بيان من الإخوان المسلمين حول كلمة عدلي منصور “المعين”

- ‎فيأخبار

قبل أن يواري المصريون جثامين سبعين شهيدًا قتلهم الانقلابيون الدمويون، وقبل أن يضمدوا جراحات المئات من أبنائهم أصابهم إرهاب الدولة الأسود، خرج علينا المستشار عدلي منصور الذي عيَّنه بالباطل وزير الدفاع الخائن ليلقي كلمةً يُهاجم فيها الإرهاب بشدة، ويُهدد فيها باللجوء إلى إجراءات استثنائية؛ أي فرض حالة الطوارئ، ويتغافل تمامًا عن أن الإرهاب يمارسه طرفٌ واحدٌ هو السلطة الغادرة بشعبها فكانت مجزرة ذكرى ثورة يناير لتضاف إلى المجازر الوحشية التي تعرَّض لها شعبنا البطل، ومن ثَمَّ فإن ما جاء في كلمة عدلي منصور إنما يدل على انعدام الإنسانية، وعلى المغالطة المفضوحة التي ما كان لها أن تصدر عن قاضٍ أُنيط به أن يحكم بالعدل وأن يقول الحق.

ثم أعلن عن اتخاذه قرارًا بتقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية، والحقيقة أنه لا يملك حق إصدار مثل هذا القرار فوجوده في المنصب باطل، وكل قراراته باطلة ولدينا رئيس شرعي منتخب، وإن اختطفته عصابة الانقلابيين فإن إرادة الشعب تجلَّت في انتخابه بطريقة ديمقراطية حرة نزيهة، وفي أربعة انتخابات واستفتاءات أخرى لا يمكن لقوة الدبابة والمدفع أن تلغيها، فالحق فوق القوة، كما أن هذه الإرادة تتجلى يوميًّا منذ سبعة أشهر في الميادين والشوارع في كل البلاد متمسكةً بالشرعية ورافضةً للانقلاب العسكري وكل ما يترتب عليه.

إن الدافع لهذا القرار والعجلة في اتخاذه هو هوس ولهفة وزير الدفاع على كرسي الرئاسة، وهو الفشل في الحشد الذي تجلَّى في استفتاء دستور الدم والخراب؛ الأمر الذي ألجأهم إلى تزوير النتيجة، وشاهد ذلك العالم كله، والفشل في الحشد الذي جرى أمس في احتفالهم بذكرى ثورة يناير التي قتلوها حيث كانت الأعداد في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية ضئيلة لا تكاد تساوي أعداد المعارضين للانقلاب في مسيرة واحدة في مدينة واحدة، وهم يخشون أن يجمع الشعب كله على رفضهم.

والأمر الأهم هو ظنهم أن مثل هذا القرار من شأنه أن يضعف عزيمة الثوار ويدفعهم للخضوع للأمر الواقع، وهم واهمون فقد ظنوا مثل هذا الظن قبل كل مجزرة اقترفوها وكل قانون شرعوه وكل قرار اتخذوه، وأخيرًا قبل الاستفتاء على دستور الدم والخراب، لكن الثوار استعلوا عليها جميعًا واستمروا في ثورتهم، وسيظلون بإذن الله حتى يسقط الانقلاب ويطيحوا بأصحابه ويستردوا وطنهم وجيشهم وثورتهم وحريتهم وسيادتهم وكرامتهم.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

الإخوان المسلمون