برصيد وافر من العنجهية السياسية تعهد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية "جو بايدن"، تعهّد بـ"إسقاط" الرئيس التركي الطيب أردوغان، ويبدو أن المرشح الديمقراطي يظن أن تركيا اليوم إحدى المزارع الأمريكية مثلها مثل دويلات الخليج العربي، وهو لا يدرك أن تركيا اليوم ليست تركيا ما قبل انقلاب 2016 الفاشل.
وظهر المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن في مقطع فيديو، اجتاح المواقع الاجتماعية في تركيا، وهو يتحدث بطريقة سلبية عن الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث وصفه بـ"المستبد"، وقال إنه سيدعم ويشجع المعارضة التركية في حال أصبح رئيسا.
جعجعات "بايدن" تأتي بعد اعلان الاتفاق المصري اليوناني في المتوسط المرفوض تركياً، وبعد الاتفاق الامني العسكري المشترك اليوناني الفرنسي، ياتي إعلان التطبيع الإماراتي الصهيوني ليكون تمهيدا لتطبيع سعودي صهيوني وشيك؛ ولتحالف صهيوخليجي مشترك مع مصر واليونان وفرنسا؛ لإجهاض دور تركيا المتنامي.
ما قاله "بايدن" يؤكد أنه في السياسة الخارجية لأمريكا الكل متشابهون ومتحدون في الهدف، ولكن يختلفون في السياسة الداخلية فقط وهي التي تهم الناخب الأمريكي، لذلك يجب ألا نعول على أي طرف منهم فالكل أعداء.
لغة التهديد
وفي أزمة القس الأمريكي أو الجاسوس "آندرو برانسون"، رفض الرئيس التركي أردوغان "لغة التهديد" التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية، بينما وصف العقلية المتبعة بـ"الإنجيلية الصهيونية".
وقال أردوغان إن تركيا "لا تعاني من مشاكل مع الأقليات الدينية"، إلا أنها ستواصل المضي قدماً في السبيل الذي تؤمن به، "دون أدنى تنازل عن حريتها واستقلالها واستقلالية قضائها".
وكان ترامب هدد بفرض "عقوبات كبرى" على تركيا إذا لم تطلق سراح عن القس الأمريكي آندرو برانسون، الذي قررت السلطات التركية وضعه تحت الإقامة الجبرية بعد سجنه لمدة 21 شهرا بتهمة دعم جماعة فتح الله غولن، التي تتهمها أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في 15 يوليو عام 2016.
أموال الخليج
ويحتاج المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية "جو بايدن" إلى المال لدعم حملته الانتخابية، وجعل من موضوع تركيا صنارة لبعض إدارات الدول الخليجية الغنية، خصوصاً السعودية والإمارات والتي ذاق الأمريكان طعم ألبانهما، وأطلقوا على الأولى "البقرة الحلوب".
وقدم "بايدن" خدمة على ما يبدو للرئيس التركي أردوغان داخل تركيا، بتصريحاته التي جاء فيه أنه سيسعى إلى الإطاحة به عبر دعم المعارضة التركية، هناك انتقاد شعبي واسع لتصريحات بايدن في الداخل التركي؛ لذا سارع رؤساء بعض أحزاب المعارضة للتأكيد على رفضهم لها.
من جهته قال "محرم إنجه"، النائب عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، إن: "تغيير الحكومة في تركيا ليس من عملكم وهو أمر يتعلق بالأمة التركية".
يقول الكاتب الصحفي أحمد عبد الجواد :" بمنتهى البحاحة والصلف أعلن جو بايدن المرشح الرئاسي الأمريكي عزمه دعم المعارضة التركية وإسقاط الرئيس أردوغان إذا أصبح رئيسا، وأضاف "هناك حاجة لوجود نهج مختلف تماما عن حكم أردوغان"، فجاءه الرد صاعقا من المرشح الرئاسي التركي السابق محرم اينجه قائلا له ليس من شأنك تغيير الحكومة التركية".
أصوات اليهود
ويعتبر الامريكان شخصية أردوغان مجددة وباعثة للأمة الأمريكية، وموقظا لها من سباتها الطويل؛ لذلك يتفاخرون بحربهم عليه، ويُعتبر إفشال أردوغان على قائمة البرامج التي يطرحها المرشح للرئاسة الأمريكية لكسب أصوات انتخابية.. وتصريح بايدن يأتي في ذلك السياق.
يقول نبيل مصطفى، المدير السابق لجريدة المصري اليوم: "واضح أن تأثير الاتفاقية الإماراتية الإسرائيلية الأمريكية وزيادة شعبية ترامب جعل هذا الخنزير يلجأ لتلك الحيلة لكسب أصوات العرب واليهود".
يقول الناشط صاحب حساب "عابر سبيل" في تغريدة: "كنت أتمنى فوز جو بايدن لكي يحاسب بن سلمان أما الآن يظهر لي أن بايدن أكثر من ترامب في غطرسته وتسلطه على الإسلام لهذا أتمنى أن يفوز ترامب لأنه على الأقل يكيل بمكيلين تارة يقول إن أردوغان رجل ذكي وصديق عزيز.. وتارة أخرى يستجيب لحكام الفسق والعار العربان ويقول سوف نفرض عقوبات على تركيا".
ويقول الناشط محمود خالد: " كلام انتخابات.. إذا فاز وصار رئيس مش رح يعمل شي، هو مدرك قوة تركيا و تسارع نموها، تركيا مش العراق ولا افغانستان، الاتحاد الاوروبي و روسيا بيعملو ألف حساب لتركيا، بعدين هو بايدن بس يخلص من كورونا و تبعاتو الاقتصادية بالأول ليعرف يعمل شي تاني".
من جهته قال الرئيس أردوغان إن تركيا باتت بمثابة أمل بالنسبة إلى جميع المظلومين حول العالم، وليس فقط لمواطنيها، وأضاف في كلمة ألقاها خلال مأدبة لأعضاء فرع حزب العدالة والتنمية بولاية ريزا شمالي البلاد: "تركيا هي أمل فلسطين المظلومة التي اغتصبت أراضيها منذ 70 سنة، وكذلك أمل أطفال اليمن الذين يحملون في أجسامهم الصغيرة عبء حرب قذرة، وأيضًا أيتام سوريا ومشردي أراكان، وأبطال ليبيا الذين يقاومون ببسالة ضد الانقلابيين".
وأكد أن المجتمعات التي نهب الإمبرياليون ثرواتها، وتركوها وحيدة وسط الفقر والحرمان، بدأت اليوم تستعيد ثقتها بنفسها من جديد بفضل الموقف الحازم الذي تبديه تركيا. وقال إن مقولة "العالم أكبر من 5" (في إشارة للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي)"، أصبحت واحدة من رموز المطالبة بالعدل على مستوى العالم.
وشدّد على أن تركيا دخلت مرحلة تتطلب المزيد من العمل والتصرف بحذر أكثر من أي وقت مضى، نظرًا لاستهدافها من قبل الجهات الممتعضة من نموها على صعيد السياسة الخارجية والاقتصاد. وأشار أردوغان إلى أن من بين أحدث الأمثلة على هذا الامتعاض، المحاولات الرامية للنيل من الاقتصاد التركي عبر أسعار الصرف والفوائد والتضخم، فضلًا عن التوتر الذي تم تصعيده من قبل اليونان وقبرص الرومية بشأن شرق البحر الأبيض المتوسط، نتيجة تحريض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.