شاهد| مبادرة هرمز.. استراتيجية للسلام أم مناورة إيرانية؟

- ‎فيعربي ودولي

قبل نحو عامين ونصف تقريبًا، كانت نُذر الحرب بين الفرقاء العرب أكثر ما تضجُّ به وسائل الإعلام العربية والعالمية؛ إيذانًا بتفتت وحدة واحة الخليج، أكثر أقاليم المنطقة استقرارًا وأوفرها حظًّا، وفرضت السعودية والإمارات والبحرين حصارًا خانقًا على قطر، ووضعت شروطًا مُجحفة للمصالحة معها، فكان أبرز هذه الشروط وأولها قطع العلاقات مع إيران .

واليوم يغيب مؤقتا حديث القوة وقطع العلاقات عن واجهة المشهد، وتحضر أحاديث المبادرات الدبلوماسية للحوار مع طهران، لا من جانب قطر ولكن من جانب دول القطيعة نفسها، اليوم تطوي الإمارات صفحة خلافها مع إيران بإبرامهما اتفاقا للتعاون الحدودي المشترك، أواخر يوليو الماضي، وتسعى الرياض بنفسها إلى إجراء حوار مباشر مع طهران، لتتلاقى هذه المبادرات مع مساعٍ إيرانية لتخفيف وطأة العقوبات الاقتصادية عليها ولتطرح في المقابل رؤيتها لمستقبل المنطقة عبر ما تصفه بمبادرة هرمز للسلام، وليبدو التساؤل مشروعًا عن حقيقة التهديدات التي واجهت ولا تزال تواجه المنطقة.

في خطوة هي الأولى بعد انقطاع العلاقات، وجّه الرئيس الإيراني حسن روحاني رسائل منفصلة لكل من العاهل السعودي وملك البحرين بشأن مبادرة هرمز للسلام حول ضمان أمن الملاحة بالخليج وفقًا لإعلان الخارجية الإيرانية .

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، إن رسائل روحاني تضمنت النص الكامل لمبادرة هرمز للسلام، وإنه دعا فيها دول مجلس التعاون الخليجي والعراق إلى العمل معا لتأمين أمن الملاحة في الخليج .

خطوة تأتي في وقت يُجري فيه رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، وساطة لحل الخلافات بين الرياض وطهران، حيث قام خلال الشهر الماضي بزيارتين إليهما معلنا أنه يحمل مبادرة شخصية لحل تلك لخلافات، كما تعتبر ردًّا على انضمام السعودية والإمارات إلى التحالف الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة بهدف تأمين حرية الملاحة في الخليج، ما يعني أنها تعبر أن نظرة إيران لأمن الملاحة في هذه المنطقة، فيما يصفها مراقبون بأنها مناورة إيرانية للالتفاف على المبادرة الأمريكية.

قناة مكملين ناقشت، عبر برنامج “قصة اليوم”، تطورات أزمة الخليج العربي وتفاهمات تأمين الملاحة عبر مضيق هرمز، وهل تكون مبادرة هرمز للسلام استراتيجية إيرانية بالفعل أم مناورة؟ وهل تنجح في تطبيع العلاقات بين الرياض وطهران؟.

الدكتور عادل المسني، أستاذ العلاقات الدولية، رأى أن إيران أرادت من خلال رسالة هرمز تخفيض التصعيد ضد دول الخليج، وفتح باب للتهدئة والحوار معها، وسحب البساط من تحت أقدام أمريكا.

وأضاف المسني أن مبادرة هرمز تعكس حالة التوتر في المنطقة، بعد أزمة الخليج الأولى واختطاف السفن والهجوم على ناقلات النفط واستهداف شركة أرامكو في السعودية، ما دفع أمريكا إلى إرسال قوات عسكرية في الخليج، وتشكيل تحالف لتأمين الملاحة في الخليج ضد التهديدات الإيرانية في المنطقة.

وأوضح المنسي أن الأزمة التي افتُعلت في الخليج كانت بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا على طهران، ووصلت إلى حد تصفير النفط، ما شكل تهديدا للأمن الاقتصادي الإيراني، فأرادت إيران أن تدفع التوتر إلى الأمام، وافتعلت أزمة في عرض البحر، ولما تدافعت الأوضاع باتجاه الحرب لجأت إلى التهدئة.

أستاذ العلاقات الدولية د عادل المسني : إيران أرادت من خلال رسالة هرموز تخفيض التصعيد ضد دول الخليج وفتح باب للتهدئه والحوار

أستاذ العلاقات الدولية د عادل المسني : إيران أرادت من خلال رسالة هرمز تخفيض التصعيد ضد دول الخليج وفتح باب للتهدئه والحوار

Posted by ‎قناة مكملين – الصفحـة الرسمية‎ on Sunday, November 3, 2019

بدوره رأى الدكتور حميد الشاجني، الباحث السياسي، أن توجه روحاني برسالته إلى السعودية والبحرين دون باقي دول الخليج؛ بسبب علاقاته المتميزة مع عمان وقطر وعلاقاته الخفية مع الإمارات.

وأضاف الشاجني أن الإيرانيين منذ قيام الثورة حتى الآن، لم يستوعبوا متطلبات واحتياجات الشارع العربي، وسعوا إلى تصدير الثورة الإيرانية والدمار والموت، وهو ما يظهر في اليمن وسوريا ولبنان والعراق .

الباحث السياسي د.حميد الشجني : إيران أنفقت المليارات لتصدير الخراب والحروب في الشرق الأوسط بالكامل

الباحث السياسي د.حميد الشجني : إيران أنفقت المليارات لتصدير الخراب والحروب في الشرق الأوسط بالكامل#قصة_اليوم

Posted by ‎قناة مكملين – الصفحـة الرسمية‎ on Sunday, November 3, 2019

وأوضح الشاجني أن مبدأ تصدير الثورة مرتبط بالفساد الموجود في إيران؛ فالملالي في إيران مثلهم مثل حكام دول مجلس التعاون، جميعهم فاسدون، وهي تختلق المشاكل والحروب كي تغطي على فشلها.

وأشار إلى أن الحظر الاقتصادي الذي فرضته أمريكا على إيران يخدم نظام الملالي، حيث يعتبر ذريعة لما يمارسه من فساد ونشر للفوضى خارج البلاد، في المقابل فإن دول مجلس التعاون تمثل أدوات بيد أمريكا .

د.حميد الشجني : السعودية والإمارات أدوات في يد أمريكا وتم تفتيت اليمن لصالح إيران

د.حميد الشجني : السعودية والإمارات أدوات في يد أمريكا وتم تفتيت اليمن لصالح إيران#قصة_اليوم

Posted by ‎قناة مكملين – الصفحـة الرسمية‎ on Sunday, November 3, 2019