شاهد| انتقادات حادة لملف حقوق الإنسان في مصر بالأمم المتحدة

- ‎فيتقارير

"مستعدون تماما لمواجهة كل الاتهامات" كان هذا تعليق الوفد الرسمي المعني بعرض ملف مصر الحقوقي قبل أن يستقل طائرته إلى جنيف امتثالا لآلية المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان.

تأهب بدا منطقيًا في إطار الهجمة المتوقعة للرد على الاستعراض المصري باعتبارها فرصة ذهبية لمحاسبة سلطات الانقلاب على سجلها الأسود حسبما عبرت منظمة العفو الدولية قبيل ساعات من بدء الاجتماع لتبدو سجالات الأوضاع الحقوقية منطقية أيضًا على مدار نحو 3 ساعات ونصف، أظهرت فشل حملة التحشيد الدبلوماسي والإعلامي قبل الاجتماع عكست خيبة النظام وحلفائه بعد جهود مكثفة وعلى مدار أيام لمطالبة عدد من الدول لتخفيف حدة انتقاداتها في إطار تفاهمات المصالح لتأتي محصلة السجال بمعدل انتقادات صدرت من 76 دولة في مقابل 8 دول فقط أيدت ما وصفتها بجهود النظام لتحسين الوضع الحقوقي، بينما عكس تعداد الملاحظات بنحو 140 توصية حقيقية جهودا لا تعدو كونها حبرا على ورق.

وقدمت نحو 90 دولة ملاحظات على سجل مصر في مجال حقوق الإنسان خلال الجلسة الرابعة والثلاثين للاستعراض الدوري الشامل بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وقد جرى توجيه نحو 140 توصية وملاحظة لا سيما في ملف التعذيب والإخفاء القسري وأحكام الإعدام، فضلا عن ملاحقة النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان.

وتأتي المراجعة الدورية هذا العام بعد أسابيع من أوسع حملة اعتقالات شهدتها البلاد في أعقاب انتفاضة سبتمبر والتي تجاوز عدد المحتجزين فيها 4000 شخص وضمت قيادات حزبية وسياسية بارزة فضلا عن نشطاء حقوق الإنسان، من بينهم محمد الباقر، أحد المساهمين في إعداد تقرير المنظمات الحقوقية المصرية المفترض مناقشته أمام آلية المراجعة الدورية نفسها.

قناة "مكملين" ناقشت عبر برنامج "قصة اليوم" أزمة حقوق الإنسان مع استعراض الملف المصري ضمن آلية المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان.

مصطفى عزب مدير الملف المصري بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قال: إن استعراض ملف مصر الحقوقي اليوم في الأمم المتحدة يؤكد أن هناك تقدما كبيرا حققه المدافعون عن حقوق الغنسان والمنظمات الحقوقية غير الحكومية على النظام المصري الذي يسعى بكل أدواته لتصدير صورة مثالية لأوضاع حقوق الإنسان في مصر.

وأضاف أن الانقلاب دائما يستخدم جيشًا من الإعلاميين والدبلوماسيين والحقوقيين المزيفين الذي يتشدقون دائمًا أو يبررون جرائم النظام ويبيضون وجهه وصورته أمام المجتمع الدولي ويصفون المعارضة والمعتقلين والمنتهكة حقوقهم في مصر بأنهم حفنة من المارقين الخارجين عن القانون الذين يعاملون معاملة قانونية بشكل كامل، ويصفون القتل خارج إطار القانون بأنهم إرهابيون كانوا يتبادلون إطلاق النار مع أجهزة الأمن، وغيرها من الصفات التي تشوه الضحية وتقلبها إلى جانٍ في نظر المجتمع الدولي.

وأوضح أنه على الرغم من امتلاك الانقلاب أدوات كثيرة دبلوماسية وحقوقية وإعلامية وأدوات رسمية في التواصل مع الدول وتمتعه بدعم كبير من اللوبي الصهيوني وعدد من الدول العربية بهدف تبييض وجهه وتحسين صورته أمام المجتمع الدولي إلا أن المنظمات الحقوقية المستقلة وعددا من المدافعين عن حقوق الإنسان وأسر الضحايا برغم ضعف إمكاناتهم تمكنوا من التغلب على الآلة الإعلامية للانقلاب وفضحت كذب روايته.

وأشار إلى أن الانقلاب بات في موقف صعب، فكل التقارير التي صدرت قبل ذلك من المجتمع الدولي ومقرري الخواص بالأمم المتحدة وأيضًا التقارير المتعلقة بمراجعة ملف مصر الدوري لن تكون في صالح السيسي ونظامه في ظل عدم حدوث تحسن في حقوق الإنسان.

https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/459651211574580/

بدوره قال أسامة رشدي، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقا: إن وفد الانقلاب للأمم المتحدة سعى اليوم خلال جلسة مراجعة ملف حقوق الإنسان لتصدير صورة وردية عن وضع حقوق الإنسان في مصر.

وأضاف رشدي أن وفد الانقلاب حاول التعتيم على جرائم الإخفاء القسري بحق المعارضين، وزعم أن التحقيقات أثبتت هروب هؤلاء المختفين إلى دول خارجية، في محاولة لخداع المجتمع الدولي.

وأوضح رشدي أن الانتقادات الموجهة لحكومة الانقلاب في مجال حقوق الإنسان تصاعدت خلال السنوات الماضية؛ ففي مراجعة عام 2014 وجهت 10 دول انتقاداتها لملف حقوق الإنسان بمصر واليوم وجهت 50 دولة انتقادات حادة لحقوق الإنسان بمصر بما يشير إلى وعي المجتمع الدولي بحقيقة الانتهاكات في مصر.

وأشار رشدي إلى الدول وجهت انتقادات وملاحظات على ملف التعذيب والانتهاكات بحق المدافعين عن حقوق الإنسان، والانتهاكات داخل السجون والقتل خارج إطار القضاء والإخفاء القسري والتنكيل بالنشطاء السياسيين، وغيرها من قضايا الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وحقوق المرأة والطفل.

وحول أبرز التوصيات أوضح رشدي أن هناك توصيات من قبل تركيا بالتحقيق في ملابسات وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسي وتوصية قوية من قطر بوقف الانتهاكات وأحكام الإعدام إلى جانب توصيات عدد من الدول الغربية الأخرى.

 
https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/954415938265986/