«3» أسباب وراء انتهاء السطوة الدعوية لمشايخ السلفية

- ‎فيأخبار

كتب يونس حمزاوي:

لم يعد لمشايخ السلفية سطوتهم التي كانت قبل انقلاب 30 يونيو 2013م، ولم يعد لقنواتهم الشهرة ذاتها ولا نسب المشاهدة التي كان بها تحتل صدارة الترتيب بين الفضائيات المصرية، والأكثر من ذلك أن الشباب لم يعد يثق بخطاب السلفية وبرموزها مثل الشيخ محمد حسان ومحمد حسنين يعقوب والشيخ مصطفى العدوي وغيرهم.

ولا يمكن أن ننسى سطوة قناة "الناس" خلال السنوات الأخيرة من عهد مبارك، حيث تخطت نسب المشاهدة لأكثر من 10 ملايين مشاهد، عندما كانت تبث برامح حسان ويعقوب والحويني والعدوي وغيرهم.

وحسب مراقبين فإن هناك 3 أسباب وراء تراجع السطوة الدعوية لمشايخ السلفية.

التوجهات العلمانية لانقلاب 30 يونيو
أول هذه الأسباب هو التوجهات العلمانية لانقلاب 30 يونيو، وهو ما تجلى بصورة كبيرة في الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب بخلفية إسلامية هو الرئيس محمد مرسي، كما أن التعديلات التي أجراها العسكر على دستور 2012، وخطابات السيسي المتعددة والموثقة تعكس عداء للحركات الإسلامية وتشويها للإسلام ذاته.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل إن العسكر للحقيقة صادروا كل مظاهر الحريات التي كفلتها ثورة 25 يناير، وقمعوا حرية الرأي والتعبير، ولم يعد حتى لغير السلفيين سطوتهم السابقة في ظل مناخ رديء لا يسمح إلا للمطبلين والمنافقين بشرط أن يكونوا علمانيين.

صمتهم على الانقلاب وجرائمه
وثاني بل أهم هذه الأسباب على الإطلاق هو تحول رموز السلفية إلى "شياطين خرس" بصمتهم على الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب، ثم صمتهم على جرائم ومجاز العسكر، بل إن بعضهم -مثل الشيح محمد حسان- تم توظيفهم لخدمة أجندة العسكر العلمانية وتشويه الرئيس المنتخب وحلفائه.

هؤلاء المشايخ هم بالأساس مكروهون من جانب العلمانيين عموما، والموالون للعسكر خصوصا، ولما صمتوا أو دعموا الانقلاب على الرئيس وسكوتهم كذلك على جرائم ومجازر العسكر فقدوا الدعم والتعاطف من جانب الإسلاميين أيضا، وبذلك انطفأ بريقهم وذهب ريحهم وباتوا موضع سخرية وتندر من جانب الموالين للعسكر أو التأسف والشفقة من جانب جمهور الإسلاميين العريض الرافض للانقلاب العسكري.

التشويه الإعلامي المتواصل
وعلى الرغم من أن هؤلاء المشايخ لم يقفوا موقف الرجال من انقلاب العسكر ومجازره، ولم يدينوا هذه المظالم وتحولوا إلى شياطين خرس، إلا أن الهجوم الإعلامي والتشهير بهم لم يتوقف في سياق مخططات دعم وتعزيز العلمانية في بلاد النيل.

وآخر هذه التقارير ما أكدته تقارير إعلامية موالية للعسكر أن "30 يونيو" أنهت ما أسمتها بالسطوة الدعوية لمشايخ السلفية وعلى رأسهم الشيوخ محمد حسان وأبوإسحاق الحويني وياسر برهامي ومحمد سعيد رسلان.

وأقر التقرير -الذي نشرته صحيفة «الوطن» في عدد اليوم الأحد 8 أكتوبر 2017 بعنوان «مشايخ السلفية.. سطوة دعوية أنهتها 30 يونيو»- أن مشايخ السلفية فرضوا سطوتهم على المشهد الدعوي خلال الربع قرن الأخير، وتشير إلى انتشارهم الجغرافي في كل محافظات الجمهورية، فمن الإسكندرية لسيناء وأسوان انتشرت قيادات السلفية واستطاعت تكوين خلايا ومريدين.

ففى الإسكندرية والبحيرة والقطاعات الغربية انتشرت السلفية بقيادة ياسر برهامى، وفى القاهرة الكبرى انتشرت بقيادة محمد حسان، وفى كفر الشيخ سيطر أبوإسحاق الحوينى، والمنوفية دانت للشيخ محمد سعيد رسلان، والدقهلية الشيخ محمود عبدالرازق الرضوانى صاحب قناة البصيرة، والشيخ مصطفى العدوى، عضو شورى علماء السلفية، والشيخ عبدالله شاكر، رئيس جمعية أهل السنة والجماعة بالقليوبية، فيما يفضل بعضهم الدروس عبر القنوات السلفية ومنهم محمد حسين يعقوب.

ويرى سامح عيد -الذي وصفته الصحيفة بخبير الإسلام السياسى- بأن هذا أمر جيد جدًا ويخدم مصلحة المجتمع المصرى والعربى والإسلامى، فانكشاف أفكار هؤلاء الدعاة وكثرة اعتمادهم على تراث لم يعد يصلح للزمان والمكان الحاليين جعلهم مادة تندر وسخرية على صفحات السوشيال ميديا، حسب تصريحاته.

ويزعم عيد أن إخراج الشباب لأفكارهم وللأفكار التراثية من بطون الكتب إلى الواقع جعل هناك حاجزًا نفسيًا بينهم وبين الناس، فالتيار السلفى غير قادر على مواجهة النقد الحقيقى والواضح من الناس، خاصة الشباب منهم.

ولا يعزو عيد ذلك إلى الانقلاب العسكري -الذي صادر كل الأنشطة السياسية والدعوية وقمع حرية الرأي والتعبير- إنما يرى أنه «كان للعولمة والنشاط الكبير للتيار العلمانى وحتى الملحدين واقتطاعهم مصائب وفضائح هؤلاء الشيوخ ونشرها دور فى إبعاد الناس عنهم».

ويدعي عيد «لو أن معركة طه حسين وعلى عبدالرازق مع السلفيين والأزهر فى وقتنا هذا لانتصرا فيها بكل ثقة ولكنها كانت فى وقت السيطرة فيه لهؤلاء الشيوخ لذلك ربحوها».