“عبدالعال” يشبه السيسي بهتلر.. ومعلقون: مجاملة للنازي بطل الإبادة الجماعية

- ‎فيسوشيال

مع طلب رئيس برلمان العسكر حكومة الانقلاب بإجراءات أشد قسوة، شبه علي عبدالعال السيسي بشكل إيجابي بأدولف هتلر، أمس الثلاثاء، قائلاً إن الزعيم النازي "ارتكب أخطاء"، لكنه "بنى بنية تحتية قوية" لبلاده، مضيفًا أن "بناء الأمة في الفترات الانتقالية يتطلب إجراءات أشد".

غير أن تشبيه السيسي بهتلر رآه معلقون توفيق في اختيار بطل من أبطال الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث، ومنهم من رأى ذلك مجاملة للسيسي بتشبيه بالسفاح النازي الذي لا تزال تدفع ألمانيا ثمن إجراءاته الأشد!

وتعليقا على المقارنة قال زياد عبد التواب، نائب مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان – على حسابه على "تويتر" – إن رئيس برلمان السيسي قارن بين السيسي وهتلر على سبيل مدح السيسي "مع العلم أن نظامه يرى هتلر كمعبود، هل ما زال السيسي ديكتاتورك المفضل؟ وهي تلميح لمقولة الرئيس الأمريكي ترامب للسيسي في قمة العسريم التي عقدت أخيرا في باريس وقال "نحن بالتأكيد نرى هتلر رمزا للإبادة الجماعية والديكتاتوريات لا تؤتي ثمارها".

وأعاد الكاتب "الليبرالي" عز الدين فشير تغريدة عبدالتواب على سبيل السخرية أو الاستعراض.

وقالت أنجي – وهي باحثة في مؤسسة "مشروعي الإسلامي" -: "بينما كنت أقرأ هذا، فكرت "يا له من نجاح باهر أن أهان رئيس البرلمان السيسي علانية؟" ثم تذكرت أنها مصر ومقارنة السيسي مع هتلر هو في الواقع مجاملة …".

أما الفنان خالد أبو النجا فكتب معلقًا على ثناء علي عبدالعال على هتلر ومقارنته بالسيسي "هذا هو نوع الفظائع التي يواجهها الشعب المصري من قبل هذا البرلمان المجنون المعين".

وكتب الناشط عمر كامل مبسطًا نظرة رئيس برلمان العسكر للأمر: "قد لا يفهم مراقبو وسائل التواصل الاجتماعي الغربيون انتشار هشتاج و"ثيمات" هتلر في مصر في اليومين الماضيين.. الجواب بسيط.. لدينا حكومة تفكر في هتلر، رغم أن "أخطائه" كانت كبيرة بالنسبة لألمانيا، قائلاً: "هل يقصد المتكلم شرح السيسي؟".

ليس التشبيه الأول

وكثيرًا ما وصفت تقارير وتغريدات لنشطاء وسياسيين السيسي بالنازل وكثيرًا ما سبهته بهتلر على سبيل المذمة، ومن ذلك ما كتبه الدكتور محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، من أن الانقلاب يسير علي نهج هتلر، الذي شرع عقوبة الإعدام لمن يزدري صورته؛ حيث جعل ﻛﻞ أسرة ﻣﻠﺰمة ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﺑﻤﻨﺰﻟﻬﺎ.

وأضاف محسوب، في تدوينة له على موقع تواصل الاجتماعي "فيس بوك":" ﻟﻴﺴﺖ ﻧﻜﺘﺔ ﺑﻞ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺻﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺑﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺯﻱ.. ﻧﺴﺎﺀ ﺍﺗﻬﻤﻦ ﺃﺯﻭﺍﺣﻬﻦ ﺑﺎﺣﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ .. ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﺎﺯﻱ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮﻥ.. ﻭﺍﺣﺘﺎﺝ ﺍﻻﻣﺮ ﻟﺘﺪﺧﻞ ﺗﺸﺮﻳﻌﻲ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺤﺮﺓ لاﻧﻘﺎﺫ ﻫﺆﻻﺀ".

وأوضح أن هناك مشهدا موازيا لهذا الأمر ظهر بعد الانقلاب العسكري، وهو اصطحاب الاطفال ووضع الأحذية العسكرية على رءوسهم، متابعا: "ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ.. ﺃﺧﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ.. ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺩﺳﺘﻮﺭﺍ".

دعوة عبدالعال

وفي الجلسة الافتتاحية للدورة البرلمانية الخامسة والأخيرة لهذا العام، ألقى علي عبد العال خطابًا على أعضاء البرلمان طالبهم بدعم السيسي بدلاً من "تصدير المشاكل".

ودعا عبد العال برلمانيي السيسي إلى الوقوف صمتًا لمدة دقيقة واحدة في عرض للتأييد لـ"مشروع السيسي لبناء الدولة المصرية الحديثة".

وقال رئيس برلمان العسكر: "كان لدى هتلر أخطائه، لكن ما سمح له بالتوسع شرقًا وغربًا هو أنه أنشأ بنية تحتية قوية".

وأضاف: "بناء الأمة في الفترات الانتقالية يتطلب إجراءات أكثر صرامة".

وتابع: "كان لدى هتلر أخطائه، ولكن ما سمح له بالتوسع شرقًا وغربًا هو أنه أنشأ بنية تحتية قوية للدولة الألمانية التي لا تزال مصدر موقعها الرائد في العالم الأول".

وأردف: "المشكلة هي أن لدينا رئيس يقفز لتحقيق الأهداف، وحكومة تسير بقدم واحدة".

وفي يوم الجمعة 20 سبتمبر، تظاهرت حشود في القاهرة ومدن أخرى في أول احتجاجات كبرى في الشوارع ضد عبد الفتاح السيسي منذ سحقه للاحتجاجات السلمية بعد وصوله إلى السلطة في انقلاب عسكري في عام 2013.

وجاءت الاحتجاجات بعد دعوات من محمد علي، رجل الأعمال المصري الذي تحول إلى سياسي، بعدما دعا المصريين للخروج إلى الشوارع عقب مباراة لكرة القدم في ذلك المساء بين الأهلي والزمالك، أكبر الأندية في البلاد.

ومحمد علي صاحب شركة عقارية تعمل مع القوات المسلحة المصرية منذ 15 عامًا، يقود علي حملة على الإنترنت لمكافحة السيسي منذ بداية سبتمبر من خلال سلسلة من شهادات الفيديو التي تتهم الرئيس بالفساد واختلاس الجمهور الأموال.

وقال إن بعض المشاريع المخصصة لشركته هي مساكن فخمة تبلغ قيمتها ملايين الدولارات بنيت لسيسي وعائلته منذ أن أصبح وزيرًا للدفاع في عام 2012.

في رده العلني الوحيد على الادعاءات، لم ينكر السيسي بناء قصور جديدة، وتعهد ببناء "المزيد والمزيد من" القصور "باسم مصر".

وأثارت تصريحات السيسي المزيد من المعارضة؛ حيث دعت حملات وسائل الإعلام الاجتماعية السيسي إلى الرحيل عن مصر والعالم أجمع.

وفي الوقت الذي يتم فيه تجريم المعارضة وتعرض عشرات الآلاف من السجناء السياسيين في السجون المصرية، أثارت تصريحات علي نقاشا علنيا نادرا حول ميزانية الجيش غير الشفافة والتباين بين دعوات السيسي للمصريين بربط الأحزمة وسط إجراءات تقشف صارمة يقابلها مليارات تنفق على القصور الفاخرة.

يدعي علي، المقيم الآن في إسبانيا، أنه يتصرف بشكل فردي على مسؤوليته الخاصة.