العرب يهنئون الصهاينة برأس السنة اليهودية.. ونشطاء: كل سنة وأنت طيب يا سيسي

- ‎فيتقارير

برغم أنَّ الإسرائيليين ويهود العالم يحتفلون سنويًّا بعيد رأس السنة العبرية، جاء احتفال العام الحالي مختلفًا، بعدما هنَّأ زعماء عرب الإسرائيليين بالعيد لأول مرة، وفي ظل قول صحيفة هآرتس إنَّ “السيسي ذي الأم اليهودية وَقَعَ في حرج بسبب المظاهرات”!.

فقد أُثيرت عاصفةُ غضبٍ بسبب تهنئة وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد آل نهيان، الإسرائيليين بمناسبة عيد رأس السنة العبرية، عبر تغريدة قصيرة على حسابه بـ”تويتر”، قال فيها “Shana Tovah”، التي تعني بالعبرية “سنة سعيدة”، وذلك بعدما سمح ببناء معبد يهودي في أبو ظبي.

وزاد من حجم الغضب أنَّ تهنئة “بن زايد” للإسرائيليين جاءت في الوقت الذي استمرت فيه اقتحامات الصهاينة للمسجد الأقصى، وتزايدت الاقتحامات في صباح أول عام عبري جديد هنّأهم بعض العرب به.

وتوالت السخرية من النشطاء والمغردين، حيث هنَّأ بعضهم السيسي بالعام العبري الجديد، باعتبار أنَّه يُنفّذ كل أحلام الإسرائيليين وخططهم التي تتعارض مع الأمن القومي المصري ومعاداته للإسلام، وقصص أن أُمه يهودية، وأنه جاسوس زرعه الصهاينة في الجيش المصري.

وكتب “بسام جعارة” ساخرًا من الزعماء العرب الذين هنّئوا الصهاينة ويحتفظون بعلاقات قوية معهم، قائلا: “نتقدم بالتهنئة لوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد بمناسبة رأس السنة العبرية.. أعاده الله عليه وعلى إخوته ومعهم السيسي وسفاح الشام في مستوطنة إسرائيلية”.

وحاول مسئولون صهاينة الدفاع عن وزير خارجية الإمارات ومسئولين عرب هنّئوا الصهاينة بعيدهم، بدعاوى أنَّ هذه “علاقات إنسانية” لا علاقة لها بالتطبيع.

حيث كتب “أوفير جندلمان”، المتحدث باسم نتنياهو، يقول: “مثلما نحن نعايدكم ونهنئكم بمناسبة حلول أعيادكم.. تستطيعون أنتم أن تعايدونا وتهنئونا.. فهذا هو جزء من الأخلاق الإنسانية”.

وتابع: “التحية كل التحية وجزيل الشكر لكل أولئك الذين هنَّئونا بمناسبة حلول رأس السنة العبرية”.

وحاول “أفيخاي أدرعي”، المتحدث باسم الجيش الصهيوني، الدفاع أيضًا عن العرب الذين يهنئون الصهاينة قائلا: “العرب زعلانين من معايدة اليهود بعيد رأس السنة العبرية.. لا أفهم شو المشكلة مع معايدة من أتى بالعبقرية والإنجازات العلمية التي تستخدمونها في بيوتكم وحياتكم اليومية!”.

وأضاف: “المعايدة ليست خيانة بل هي موقف إنساني، ولكن أصحاب الغدر والشعبية الزائفة يبحثون دائمًا عن أسباب للتهجم على الجميع!”.

تفاصيل الاحتفال

وكتبت سفارة دولة الاحتلال في مصر، عبر صفحتها على مواقع التواصل، تؤكد أنهم أقاموا احتفالهم بعيد رأس السنة العبرية، مساء أمس الأحد، بحضور دبلوماسيين أجانب (لم يحددوا حضور مصريين بينهم).

وقالت إنه حضر الاحتفال “ليفنا زامير”، رئيسة الكونجرس اليهودي المصري “إسرائيلية الجنسية”، ورئيسة الجالية اليهودية “ماجدة هارون”، ومن تبقّى من يهود مصر، بالإضافة إلى ضيوف أجانب ومصريين.

يهود مصر أصبحوا 5 سيدات

وتقلَّص عدد يهود مصر إلى 5 سيدات بعدما توفيت، في يوليه 2019، “مارسيل سيمون” عميدة يهود مصر، أرملة “شحاتة هارون”، السياسي اليساري اليهودي، ووالدة ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية بالقاهرة.

وقبل وفاة عميدة الطائفة اليهودية، قالت ماجدة هارون، رئيسة الطائفة، في تصريحات نشرتها صحف مصر في نوفمبر 2014: إن عدد اليهودي في مصر 11 كلهن سيدات، وتوفيت شقيقتها نادية هارون، نائبة رئيس الطائفة اليهودية، في نفس العام 2014، تلتها أخريات.

ولاحقًا قالت “هارون”، 68 عامًا، في فبراير 2016 لإذاعة بي بي سي :إنَّ العدد تقلّص إلى 7 سيدات فقط، ثم في يناير 2017 أعلنت الطائفة اليهودية في مصر عن وفاة “لوسي”، إحدى عضوات الطائفة، ليصبح بذلك عدد النساء اليهوديات في مصر 6 فقط، حسبما كتبت رئيسة الطائفة عبر صفحتها على فيس بوك. ومع وفاة “سيمون” الأم وعميدة الطائفة، يوليه 2019، تقلَّص العدد أكثر ليصبح 5 سيدات فقط.

وكان تعداد الطائفة اليهودية بمصر في بداية القرن العشرين، وفقًا للتقديرات شبه الرسمية، 100 ألف يهودي، ثم 80 ألفًا عام 1947، هاجر أغلبهم عقب الحروب العربية الإسرائيلية.

وتُدير رئيسة الطائفة “ماجدة هارون” ممتلكات يهودية في مصر، التي تُقدر بـ12 معبدًا و4 مقابر و5 مدارس بلا طلاب في كافة أنحاء مصر، أشهرهم المعبد اليهودي الرئيسي بشارع عدلي بوسط القاهرة، والعديد من الآثار التراثية.

وأدّى انقراض الأفراد اليهود إلى انقراض شعائرهم وغلق معابدهم التي تحولت إلى مناطق سياحية مهملة، وتقول “ماجدة”: إن هناك نحو 12 معبدًا يهوديًا في القاهرة والإسكندرية لا تتم صيانتها، وأغلبها أُغلق لعدم وجود أشخاص تقصدها للصلاة.

وتتولّى جمعية “قطرة اللبن” مسئولية الحفاظ على تاريخ اليهود في مصر، خصوصا بعد تراجع عددهم، وتترأس الجمعية ماجدة هارون رئيسة الطائفة.

وأشارت ماجدة هارون، خلال تصريحات لصحيفة “الوطن” في آذار/مارس 2018، إلى أنَّ “الجمعية ركزت نشاطها حاليًا في الحفاظ على التراث اليهودي، وهي تنظم أنشطة لتنظيف المعابد اليهودية وفتحها أمام الزائرين”.

وقد قام سفير إسرائيل الحالي بمصر، ديفيد جوفرين، بجهود كبيرة لدى حكومة السيسي لترميم الآثار اليهودية، وقام بعدة زيارات لها، ودعا الحكومة المصرية إلى ترميمها.

وأعلنت حكومة السيسي عن تبرعها بـ2 مليون دولار، العام الماضي، لترميم أشهر معبد يهودي بمصر هو «إلياهو هنابى»، (ترجمتها: “إلياهو النبي”)، بشارع النبي دانيال بالإسكندرية، بعد انهيار جزئي لسقف “شخشيخة” السلم الخاص بمصلى السيدات بالطابق الثالث، بفعل القدم وتأثره بمياه الأمطار.