قبل أسبوعين نشرت المواقع الإخبارية خبر إلقاء القبض على رئيس مصلحة الضرائب العامة عبد العظيم حسين، بعد تلقى رشوة من أحد المحاسبين. وهو ما دفع إلى التساؤل عن القبض على المسئول الكبير من منزله يوم الإجازة الرسمية.
في المقابل ورغم أن المصلحة تمثِّل إيراداتها أكثر من 75% من إيرادات الموازنة المصرية، تسود حالة من الاستياء بين موظفي مصلحة الضرائب بعد القبض على “حسين”، ثم مستشاره أسامة توكل، مما انعكس على أدائهم ومخاوفهم من ملاقاتهم نفس المصير لأي سبب!.

إحراج أمام الجمهور
كان مصدر بالمصلحة قد كشف، في تصريحات صحفية، عن أن القبض على رئيس المصلحة بتهمة تلقى رشوة هزَّ ثقة جميع موظفي المصلحة بلا استثناء، وأثّر على حجم أعمالهم خلال الأيام القليلة الماضية، بحكم تعاملهم المباشر مع الجمهور، وهو ما سينعكس على نشاطهم في عمليات التحصيل، وخاصة مع تناول وسائل التواصل الاجتماعي للواقعة بشيء من السخرية.
وفى 12 ديسمبر من العام المنقضي أصدر الدكتور محمد معيط، وزير المالية بدولة العسكر، قرارًا رقم 712 لسنة 2018 بندب عبد العظيم حسين عبد العظيم رئيسًا لمصلحة الضرائب المصرية، خلفا لـ”عماد سامي”، والذي انتهت فترة انتدابه للمنصب. وكان “عبد العظيم” يشغل منصب رئيس مركز كبار الممولين.
المسئول قال إن جميع موظفي المصلحة في حالة من الذهول والاستياء، وخاصة أن كل الذين تعاملوا مع رئيس المصلحة لم يُبدوا عليه أية ملاحظات سلبية، متسائلا: “أين كانت تحريات الرقابة الإدارية قبل التجديد له من وزير المالية الشهر الماضي؟”.

تشويه متعمَّد
وأشار المسئول إلى أن الإعلان عن الواقعة بهذه الطريقة بمثابة تشويه متعمد لسمعة المصلحة، موضحًا أنه كان يمكن أن تتم معالجة هذه الأمور بنوع من الكياسة، كالسماح له في حال ثبوت التهمة بتقديم استقالته، ثم تتم ملاحقته لاحقًا، حفاظًا على هذا الكيان الذي تشكل إيراداته 75% من جملة إيرادات الدولة.
زيارة خاطفة قام بها وزير مالية الانقلاب الدكتور محمد معيط لموظفي المصلحة، قال لهم خلالها: “أنتم توفرون 75% من إيرادات الدولة، والجنيه اللي مبتجيبهوش من حق الدولة بنستلفه بفوائد”.

ترقية نجل المنقلب
ويرى الباحث مصطفى طلبة أن دور هيئة الرقابة الإدارية الآن ليس القبض على المرتشين والفاسدين، بل دق جرس إنذار لجميع المسئولين بأن “هناك من يراقبكم”، وأنكم “تحت أيدينا”.
وأشار إلى أن حرص الرقابة الإدارية على مال “مصر” أمر كاذب، وأن الأمر ليس إلا تلميعًا لنجل عبد الفتاح السيسي وترقيته إلى منصب أرفع قد يكون رئيسًا قادمًا لهيئة الرقابة الإدارية.