24 عامًا على مذبحة الحرم الإبراهيمي دون القصاص.. والتهويد ثمنًا للخيانة

- ‎فيعربي ودولي

كتبت- رانيا قناوي:

24 عامًا مرت على مذبحة الحرم الإبراهيمي، والتي ارتكبت في 15 رمضان 1414 هـ – 25 فبراير 1994، وراح ضحيتها 29 مصليًا وأصيب أكثر من 150 بجراح بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة، بعد أن فتح المستوطن المجرم "باروخ جولدشتاين" الرصاص باتجاه المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الفجر داخل الحرم.

 

لم يكن هناك رد من المجمتع الدولي أو الدول العربية التي يحكمها عدد من العملاء للكيان الصهيوني، بل إن إسرائيل على إثر المذبحة، قررت حكومتها تشكيل لجنة تحقيق، لاستخلاص العبر ووضع التوصيات، فتم وضع رئاسة هذه اللجنة تحت إدارة القاضي "يهودا شمغار" الاسرائيلي، والذي أوصى، بأن يتم تقسيم المسجد الإبراهيمي الإسلامي، بين المستوطنين والفلسطينيين، وبموجب ذلك استولى المستوطنون اليهود على 54% من مساحة المسجد، وما تبقى منه لا يُسمح للمصلين أو الزائرين إليه بحرية الحركة والعبادة.

 

كما لم تكتف الحكومة الإسرائيلية، بذلك، بل قامت بإغلاق سوق الخضار المركزي أمام الفلسطينيين ومنعتهم من الوصول إلى محالهم التجارية، إضافة إلى إغلاق شارع الشهداء -شريان مدينة الخليل- وشارع السهلة، وأجزاء من شارع طارق بن زياد، وإغلاق ما يزيد عن 500 محل تجاري في شارع الشلالة القديم، كما قامت باغلاق العديد من المداخل المفضية إلى هذه الشوارع؛ ما أدى لإغلاق أسواق خان شاهين وسوق الدجاج وخان الحمام وحي بني دار ومحيط دائرة أوقاف الخليل، على الرغم من وجود قرارت من المحاكم الإسرائيلية بإعادة افتتاح بعض هذه الشوارع والمحال. 

 

تهويد المسجد الإسلامي

 

ولعل اختبار إسرائيل لرد فعل العرب الذي يحكمه مجموعة من العملاء، في حاذثة مذبحة الحرم الإبراهيمي، أكد للكيان الصهيوني أنهم مهما فعلوا فلن يكون هناك أي ردة فعل، الأمر الذي بدأ معه الحرم الإبراهيمي يعاني من تهويد الاحتلال منذ العام 1967 بالتدخل التدريجي بشؤون الحرم، ومحاولات السيطرة عليه، أولاً عبر خلخلة السيطرة الإسلامية عليه، ثم السماح لليهود بالصلاة، وبعدها تدريجياً حجز مناطق من الحرم لصلاة اليهود، ومنع المسلمين من الدخول أيام الأعياد والاحتفالات اليهودية، وصولاً إلى الوضع الحالي، الذي جاء تتويجاً لسلسلة من الإجراءات، كان آخرها توصيات لجنة "شمغار".

 

ونتيجة لتقسيم الحرم الإبراهيمي على إثر المجزرة، فقد تحول الحرم الى ثكنة عسكرية، يمر المصلي خلالها بأكثر من تفتيش قبل أن يصل للوقوف بين يدي ربه، وحول الحرم إلى نقطة تصادم وتوتر دائمة"، ما أفقد الحرم الإبراهيمي الكثير من قدسيته، حيث يتم الدخول إليه من قبل المصلين اليهود والجيش الاسرائيلي بالأحذية، وهذا يعتبر تدنيساً للمكان المقدس، عدا عن إدخال النبيذ إلى داخل الحرم لاستعماله في الشعائر اليهودية".

ومضت حكومة الاحتلال في مساعيها لتهويد مسجد الحرم الابراهيمي، حيث أعلنت عن ضم الحرم الإبراهيمي الى قائمة المواقع الأثرية الإسرائيلية.

 

مع دخول العام 2015 منتصفه الثاني، بلغ عدد الحواجز العسكرية في محافظة الخليل، بحسب وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" 97 حاجزًا، منها 71 حاجزًا وعائقًا في منطقة البلدة القديمة من مدينة الخليل، تستخدم للتحكم وتقييد وحصر حركة الفلسطينيين.

 

وكان باروخ الذي يعمل طبيبًا إسرائيليًا قام بإطلاق النار بواسطة سلاح آلي على المصلين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم الصلاة فجر الجمعة في منتصف شهر رمضان.

 

كان ذلك اليوم يوافق يوم بوريم الذي يحتفل به الحاخامات اليهود، وهاجمه المصلون وفقد وعيه بعد أن ضرب بواسطة طفاية حريق ومن ثم قتل من قبل الجرحى الفلسطينيين.

 

أصبح باروخ الإرهابي بطلاً لدى اليمين المتطرف وخصوصًا لدى الشريحة الدينية منه كما يقام احتفاليات على شرفه في مقبرة كريات أربع التي دفن فيها.