الأزمات تلاحق حفتر.. تهميش داعميه له وانسحاب “القذاذفة” من قواته

- ‎فيعربي ودولي

حذرت الحكومة الليبية قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر من استمرار الاعتداءات والجرائم في مدينتي سرت وتراغنK وأبدت الحكومة المعترف بها دوليا قلقها حيال الjقارير الواردة من سرت والتي توثق اعتداءات على سكان المدينة وتصفية للمعارضين، مشددة على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تفرط في واجباتها تجاه حماية الشعب الليبي والسعي للانتقال به سلميا إلى الاستقرار.

وكان المبعوث الليبي إلى دول المغرب العربي جمعة القماطي قال إن مدينة سرت تشهد حالة من الغليان والغضب من قبل المواطنين ضد المرتزقة الروس والقوات التابعة لحفتر والتي ردت من جانبها بالاعتقال والملاحقة للنشاط.

وعلى طريقته يمضي اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر نحو عسكرة الحل، رافضا اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة الليبية ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح يكتب نهاية الأسبوع الأول من الاتفاق على تصعيد عسكري جديد.

الناطق باسم غرفة عمليات تامين وحماية سرت الجفرة أعلن أن عناصر حفتر استهدفت مواقع قريبة من قواته بأكثر من 12 صاروخا مع الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، ورغم أن الهجمات الأخيرة لم توقع أضرارا في صفوف القوات الحكومية بحسب بياناها إلا أنها أكدت على حقها في الرد على هذه الخروقات وفق ما تقره العمليات الميدانية .

تصعيد جديد

التصعيد الجديد جاء في ظل أزمات عدة يواجهها حفتر في سرت المدينة التي باتت تمثل عقدة النزاع بين غريمي الشرق والغرب الليبي بعد قيام قوات حفتر بقطع الاتصالات عنها وتعزيز دوريات مسلحة بطول الشوارع الرئيسية فيها لتشهد المدينة حالة من الغضب دعت على إثرها قبيلة القذاذفة إلى إبعاد قوات الجنرال وتسليم المتورطين منهم في عمليات الاقتحام والملاحقة التي طالت عشرات المعارضين للوجود العسكري بالمدينة.

التحركات الأخيرة لحفتر تأتي بحسب مراقبين كمحاولة لإثبات وجوده على الساحة الليبية بعد اختفاءه عن مشهد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار واتجاه الدول الداعمة له إلى إخراجه من حسابات الأطراف الفاعلة في الأزمة إلا أن ذلك ليس بالأمر الهين بالنظر إلى ورقة النفط فقراره الأخير بشأن فتح الآبار النفطية ثم التراجع عنه مثل رسالة لهذه الأطراف بأنه لا يزال رقما في معادلة التسوية.

محاولة لن تطول في رأي كثيرا من التقارير التي ترى في الضغط الأمريكي لاستئناف ضخ النفط عاملا قويا لإزاحة الجنرال الليبي لاسيما مع تأييد الأطراف المحلية في الشرق والغرب لقرار وقف إطلاق النار.     

صلاح الباكوش المستشار السياسي السابق لمجلس الدولة الليبي، إن اتفاق وقف إطلاق النار لم يتم بلورته على أرض الواقع وكل ما تم هو الإعلان عن وقف إطلاق النار واستئناف عمليات بيع النفط دون وضع تفاصيل محددة، كما أن مؤسسة النفط الليبية لم ترفع القوة القاهرة عن المواني والحقول النفطية لعدم وجود تفاصيل حول استئناف بيع النفط.

وأضاف الباكوش في حواره مع برنامج "قصة اليوم" على قناة "مكملين"، ان ما يقوم به حفتر محاولة لفرض نفسه على الشمهد عقب تهميشه من قبل داعميه في مصر والإمارات والسعودية وفرنسا وروسيا بعد فشله في إزاحة حكومة الوفاق رغم تلقيه إمدادات ومساعدات عسكرية كبيرة من هذه الدول منذ أكثر من 5 سنوات.

وأوضح الباكوش أن ما يحدث في سرت هو اختلاف بين المرتزقة الجنجاويد وقبيلة القذاذفة قتل على إثرها أحد أفراد القبيلة، وطالب أفراد القبيلة بعدة مطالب ولم يتم الاستجابة لها، وتم قطع الاتصالات عن مدينة سرت وطالبت القبيلة، التي دعمت حفتر في هجومة على طرابلس، أبنائها بالتخلي عن حفتر والانسحاب من قواته.

وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار هو ما استطاع المجتمع الدولي التوافق عليه، إعلان مبهم عن وقف إطلاق النار وليس هناك أي تفاصيل، وروسيا لا تريد تحديد آليات وقف إطلاق النار وتفاصيله قبل أن تضمن الخطوط العريضة للحل السياسي وأماكن تواجدها على تلك الخريطة.  

 

جيش المرتزقة

ويتكون جيش اللواء المتقاعد خليفة حفتر من مجموعة المرتزقة في مقدمتهم مرتزقة الجتجويد وهي مليشيا سودانية متهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور واكدت تقارير أممية أن مليشيات الجنجويد تتقدم صفوف القتال إلى جانب قوات حفتر بليبيا.

وتضم قوات حفتر وحدة الكانيات وتنسب إلى زعيمها السابق محسن الكاني وقائد ما يعرف باللواء التاسع عبدالوهاب المقري وقد وثق تقرير الأمم المتحدة جرائم قتل جماعية نفذتها الكانيات ضمن صفوف حفتر بمدينة ترهونة.

كما يضم جيش حفتر كتيبة النداء ويرأسها الضابط محمود الورفلي احد قادة حفتر الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه وتتهم كتيبة النداء بارتكاب جرائم قتل جماعية كما أظهرت مقاطع فيديو عمليات تمثيل بالجثث.

وأيضا المرتزقة السوريين وهم سوريون يجري تجنيدهم من قبل الروس بمناطق نفوذ النظام السوري استغلالا للأزمة المالية، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع معدل تجنيد السوريين إلى صفوف حفتر ليبلغ تعدادهم 2700 مرتزق بنهاية شهر يونيو.

بالإضافة إلى مرتزقة شركة فاغنر، وهي شركة أمنية روسية تؤمن بإمدادات ميلشيا حفتر بالمرتزقة، وقدرت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا عددهم ينحو ألفي مقاتل في صفوف حفتر.