محمود عزت.. داعية رباني وعالم ومجاهد لم يرهبه الاعتقال (بروفايل)

- ‎فيغير مصنف

عاني د. محمود عزت مرارة السجن في كل العصور، فكان ثابتا وصابرا. حيث اعتقل عام 1965 وقضى عشر سنوات في السجن، ثم اعتُقل ستةَ أشهُر على ذمة التحقيق في قضية الإخوان المعروفة بقضية (سلسبيل) في عهد مبارك، وأُفرِج عنه في مايو سنة 1993.
وفي عام 1995 حُكِم عليه بخمس سنواتٍ لمشاركته في انتخابات مجلس شورى الجماعة، وخرج عام 2000 ليعاد اعتقاله في 2 يناير 2008 يوم الجمعة بسبب مشاركته في مظاهرة وسط القاهرة، احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة .
 

علم غزير
وانطلاقا من حبه لوطنه، ركز عزت جهوده العلمية في خدمة قضايا وطنه على المستوى الطبي؛ فكانت له العديد من البحوث والأنشطة في مجال مقاومة عدوى المستشفيات بمصر وبريطانيا، كما أن له عدة بحوث في الأمراض الوبائية في مصر، مثل الإلتهاب السحائي الوبائي ، ووباء الكوليرا.

داعية رباني
ونشط "عزت" في مجالات التربية والطلاب والعمل العام وحقوق الإنسان، والعمل الطبي الخيري، وشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية الإسلامية التي قدمت خدمة طبية لراقية للشعب المصري مستمرة حتى اليوم. 
وجرى تعيينه قائما بأعمال المرشد للإخوان المسلمين بعد اعتقال المرشد العام د.محمد بديع في 20 أغسطس 2013 ..وظل عزت متخفيا بمصر يدير اعمال الجماعة..حتى قبض عليه الجمعة 28 أغسطس، وفقا للبيان الذي أصدرته داخلية الانقلاب.

ويأتي اعتقال "عزت" ضمن سياسة القمع العسكري للمعارضين ورافضي الانقلاب العسكري، والتي امتدت لتشمل العديد من فئات الشعب المصري؛ حيث توثق العديد من المنظمات الحقوقية اعتقال أكثر من 60 ألف معتقل، على الأقل، في سجون الانقلاب. يواجهون أسوا سياسة عقابية، ويواجهون القتل خارج إطار القانون، والتصفية الجسدية، في محاولةمن نظام العسكر للتغطية على فشله في إدارة ملفات الحكم في مصر،  بعد أن نفذ أكبر مجزرة إنسانية للمصريين، وتسبب في أزمات معيشية غير مسبوقة للمصريين حتى الآن. وسط تجفيف منابع العمل الخيري التي كان يقوم عليها الإخوان وغيرهم من العاملين في الحقل الخيري والدعوي والإنساني. لخدمة المصريين صحيا واجتماعيا وتعليميا. 

 

مستقبل الجماعة 
أما مستقبل جماعة الإخوان المسلمين، فيرى مراقبون أن اعتقال القائم بأعمال المرشد لن يؤثر عليه؛ حيث سيستمر أداء الحماعة كما هو، لاعتمادها على نظم شورية ومؤسسات منتخبة، لا ترتبط بالأشخاص.
ولعل استمرار الإخوان بالداخل والخارج عقب مجازر السيسي التي لم تتوقف وانتهاكاته ضد قيادات وأفراد الجماعة، دليل على أن الأفكار تستمر وتتواصل رغم تغييب أصحابها وروادها. وتبقى الخسارة الأكبر لمصر والمصريين الذين يفقدون كل يوم موارد بشرية وفكرية ومهنية قادرة على تغيير واقع مصر إلى الأفضل.

 

محطات مهمة 

ولد الدكتور محمود عزت إبراهيم في 13 أغسطس 1944 ، وهو عضو مكتب الإرشاد بالجماعة، وأستاذ بكلية الطب في جامعة الزقازيق، وله خمسة أولاد. حصل على الثانوية العامة سنة 1960، ثم بكالوريوس الطب عام 1975، والماجستير في 1980، والدكتوراه عام 1985من جامعة الزقازيق.

ولم يتوقف نهمه العلمي عند ذلك الحد؛ بل حصل على دبلوم معهد الدراسات الإسلامية عام 1998، وإجازة قراءة حفص من معهد القراءات عام 1999.
وتعرَّف د.عزت على الإخوان المسلمين صبيًّا سنة 1953 ، وانتظم في صفوف الإخوان سنة 1962، وكان وقتها طالبًا في كلية الطب، ثم اعتُقل سنة 1965، وحُكِم عليه بعشر سنوات وخرج سنة 1974، وكان وقتها طالبًا في السنة الرابعة، وأكمل دراسته وتخرج في كلية الطب، وظلَّت صلتُه بالعمل الدعوي في مصر- وخصوصًا الطلابي التربوي- حتى ذهب للعمل في جامعة صنعاء في قسم المختبرات سنة 1981 ، ثم سافر إلى إنجلترا ليكمل رسالة الدكتوراه، وعاد إلى مصر ونال الدكتوراه من جامعة الزقازيق سنة 1985، واختير عضوًا في مكتب الإرشاد سنة 1981.