الحرائق تشعل بر مصر.. وإهمال حكومة الانقلاب سيد الموقف

- ‎فيتقارير

٢٠٢٠ هى سنة الحرائق فى مصر فلا يمر يوم دون اشتعال حرائق فى محافظات الجمهورية، البعض يرى أن الحرائق دائمًا ترتبط بفصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تساعد بشكل مباشر أو غير مباشر في تزايد وتيرة الحرائق.. لكن الإهمال وغياب الرقابة من حكومة الانقلاب وعدم إجراء صيانة للمبانى وعدم الالتزام بتركيب منظومة الحماية المدنية فى الميانى الحكومية يعد السبب الرئيسي فى اشتعال الحرائق فى كل مكان.

كما تمثل العشوائيات مسرحا مفتوحا للحرائق حيث البيوت متلاصقة والشوارع ضيقة ما يحول دون وصول عربات الإطفاء وهكذا يدفع الغلابة الثمن.

كانت مصر قد شهدت موجة حرائق كان أبرزها  حريق نشب اليوم الخميس داخل شقة بمنطقة دار السلام تسبب فى مصرع 5 أفراد من أسرة واحدة بجانب حريق مدينة نصر ومخزن قطع غيار في منطقة التوفيقية، ولم تكن الحرائق على مستوى الوحدات السكنية والتجارية فقط بل امتدت للمركبات حيث أصيب شخصان في حادث احتراق ٧ سيارات ملاكى إثر حادث مرورى مروع على الطريق الدائرى في الاتجاه القادم من التجمع إلى المنيب. فيما شهدت المحافظات عددا من الحرائق أبرزها اشتعال خط المازوت في طريق الإسماعيلية الصحراوي ما أسفر عن تفحم أكثر من ٣٠ سيارة وإصابة العشرات.

ما أسباب اندلاع الحرائق؟ وهل نستطيع تجنبها؟

الخبراء يجيبون فى السطور التالية:

  إخفاء جريمة

من جانبه قال اللواء مجدى بسيونى خبير أمني، إن الحرائق باتت ظاهرة منتشرة خاصة في القطاع التجاري بين المحال التجارية والأسواق مشيرا الى انه في الآونة الأخيرة انتشرت الحرائق الجنائية التي يكون وراء اشتعالها دافع ومدبر للجريمة وهذه الحرائق تنقسم لشقين الأول: أن يتم إشعال النيران كأحد أنواع الانتقام والشق الثاني ان يكون الدافع من الحريق إخفاء جريمة أخرى، وان سبب الحريق سواء كان قدريا أو بفعل فاعل تكشفه المعاينة الجنائية.

واضاف بسيونى فى تصريحات صحفية : بمعاينة الحريق يتم العمل من خلال ثلاثة محاور أولها، وقت اشتعال النيران، والثاني تعمل من خلاله نتيجة الأدلة الجنائية للاستدلال هل الحريق بفعل فاعل أم بسبب الصيف وارتفاع دراجة الحرارة، أما الشق الثالث من خلال التنسيق بين المباحث والتحريات السرية والمعلومات التي تكشف ان أكثر الحرائق تمثل الانتقام السريع أو أن يكون المرض النفسي المحرك مثالا على ذلك ما شهدته محافظة أسيوط حينما قام أحد الأشخاص بإشعال النيران في أمه وأسرته ومنزله.

كود الحرائق

وأكد خليل عبد الكريم خبير دولي في مجال مكافحة الحريق أن استمرار إهمال حكومة الانقلاب تطبيق الكود المصري للحرائق سيؤدي إلى استمرار اشتعال الحرائق حتى إذا قامت الدنيا كلها على إطفاء حريق وإنقاذ من فيه. وقال فى تصريحات صحفية ان هناك كود عالمي للحريق يتشكل من مجموعة من القوانين والضوابط "national fire propection assioction" ويأخذ كود الحريق المصري "atf" كل شيء منه ولكن لا يعرف طريقًا للتطبيق في مصر.

وكشف أن تساقط ضحايا من رجال الإطفاء في الحرائق يرجع إلى احتياجهم إلى مزيدٍ من التدريب والإمكانات لاستشعار أماكن الخطورة وتجنبها، مؤكدًا أن عدم وجود أجهزة حديثة في خدمتهم هي التي تؤدي بهم إلى هذه النهايات. وأوضح عبد الكريم أن استمرار إهمال الكفاءات الموجودة في مصر لمقاومة الحرائق يرجع إلى حالة الإهمال في تطبيق الأسس التأمينية والأمنية الصحيحة وعدم تطبيق الكود المصري للحريق تحديدًا بالكام .

وطالب بتشكيل جهة مستقلة تفتيشية لها سلطة للتفتيش على الجهات الحكومية وغير الحكومية وإصدار التوصيات بصدد هذه الحرائق على أن تتكون من خبراء استشاريين ورجال الدفاع المدني.

الإهمال

ويرى إبراهيم أحمد عشرة استشاري هندسي أن الإهمال يلعب دورًا في مثل هذه الحرائق قائلاً: لو استبعدنا أي شبهة جنائية للحادث فإن الإهمال هو سبب استمرار هذه الأزمات، خاصةً إهمال الصيانة ودوائر الكهرباء والأنظمة التأمينية.

واستنكر عشرة فى تصريحات صحفية عدم تحديث وسائل مقاومة الحريق رغم أنها غير مكلفة وموجودة في أصغر مول تجاري وفي جميع المباني التجارية. ووصف الإعلان عن أن بعض الحرائق ناتجة عن ماس كهربائي بأنه عذر أقبح من ذنب، مؤكدًا أن هذا دليل إدانة ويكشف عدم صيانة شبكات الكهرباء، ويكشف كذلك غياب أساسات الأمن الصناعي.

وأرجع عشرة عدم تحديث نظم الحريق في الجهات الحكومية إلى البيروقراطية والروتينية، مشيرًا إلى أن كل جهة لديها إدارة هندسية ضخمة وهناك استشاريون لتطوير هذه الأنظمة ويعقدون مناقصات ويأخذون أقل الأسعار وأقل الخدمات.  وحذَّر من امتداد الحرائق إلى أماكن مهمة يوجد فيها عددٌ كبيرٌ من الناس مثل دواوين الوزارات ومحطات المترو والسكك الحديدية. وأكد عشرة أنه لا حل نهائي لمثل هذه الأزمات إلا بوجود توجيهات عليا لتفعيل دراسات الوقاية من الحريق.

إخفاق حكومي

وقال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن تعدد الحرائق بهذا الشكل اللافت رآه البعض ظاهرة طبيعة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف، والبعض الآخر رأى أن أسبابه تخريبية أو إرهابية، وفي النهاية يبقى فقد الثقة بين حكومة الانقلاب والشعب بيئة حاضنة للشائعات.

وأكد نافعة فى تصريحات صحفية أن هذه الحرائق تعد مؤشرا على إخفاق حكومي واضح، وأضاف: هناك استقطاب سياسي قائم يسمح بانتشار ادعاءات كثيرة، وفي النهاية تتحمل حكومة الانقلاب نتائج إخفاقاتها، وعليها أن تعجل بحل تلك الأزمة سريعا.

استخفاف

ووجه الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، انتقادات لحكومة الانقلاب بسبب موجة الحرائق، قائلا: التهوين من الحرائق المتتالية استخفاف بتداعياتها على مستويات الثقة العامة وهيبة الدولة .

وقال السناوي  فى تصريحات صحفية عندما تخفق إجراءات السلامة والأمان والرقابة في خفض فاتورة أية حرائق، فإننا أمام دولة تفتقد الحد الأدنى من الجدية والكفاءة والقدرة على مواجهة الأزمات، وعندما يقال إن الحرائق لا تتجاوز المعدل الصيفي الطبيعي، فهو تبرير للإخفاق، وتحلل من أية مسؤولية، وانتظار لكوارث أخرى .

واعتبر أن موجة الحرائق، وعجز حكومة الانقلاب عن وقفها، أسفر عن 3 أنواع من الخسائر؛ اجتماعية واقتصادية وسياسية.