كاتب عبري: “إسرائيل” تتفكك والحرب الأهلية الوشيكة ستمزقها

- ‎فيتقارير

حذَّر كاتب عبري من أن “إسرائيل” تتفكك من الداخل؛ داعيًا إلى وقف ما سمّاها بالحرب الأهلية المستعرة حاليًا بين الإسرائيليين، وإلا فإنها سوف تدخل في مرحلة سفك الدماء وستتمزق إربًا إربًا.

ويضيف “آرييه شابيط”، في صحيفة مكور ريشون، أن “إسرائيل تشهد في السنوات الأخيرة حالة من الحرب الأهلية، وهي حاليا في مرحلة ما قبل سفك الدماء، ولم نفقد أرواحًا إسرائيلية حتى الآن، لكن ما يحصل في الساحة السياسية والرأي العام الإسرائيلي أمر مؤلم وخطير، فلا حساب ولا معيار ولا تعاطف”.

وفي سياق تحليله للمشهد الإسرائيلي في أعقاب انتخابين مُبكرين خلال أقل من عام واحد، أشار شابيط- وهو أحد أهم المحللين السياسيين الإسرائيليين والرئيس السابق لرابطة حقوق الفرد- إلى أن “الهدف الأساسي لجزء أساسي من الإسرائيليين بات قطع رأس نتنياهو سياسيا، فيما يدعو جزء آخر إلى الإطاحة باليسار، وثالث يسعى للانتقام من “الإشكنازيم”، ورابع يلاحق اليهود الشرقيين ودوس العرب، وخامس يريد اقتلاع المستوطنين، وقلع عيون الحريديم”.

وراح الكاتب يبحث عن جذور هذه الحرب الأهلية الدائرة داخل الكيان الصهيوني، موضحا أن “الحرب الأهلية الإسرائيلية الجارية حاليًا لها جذور ضاربة في العمق؛ لأن اليسار لم يؤمن ولم يسلم بنتائج الانقلاب التي أطاحت به في انتخابات 1977، وكذلك لم يتساهل مع فوز نتنياهو في انتخابات 1996، 2009، 2013، 2015، وحتى اليوم برفض التسليم بألف باء العملية الديمقراطية القاضية بالتسليم بخيار الشعب”.

أما بالنسبة لليمين فيرى شابيط، الذي يكتب بصورة دورية في عدد من الصحف الإسرائيلية والدولية، أن “اليمين يجد صعوبة في الاعتراف بقيم المساواة، وحقوق الأقلية في توفير الحماية القانونية لها داخل الدولة، ومن أجل هذا الخلاف تظهر رقصة الشيطان، فاليسار يستخدم المزيد من الأجسام الديمقراطية غير المنتخبة التي ما زال يسيطر عليها، واليمين في المقابل يتعسف في استخدام التفويض الذي منحه إياه الجمهور، وهنا يظهر صدام المعسكرين المختلفين، وتأخذ الساحة السياسية الإسرائيلية طريقها للتقطع إربا إربا”.

وبحسب المقال الذي ترجمه الباحث المتخصص في الشأن العبري عدنان أبو عامر، فإن “هذا الصدام يعود لأربعة عقود على الأقل بين الإسرائيليين، فاليمين فرض على اليسار حرب لبنان الأولى 1982، واليسار فرض على اليمين اتفاق أوسلو 1993، وقمة كامب ديفيد 2000، وخطة الانفصال عن غزة 2005، ولم يراع طرفٌ ما اعتبارات وتحفظات الطرف الآخر لدى تنفيذ مخططاته السياسية، ولم يسع أحدهما للتوصل لاتفاق ذي شعبية أوسع في الجمهور الإسرائيلي”.

وأكد أنه “طيلة فترة حكم اليمين الإسرائيلي شعر أنصاره بأن الأدوات الديمقراطية عقيمة، والقبضة الحديدية لوسائل الإعلام ضده أخذت طريقها نحو المنظومة القضائية، ما دفعه لتنفيذ قراراته وأيديولوجياته بعيدا عن أي توافق، ضاربا بعرض الحائط كل اعتراض أو تحفظ من الطرف الآخر، عبر توجيه تهديداته للصحافة.”

وأضاف أن “السنوات الأربع الأخيرة شهدت تعاظم التشققات في المشهد السياسي الإسرائيلي، فنتنياهو في عهد ترامب ليس هو من كان في عهدي أوباما وكلينتون، والليكود بزعاماته الحالية ليس هو الليكود ذاته بنماذج بيني بيغن وديفيد ليفي، والهجمة اليمينية على الإعلام والقضاء غير مسبوقة، وكذلك الهجمة المضادة، وإن كان خصوم نتنياهو يطالبونه سابقا بطرده من مقر رئاسة الحكومة، فإنهم اليوم يسعون لسجنه بسبب فساده”.

وانتهى كاتب المقال إلى أن “إسرائيل تعيش حالة من جنون المؤسسة، سواء باتجاه اليمين أو اليسار، كل يحاول فرض سطوته على المنظومة القضائية، والحرب الأهلية القادمة تقودنا لنقطة الهلاك، وفيما تزداد التهديدات الخارجية شدة وخطورة على إسرائيل، فإن التهديد الداخلي بات وجوديا؛ لأننا بتنا نشكل خطرا على أنفسنا، بفعل الخلافات القائمة بين جميع سكان الدولة: علمانيين ومتدينين، غربيين وشرقيين، رجالا ونساء، يسارا ويمينا”.