياة الرديئة بلا جودة أو تقدم.

ولعل أبرز أسباب انهيار البحث العلمي وخروج مصر عن دائرة جودة الحياة ما يجري من قمع لأساتذة الجامعات.. بذرائع مختلفة، سواء كانت تدني الحالة المادية لأستاذ الجامعة، أو قمع الأكاديميين بدعوى انتمائهم السياسي.

حيث تبدأ جامعة القاهرة إجراءات التحقيق مع 4 أساتذة من كلية العلوم، يوم الأحد المقبل، بمعرفة أحد أساتذة كلية الحقوق بالجامعة؛ بتهمة سفرهم دون إذن من الجامعة، وانقطاع عن العمل، وتقاضى أجر عن فترة تغيبوا عنها.

وفي وقت سابق قررت جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت، وقف 4 أساتذة بقسم الكيمياء فى كلية العلوم عن العمل وإحالتهم للتحقيق، بسبب الأسباب سابقة الذكر.

وكانت إدارة كلية العلوم بجامعة القاهرة، متمثلة فى عميدها الدكتور السيد فهيم، وخالد صلاح أمين الكلية، اتهمت 4 أساتذة بقسم الكيمياء بالسفر لحضور مؤتمر له علاقة بجماعة الإخوان بدولة ألمانيا، وأعدت مذكرة وقدمتها لرئيس الجامعة، والذي قام بدوره وقف الأساتذة الأربعة عن العمل، وهم: "الدكتور أحمد حلمى محمود، والدكتور أحمد فتحى درويش، والدكتور إسماعيل عبدالشافى، والدكتور عمرو محمود"، لاتهامهم من قبل الكلية بالمشاركة فى مؤتمر لجماعة الإخوان دون الحصول على إذن الجامعة.

وعلى النهج نفسه، سار الدكتور أحمد عبده جعيص، رئيس جامعة أسيوط، معلنا في تصريحات صحفية ، اليوم، " قمنا بفصل 9 من أساتذة الجامعة، ممن أثبتت التحقيقات انتماءهم لجماعة الإخوان".

وسبق لإدارات الجامعات المصرية في عهد الانقلاب العسكري فصل نحو 152 أستاذا جامعيا للأسباب نفسها، بما يسمم الأجواء العلمية والأكاديمية ويفاقم ظاهرة النكايات السياسية للتخلص من الفائقين علميا، وهو ما جعل مصر في المرتبة الأخيرة عالميا في جودة التعليم العام 2016.

ويواجه قطاع البحث العلمي في عهد الانقلاب أزمة طاحنة، ويعاني تراجعا شديدا، في وطن يسحبه قائد الانقلاب إلى الخلف بسرعة جنونية.

وتتجلى ملامح الانهيار في معدلات النشر، والابتكارات، وبراءات الاختراع، والتعاون بين الأكاديميين والصناعيين، وغيرها من مقومات البحث العلمي التي لا يهتم بها الانقلابيون الذين يرون أن العلم ليس ضروريا في "وطن ضائع" كما وصفه قائد الانقلاب السفاح عبدالفتاح السيسي.