هاجم مندوب ليبيا في الأمم المتحدة، طاهر السني، قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وذلك عقب تصريحات الأخير الذي تحدث فيها عن شرعية دخول قوات مصرية إلى الداخل الليبي، متذرعًا بأن القاهرة ستحمي أمنها القومي حال إقدامها على ذلك.
وقال السني، في سلسلة تغريدات: إن تهديد الأمن القومي المصري ليس من ليبيا وبرسم خطوط وهمية داخلها، أو التهديد بإرسال شباب القبائل الليبية على ظهر الدبابات المصرية.
وأضاف السني، في حديثه للسيسي: عليكم رسم خطوطكم في سيناء وتوجيه جيشكم الجرار ومدافعكم نحوها، وتحريرها من الإرهاب والمتطرفين الذين قتلنا العديد منهم في سرت عند تحريرها، في تهديد مستمر لأمننا القومي”.
وقال: أين صوتكم عندما قُتل الأبرياء في طرابلس لأكثر من عام؟ يبدو أن خطكم الأحمر كان بعيدا جدا حينها، وانكمش عندما انهزم مشروع الثورة المضادة وانكسر حلم مجرم الحرب إلى الأبد”، في إشارة إلى تراجع خليفة حفتر وفشله في اقتحام العاصمة طرابلس.
بمثابة إعلان حرب
وأشار إلى أن حكومة الوفاق نصحت السلطات المصرية، منذ سنوات، بألا يراهنوا على “مجرم الحرب” خليفة حفتر، وأن ليبيا ليست إقليما على حدودها، بل هي دولة موحدة ومناطقها مكملة لبعضها، وعندما “تعادي منطقة تخسر البلاد كلها، وليبيا لا تحكمها مجموعات قبلية كما يتم تسويقه”.
تصريحات طاهر السني جاءت عقب ساعات قليلة من بيان قالت فيه الحكومة الليبية، المعترف بها دوليا، إن تصريحات السيسي بشأن الأوضاع في بلادها تعد بمثابة إعلان حرب.
تصريحات مرفوضة
ورفضت الحكومة الليبية، المعترف بها من جانب من الأمم المتحدة، تحذير السيسي بأنه قد يتدخل عسكريا في ليبيا.
وقالت الحكومة، في بيان لها منذ قليل، “إن هذا عمل عدائي وتدخل مباشر، ويرقى إلى إعلان الحرب”.
وتأتي حرب التصريحات قبيل اجتماع افتراضي لوزراء خارجية جامعة الدول العربية بشأن ليبيا، رفضت حكومة الوفاق المشاركة فيه.
وقالت حكومة الوفاق، إنه بالنسبة للدولة الليبية فإن “التدخل في شئونها الداخلية والاعتداء على سيادتها سواء بإعلانات، مثل تصريحات الرئيس المصري، أو بدعم الانقلابيين والميليشيات والمرتزقة أمر غير مقبول”. وطالبت حكومة الوفاق المجتمع الدولي “بتحمل مسئولياته، فيما يتعلق بهذا التصعيد”.
وقالت إنها منفتحة على “كل وساطة محايدة، تحت رعاية الأمم المتحدة”، لكنها رفضت أي “مبادرات أحادية أو خارج نطاق القانون”.
وأوضحت الحكومة، في بيان لها، أن “التدخل في الشئون الداخلية والتعدي على سيادة الدولة، سواء كان من خلال التصريحات الإعلامية لبعض الدول كما حدث من قبل مع السيسي، أو دعم الانقلابيين والميليشيات والمرتزقة، هو أمر مرفوض ومستهجن”.
وشددت الحكومة على أنها تذكر الجميع بأنها الممثل الشرعي الوحيد للدولة الليبية، ولها وحدها حق تحديد شكل ونوع اتفاقياتها وتحالفاتها.
“الرز” خط أحمر
كما فضح رئيس المركز القومي الاستراتيجي والمفكر السوداني، د. تاج السر عثمان، قائد الانقلاب العسكرى عبد الفتاح السيسي بشأن تدخله فى الشأن الليبيى بأن “الرز خط أحمر”.
وكتب “تاج السر” تغريدة على “تويتر” فقال: “السيسي أجبن وقد يكون أذكى من أن يتورط في #ليبيا، ولكنه وجدها فرصة لحلب ما يمكن حلبه من حلفائه.. #الرز_خط_احمر”.
توريط الجيش في ليبيا
كان قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي قد تحدث قبل يومين قائلا: إن الجيش المصري قادر على الدفاع عن مصر داخل وخارج حدودها، محذرا من أنه لن يسمح بأي تهديد لأمن وحدود مصر الغربية.
جاء ذلك خلال تفقد قائد الانقلاب عناصر المنطقة الغربية العسكرية، وذلك بحضور وزير الدفاع فى دولة الانقلاب، ورئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة. وقال السيسي للقوات المصرية في المنطقة الغربية: “كونوا مستعدين لأي مهام”.
وبعد هزائم حفتر المتتالية، قال السيسي: “ننتظر من الشعب الليبي التحرك لإيصال رسالته، وأي دخول إلى ليبيا يجب أن يتم تحت راية القبائل العربية هناك”.
واتهم قائد الانقلاب السيسي تركيا ضمنا بمحاولة إحياء سيطرتها على العرب. وأكمل: “مدينتا سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة إلى مصر”. كما حذر تركيا دون تسميتها من تهديد الأمن القومي المصري والعربي.
وأضاف: أمن مصر القومي يرتبط باستقرار أمن دول الجوار، وأي تدخل مباشر لمصر بات يحظى بشرعية دولية”. وقال قائد الانقلاب: “أي تدخل مباشر مصري بات شرعيا”.