18 إبريل ذكرى مذبحة قانا الأولى.. عندما ذبح الصهانية أكثر من 100 طفل وامرأة بلبنان 

- ‎فيتقارير

تعتبر مذبحة قرية ” قانا الأولى” ظهر يوم 18 إبريل سنة 1996م علامة فارقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي؛ حيث اركتب الكيان الصهيوني في هذا اليوم إحدى أكبر المذابح الموحشية التي لا تقل خسة ونذالة عن مذابح دير ياسين وبحر البقر وغيرها.

أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان تحت مسمى “عناقيد الغضب” سنة 1996م، كان مئات اللبنانيين يختبئون بمركز قيادة فيجي التابع للأمم المتحدة في قرية قانا بجنوب لبنان، لكن طائرات الاحتلال قصفت المكان  بكل من فيه من المسنين والنساء والأطفال وراح ضحية العدوان الوحشي مئات اللبنانيين من أطفال ونساء ومسنين بين جرحي وقتلى؛ ووثقت الحكومة اللبنانية وجهات مدنية مختلفة مقتل أكثر من 107 معظمهم من الأطفال والنساء.

ولم يكتف الكيان الصهيوني بهذه الوحشية المفرطة، بل ارتكب مذبحة أخرى فجر 30 يوليو 2006 خلفت نحو 57 قتيلا على الأقل أكثرهم من الأطفال كانوا قد لجؤوا لمبنى هربا من القصف الصهيوني في مذبحة سميت بــ”قانا الثانية” تمييزا لها عن مذبحة “قانا الأولى” في عدوان 96م.

 

تفاصيل المجزرة

في أبريلِ 1996، خرق الاحتلال الإسرائيلي اتفاق مايو 1993 مع لبنان، وبدأ عدونا جديدا تحت مسمى «عناقيد الغضب» بهدف ضرب المقاومة اللبنانية و محاولة القضاء عليها.في حين كان ينص الاتفاق على أن أي اعتداء على المدنيين لدى أي طرف، يسمح للطرف الآخر بالرد فورا وبالوسائل التي يراها مناسبة.

في الفترة ما بين 11 أبريل و27 أبريل 1996 شن الكيان الصهيوني عدوانا عسكريا على لبنان، تضمن غارات جوية على أهداف تضمنت قاذفات الكاتيوشا وتجهيزات لحزب الله ، ومواقع للجيش السوري، وحاصرت موانئ بيروت و صيدا وصور، وهاجمت محطة الطاقة الكهربائيةَ في منطقة الجمهور.و كان تركيز القصف على الجنوب معقل المقاومة مما دفع أهل القرى إلى النزوح شمالاً وأخلي ما يزيد على 100 قرية ،و بعض من بقي من أهلها التجأ أيام القصف المكثف إلى مراكز هيئة الأمم المتحدة العاملة في الجوار طلباً للمأوى والحماية. ومع استمرار القصف الإسرائيلي لقرى الجنوب والبقاع الغربي وضواحي بيروت؛ رد حزب الله بقصف مواقع إسرائيلية فيما أعلن الأمين العام لحزب الله أن المقاومة سترد بقوة على الاعتداء. و ردت المقاومة اللبنانية بالمثل وطاولت صواريخها المستوطنات الشمالية، ثم بدأت (إسرائيل) بقصف المدنيين العزل واستهدافهم، وكذلك البنى التحتية، وارتكبت المجازر بحق اللبنانيين عامة والجنوبيين خاصة.حيث نفذت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 1100 غارة جوية على لبنان وأطلقت أكثر من 25 ألف قذيفة.

وفي يوم الـ 18 من الشهر نفسه ونتيجة لكثافة ودموية القصف، لجأ مئات اللبنانيين معظمهم نساء وأطفال هربا من جحيم القصف إلى مركز تابع لقوات الأمم المتحدة بقرية قانا ظنا منهم أنها ستحميهم، وأن الاحتلال سيمتنع عن ملاحقتهم وقتلهم في مركز أممي محمي بموجب القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، ولكن إسرائيل -وكعادتها- لا تمنعها قدسية المكان ولا حرمة الزمان -دينيا أو قانونيا- من ارتكاب جرائمها ومجازرها بالطريقة التي تحلو لها.

وبعد الثانية ظهرا بقليل يوم 18 أبريل صوب الاحتلال مدافعه نحو الكتيبة الفيجية التابعة للأمم المتحدة -حيث يحتمي مئات المدنيين- فقتلت منهم 106، وأصابت نحو 150 شخصا بجروح وعاهات وإصابات بدنية ونفسية متفاوتة الخطورة.

استخدم الصهانية خلال ذلك العدوان الذي استمر أسبوعين جميع قطاعات الجيش البرية والبحرية والجوية، وكان إجمالي ضحايا هذا العدوان ـوفق تقارير إعلاميةـ نحو 175 شهيدا وثلاثمئة جريح، ونزوح عشرات الآلاف، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في المنشآت.

ردود دولية ضعيفة وفيتو أمريكي

ورغم هول الجريمة وفظاعة المجزرة كانت ردود الفعل ضعيفة ومحدودة، واكتفت غالبا بالمطالبة بالهدوء ووقف إطلاق النار، حيث دعا الرئيس الأميركي وقتها بيل كلينتون جميع الأطراف لوقف إطلاق النار، ووجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك نداء إلى إسرائيل بضرورة الاستجابة لمطالب وقف إطلاق النار، وانتقدت روسيا إسرائيل وأعربت عن قلقها لتدهور الوضع في لبنان.

وعلى المستوى العربي، لم يتجاوز الموقف الرسمي حدود الإدانة وبعث رسائل تؤكد خطورة الموقف وضرورة وقف العمليات العسكرية في لبنان.

وطالب رئيس وزراء لبنان حينها الراحل رفيق الحريري بوقف النار وتطبيق “اتفاق التفاهم” المعروف باتفاق الكاتيوشا عام 1993 بين حزب الله وإسرائيل القاضي بعدم ضرب المدنيين في الجانبين، والبدء في تنفيذ قرار مجلس الأمن الداعي لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.

أما الاحتلال الذي شن  العدوان وقتل مئات المدنيين، فقد حمل حزب الله مسؤولية سقوط ضحايا من المدنيين، وقالت حكومته إن قصف قانا جاء ردا على صواريخ كاتيوشا أطلقها الحزب من موقع قريب من المعسكر.

وقد اجتمع مجلس الأمن في 18 إبريل 1996م للتصويت على قرار يدين إسرائيل، ولكن الولايات المتحدة الأميركية كعادتها أجهضت القرار باستخدام حق النقض (الفيتو).