تحلُّ ذكرى نفيسة على المجاهدين والرافضين للصهيونية والشعب الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي، حيث ارتقى شيخ المجاهدين أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الذي رحل منذ 16 عامًا بعد رحلة حافلة بالعطاء والتضحيات.
واغتالت طائرات الاحتلال الشيخ ياسين، فجر يوم 22 مارس 2004، بعد خروجه من صلاة الفجر، في مسجد “المجمع الإسلامي” بحي الصبرة، في مدينة غزة القريب من منزله، واستشهد برفقة تسعة من المصلين.
شيخٌ قعيد أحيا أمّة
ولد الشيخ أحمد إسماعيل حسن ياسين “أبو محمد” في فلسطين بقرية الجورة بمدينة عسقلان، في يونيو عام 1936م.
تعرض الشيخ لحادث أليم وهو في السادسة عشرة من عمره أدت إلى شلله الجسدي، حيث كان يمارس رياضة الجمباز على شاطئ بحر غزة مع أقرانه في منتصف يوليو من عام 1952م، عندما سقط على رقبته التي كُسر منها فقرات من العمود الفقري ليبقى ياسين يصارع هذا الشلل حتى استشهاده.
الحكمة والصلابة
تميز الشيخ ياسين بالعديد من السمات التي كانت تلازمه طيلة حياته، رغم اختلاف الظروف التي كان يحياها داخل وخارج المعتقلات الصهيونية، أبرزها:
• الإرادة والعزيمة القوية التي تمثلت في إصراره على إكمال الدراسة ومقاومة المحتل والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والعيش من أجل الآخرين، رغم الأمراض الكثيرة التي حلت به وعلى رأسها الشلل الرباعي.
• الحكمة في إدارة التنظيم الإسلامي وتفويت الفرص على أعدائه من أجل القضية الفلسطينية التي تستلزم الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
• صلابة الموقف من أجل الفوز برضا الله سبحانه وتعالى، من خلال الدعوة إلى منهجه القويم، وعدم التنازل عن شبرٍ واحد من تراب فلسطين العزيزة، ومحاربة الفساد والمفسدين في الأرض مهما كانت النتائج والعواقب المترتبة على ذلك.
تأسيس حماس
• أسس حركة المقاومة الإسلامية حماس، في ديسمبر عام 1987م، بهدف مقاومة الاحتلال الصهيوني وتحرير المسجد الأقصى المبارك.
• اعتقل في 18/5/1989م من خلال اعتقالات واسعة لقيادات حركة حماس بسبب تنفيذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال الصهيوني.
من أبرز أعماله
• المشاركة في تأسيس الجمعية الإسلامية عام 1976م بغزة؛ بهدف نشر الثقافة الإسلامية في المجتمع الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة.
• المشاركة في تأسيس الجامعة الإسلامية عام 1978م بهدف تعزيز الانضباط الإسلامي بين طلبة الجامعة، وشارك بقوة في الحفاظ على هويتها الإسلامية بعد ما تعرضت لمحاولة لتغييرها من المنظمات الشيوعية والعلمانية.
• أسس لجان الإصلاح بقطاع غزة بعد خروجه من السجن عام 1997م بهدف فض النزاعات بين الناس، وتعزيز روح الحب والمودة بينهم من أجل الحفاظ على قوة الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
جهاده
بايع الشيخ ياسين جماعة الإخوان المسلمين عام 1954م، واستمر مع زملائه في العمل الدعوي والجهادي رغم المضايقات العنيفة، ورغم اعتقاله من السلطات المصرية عام 1965م بتهمة نشاطه الإسلامي البارز وحيازته كتبا إسلامية فكرية، حتى ما بعد منتصف الستينيات حيث شهدت المنطقة العربية هزيمة عام 1967م واحتلال قطاع غزة بالكامل، فكان لذلك ألمٌ كبير بين أوساط الشعب الفلسطيني، ما دفع الشيخ للعمل الإسلامي بمواجهة الاحتلال من خلال التعبئة والتنظيم لتكوين نواة صلبة تستطيع مواجهة العدو عسكريًّا وأمنيًّا.