توفي سلطان عُمان قابوس بن سعيد، مساء الجمعة، عن عمر ناهز 79 عاما، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العمانية الرسمية عن البلاط السلطاني، وعيّن مجلس العائلة هيثم بن طارق آل سعيد خلفا له.
وأعلن التلفزيون الرسمي العماني تنصيب هيثم بن طارق آل سعيد سلطانا للبلاد خلفا للسلطان قابوس. وقالت صحيفتا الوطن والرؤية، على حسابهما على تويتر، إن سلطان عمان الجديد أدى اليمين القانونية خلفا لابن عمه الراحل السلطان قابوس.
حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد يؤدي اليمين القانونية أمام مجلس عمان، صباح اليوم، سلطانا لعمان، وذلك بموجب النظام الأساسي للدولة، وذلك خلال الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس عمان في مقره بالبستان. pic.twitter.com/wQU1zc5uen
— جريدة الوطن العمانية (@alwatanoman) January 11, 2020
ونظـام الحكم في سلطنة عمان وفق المادة 5 “سـلطاني وراثي في الذكـور من ذريـة السيد تركـي بن سعيد بن سلطـان، ويشترط فيمن يختار لولاية الحكم من بـينهم أن يكون مسلما رشيدا عـاقلا وابنا شرعيا لأبوين عمانيين مسلمين”.
وبحسب النظام “يـؤدي السلطان قبـل ممارسـة صلاحياتـه، في جلسـة مشتركة لمجلسـي عمـان والدفاع اليمين”، و”تستمر الحكومة في تسيير أعمالها كالمعتاد حتى يتم اختيار السلطان ويقوم بممارسة صلاحياته”، وفق المادتين 7 و8. والنظام الأساسي للدولة صادر في مرسوم سلطاني في نوفمبر/ تشرين الثاني 1996، وأجريت عليه تعديلات في أكتوبر/ تشرين الأول 2011.
وكان الإعلام العماني نقل الثلاثاء عن ديوان البلاط السلطاني قوله إن “حال السلطان قابوس مستقر” منذ ملازمته المستشفى مؤخرا. وأشارت وكالة الأنباء العُمانية الرسمية إلى أن وفاة السلطان جاءت “بعد نهضة شامخة أرساها خلال 50 عاما منذ أن تقلّد زمام الحكم في 23 من يوليو عام 1970، وبعد مسيرة حكيمة مظفرة حافلة بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة، وأسفرت عن سياسة متزنة وقف لها العالم أجمع إجلالا واحتراما”.
السلطان الجديد في سطور
السلطان الجديد من مواليد 13 أكتوبر 1954 في مسقط بعمان، وهو من الأعضاء البارزين في عائلة آل سعيد العمانية الحاكمة. بعد تخرجه من جامعة أكسفورد سنة 1979 تابع دراسات عليا بكلية “بيمبروك”، وتدرج هيثم بن طارق في مناصب عديدة في الدولة العمانية.
وقبل تنصيبه السبت سلطانا لعمان، حمل هيثم بن طارق حقيبة وزارة التراث والثقافة مدة 18 عاما (2002-2020).
كان له مرور على قطاع الرياضة والشباب سنوات الثمانينيات، إذ كان أول رئيس للاتحاد العماني لكرة القدم بين عامي 1983 و1986، وهو السبب كذلك في تعيينه سنة 2010 رئيسا للجنة الوطنية المنظمة للألعاب الآسيوية.
انتقل بن طارق من قطاع الرياضة للمجال الديبلوماسي سنة 1986، حيث تولى منصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ثماني سنوات (1986-1994).
وفي سنة 1994، عينه السلطان قابوس أمينا عاما لوزارة الخارجية، قبل أن يعين سنة 2002 وزيرا للتراث والثقافة وهو المنصب الذي بقي فيه حتى تنصيبه سلطانا لعمان في 11 يناير 2020.
وإلى جانب حقيبة وزارة الثقافة، تولى هيثم بن طارق آل سعيد لجنة الرؤى المستقبلية التي ألقى السلطان الراحل على عاتقها مسؤولية التخطيط لمستقبل عمان حتى عام (2040).
يركز السلطان الجديد على عنصر الشباب لإعادة بعث سلطنة عمان، ففي تصريح صحفي سابق، قال هيثم بن طارق خلال لقاء جمعه بشباب في إطار مشروع رؤى عمان 2040 أنه سيتم إعادة النظر في العديد من التشريعات بعد اعتماد الرؤية وأن البرنامج الذي تقوم عليه رؤى مستقبل عمان هو خلاصة “ما يتطلع إليه الشباب العماني”.