لن نعول إلا على شعب الجبارين.. تحركات فلسطينية لمواجهة التطبيع الإماراتي الصهيوني

- ‎فيعربي ودولي

تعقد القيادة الفلسطينية اجتماعا الأربعاء المقبل لمناقشة سبل الرد على اتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال الصهيوني.

وقال منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي لمفوضية التعبئة والتنظيم بحركة "فتح إن قيادة السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" وجهت دعوة لكل فصائل العمل الوطني لحضور اجتماع الأربعاء المقبل في رام الله، مضيفا أن الاجتماع سيناقش محورين رئيسيين: اتفاق تطبيع الإمارات مع الاحتلال الصهيوني، والشأن الداخلي الفلسطيني.

من جانبه قال عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" في تصريحات تليفزيونية إن "الاجتماع سيبحث الخطوات المزمع اتخاذها فلسطينيا بعد الإعلان الثلاثي"، في إشارة لبيان الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل، حول اتفاق التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب.

وأضاف زكي أن الاجتماع يشمل أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة "فتح"، والأمناء العامين للفصائل بما فيها "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وممثلي وقادة أجهزة الأمن، وطاقم الرئاسة، مشددا على أنه آن الأوان لأن لا تراهن القيادة الفلسطينية على عرب محكومين بأدوات صهيونية، وأن تعمل اعتمادا على شعب الجبارين (الشعب الفلسطيني)".

تواصل الغضب الفلسطيني

وفي السياق ذاته، تواصلت التصريحات الغاضبة من القيادات الفلسطينية تجاه تطبيع الإمارات وقال محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ، إنه ليس من حق الإمارات التحدث باسم الشعب الفلسطيني.

وأضاف عباس خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه في حال أقدمت أي دولة عربية أخرى على خطوة مماثلة فسنتخذ الموقف نفسه الذي اتخذناه تجاه الإمارات. وشدد عباس أن السلطة : "لن تقبل بأن يتم استخدام القضية الفلسطينية كذريعة للتطبيع أو أي سبب آخر".

وعلق ماكرون عبر "تويتر" قائلا إنه اتفق مع عباس على ضرورة استئناف المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي بهدف "التوصل إلى حل عادل"، ووجه ماكرون دعوة لعباس لزيارة باريس، لاستكمال التشاور حول مجمل الأوضاع المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

من جانبه هاجم رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية الاثنين، اتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي، معتبرا أن التطبيع خروج فاضح عن الإجماع العربي، مؤكدا أن التطبيع والصلاة في‎ الأقصى تحت سيادة الاحتلال مرفوضان.

وأضاف اشتية في بداية اجتماع الحكومة الأسبوعي في رام الله "أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل بقميص عثمان الفلسطيني مرفوض أيضا وإن موضوع الضم وتجميده جاء بسبب صلابة الموقف الفلسطيني وليس لسبب آخر".

علاقة غير شرعية

بدوره اعتبر الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، أن اتفاق التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والإمارات هو "ارتماء تحت الأقدام الإسرائيلية".

 وقال الخطيب في تصريح لـ"عربي21"، إن "اتفاق العلاقات الدبلوماسية بين "إسرائيل" والإمارات، كمثل علاقة غير شرعية بين رجل وامرأة في السر استمرت لسنوات طويلة، مورست فيها كل أنواع الموبقات والحرام، وبعد كل هذه السنوات قررا إشهار هذه العلاقة عبر زواج، واختارا أن يكون الشاهد شخص سيئ، هو دونالد ترامب ".

 وأوضح أن "توقيت الإعلان عن الاتفاق، اختاره ترامب ونتنياهو (رئيس وزراء الاحتلال) وليس الإمارات"، منوها إلى أن "العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب، موجودة من أكثر 20 عاما".

دعم كبير للاقتصاد الصهيوني

في المقابل تسارعت الخطوات لتفعيل اتفاق التطبيع الإماراتي الصهيوني على أرض الواقع وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن الرحلات الجوية الصهيونية إلى الإمارات ستمر بالأجواء السعودية.

وأضاف نتنياهو في تغريدة نشرها عبر حسابه بتويتر: "نعمل حاليا على السماح بتسيير رحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى دبي وأبوظبي عبر الأجواء السعودية".

وأوضح نتنياهو في تصريح لاحق، أن "الرحلة بين تل أبيب وأبو ظبي ستكون قصيرة للغاية كونها لا تستغرق سوى نحو ثلاث ساعات، لكنها ستغيّر وجه الطيران الإسرائيلي والاقتصاد الإسرائيلي من خلال إضافة حجم هائل من النشاط السياحي في كلا الاتجاهين، وحجم هائل من الاستثمارات التي لم نشهد مثلها".

وأشار إلى أن "دبي تملك أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم، والآن ستخضع هذه البضائع لاتفاقيات السلام الإسرائيلية وبأسعار أقل لإسرائيل"، موضحا أن "هذا الاتفاق بمثابة دعم كبير للاقتصاد الإسرائيلي وقدرات وإمكانيات المواطنين في إسرائيل، وهي القدرات والإمكانيات التي لم تتواجد في البلاد حتى الآن".

والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات والاحتلال الإسرائيلي إلى اتفاق لتطبيع العلاقات.

ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي، تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.

وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع حيث اعتبرته القيادة الفلسطينية وفصائل بارزة مثل "حماس" و"فتح"، "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".