“محمود عباس”.. شرطي إسرائيل الذي يواجه صفقة القرن بالأحضان!

- ‎فيتقارير

أعلن محمود عباس، رئيس سلطة التنسيق الأمني مع الصهاينة، عن أن السلطة أوقفت العلاقات الأمنية والسياسية مع إسرائيل، لكن لم يمض يومان حتى أعلن عباس عن أن التعاون الأمني متواصل، وسيتوقف في حال أصر ترامب على تطبيق صفقة القرن!، بعبارة أخرى يؤكد عباس أنه يواجه “صفقة القرن” بالضجيج الإعلامي ويساندها بالأفعال!.

يتذكر الشارع الفلسطيني والعربي 6 عبارات أثيرة لدى عباس، أولها “أنا أعمل لأجل مستقبل شباب إسرائيل”، والثانية “كل من يحمل صاروخا.. اقتلوه”، يقصد بذلك المقاومة، والثالثة “أنا أعيش تحت أحذية الإسرائيليين”، والرابعة “أنا ضد المقاومة علنا”، والخامسة “أنا أول من دعا للقاءات يهودية فلسطينية”، والأخيرة “طالما أنا موجود.. لن تكون هناك انتفاضة مسلحة”.

صفقة القرن

وبينما تعمل إسرائيل على الأرض لتكريس صفقة القرن، فإن كل المؤشرات تدل على أن “عباس” عازم على عدم إحداث أي تحول في توجهات سلطته بعد إعلان صفقة القرن، والتي تمثل وصفة لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية.

وعندما تحدَّث أمام اجتماع الجامعة العربية في القاهرة، أعلن عباس عن أن السلطة أوقفت العلاقات الأمنية والسياسية مع إسرائيل، لكن لم يمض يومان حتى أعلن عباس خلال اجتماع حكومته في رام الله، أن التعاون الأمني متواصل، وسيتوقف في حال أصر ترامب على تطبيق صفقة القرن!.

بكلمات أخرى، عباس أثبت أنه يواجه “صفقة القرن” بالضجيج الإعلامي ويساندها بالأفعال، فالتعاون الأمني يعني توفير بيئة تسمح للصهاينة وترامب بتطبيق الصفقة في أقل قدر من الخسائر، وبدون أثمان تذكر؛ فالكيان الصهيوني يمكنه ضم غور الأردن والمستوطنات، كما تنص “الصفقة”، في الوقت الذي تتعاون أجهزة عباس الأمنية مع إسرائيل في إحباط العمل المقاوم الذي يمكن أن يعرقل تطبيق الصفقة!.

من هنا، فإن عباس مصر على أن يجعل مواجهة صفقة القرن مهمة عسيرة أمام الشعب الفلسطيني، فالفلسطينيون باتوا مطالبين بالتصدي للإجراءات الصهيونية الرامية إلى تطبيق الصفقة، وفي الوقت ذاته العمل على تقليص الضرر الذي يمثله سلوكه الذي يوفر بيئة لتنفيذ الصفقة.

وقال موقع ميدل إيست آي البريطاني، إن وقف التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي، الذي هدد به عباس مجددا عقب إعلان ترامب ما وصفها عباس بـ”صفعة القرن”، يبدو مستحيلا بالنسبة للسلطة الفلسطينية.

فلم يكن من الممكن أن يبدو تصريح عباس أكثر وضوحا، ففي مواجهة الضم الإسرائيلي الوشيك و”صفقة القرن” المذلة التي أبرمتها الولايات المتحدة، تعلن السلطة الفلسطينية قطع علاقاتها الأمنية مع البلدين.

وكأنَّ شيئًا لم يكن

ومع ذلك، استمر التعاون الأمني الوثيق في اليوم التالي كالمعتاد، حيث تعمل مكاتب الاتصال وكأن شيئا لم يحدث، وتفتح صفقة القرن الباب أمام إسرائيل لضم غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، أي أكثر من ثلث الضفة الغربية، وتركت السلطة الفلسطينية تتدافع لمواجهة هذا التهديد.

ومع ذلك، وعلى الرغم من الكلمات القوية التي قالها عباس في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير بجامعة الدول العربية في القاهرة قبل يومين، فإن قطع العلاقات على الفور لم يكن أبدا جزءا من تفكير عباس، وفقا لمسئول رفيع المستوى في الحكومة الفلسطينية.

وقال المسئول الفلسطيني، إن الإعلان كان مجرد “تلميح” بأنه سيستخدم “بطاقة مهمة” للضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل، وأضاف أن “عباس يستخدم كل أوراقه لمواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي وانعكاساته وخصوصا التعاون الامني”.

وبالنسبة لإسرائيل، فإن إسناد جزء كبير من جمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذها الأمني في الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية، مفيد للغاية ويساعد في الحد من الهجمات على قواتها ومواطنيها.

وفي الوقت نفسه، تستخدم السلطة الفلسطينية المعلومات التي سلمتها إليها إسرائيل للحفاظ على هيمنتها وتقويض حركة المقاومة الإسلامية حماس، وقال المسئول الحكومي الفلسطيني، إن واشنطن أيضا تحصل على فوائد من هذا الترتيب، موضحا أن “السلطة الفلسطينية جزء من حرب الغرب على الإرهاب والرئيس عباس أراد أن يذكّر الأمريكيين والإسرائيليين بأن هذا الدور له ثمن سياسي، ودون هذا الثمن لا يمكن أن يستمر”!.