دراسة: تردد الأوروبيين وحلم أردوغان بـ”الوطن الأزرق” يرجح تهدئة بالتصعيد في شرق المتوسط

- ‎فيتقارير

قالت دراسة وافية أعدها موقع "الشارع السياسي" إن عامل الوقت بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيمكن أنقرة من تأمين قواعد أمامية وأسطول بحري أكثر قوة، ستكافح استراتيجيتها الدفاعية بأكملها للتغلب على القيود اللوجستية وقيود التزود بالوقود والتمويل في مشروعات غاز شرق المتوسط.
مضيفا أن عاملا مهما، يشجع تركيا على المضي في استراتيجيتها "الوطن الأزرق" وهو تجويل تركيا للاعتماد بشكل رئيسي على الغاز كمصدر للطاقة، وهو الغياب الأميركي بسبب تركيز واشنطن على صراعها مع الصين، وهو ما سمح بوجود روسيا وفرنسا في المتوسط من ناحية، واطلق المجال لتركيا للمناورة وصياغات استراتيجيات هجومية ودفاعية.

ترجيحات الدراسة
ورجحت الدراسة التي جاءت بعنوان "التصعيد "التركي اليوناني الفرنسي" في شرق المتوسط … الأسباب والأبعاد وسيناريوهات المستقبل" أن يكون مستقبل الازمة التركية اليونانية هو إمكانية التفاهم، والبحث عن بدائل وترضية للاطراف المتنازعة، والدفع نحو خيار الاستفادة المشتركة من ثروات المنطقة، وعدم عزل تركيا، وفي حال حل النزاعات الحالية على مواقع إنتاج الغاز الطبيعي بشكل ودي بين دول شرق المتوسط، واستخدام لغة الحوار في حسم الخلافات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية والمياه الإقليمية، فإن هذه الدول ستتحول إلى منتج كبير للغاز في ظل ضخامة الاحتياطيات المتوقعة، والتي قدّرتها دراسة في عام 2010، بنحو 122 تريليون قدم مكعبة من الغاز، و1.7 مليار برميل من النفط، وإن كانت دراسات أخرى حديثة توقعت أرقاما أعلى من ذلك بكثير وتقدر قيمتها بمئات المليارات من الدولارات، وفق مراقبين.


الاقتصاد لاعب رئيسي

وأشارت إلى أن العامل الاقتصادي لاعب رئيسي في الذهاب نحو التهدئة وقالت "وفي حالة حسم النزاعات القائمة بين دول المتوسط بالطرق الودية وحسب القانون الدولي، ربما تدخل كل من مصر وتركيا وقبرص واليونان ولبنان وسورية وتونس سوق تصدير الغاز الطبيعي وبقوة في المستقبل، خاصة لدول شمال البحر المتوسط، أما دول شمال أوروبا فتتنافس عليها روسيا والولايات المتحدة بإنتاجهما الضخم من الغاز".

الجميع سيلتهب
ومن بين الترجيحات التي خلصت إليها الدراسة أنه في حال لم تفلح الجهود الدولية، فان نار الصراعات العسكرية ستحرق الجميع، وتصل للداخل التركي أيضا بقوة، وذلك في ضوء إدخال انقرة نفسها بطريقة أو بأخرى في كل ركن من أركان الشرق الأوسط، ففي شمال العراق وسوريا، تحاول إقامة مناطق عازلة لمنع المتمردين من اختراق حدودها.
وأضافت أنه في القوقاز، تحاول حماية سلاسل إمداد الطاقة الحيوية ومواجهة النفوذ الروسي، وفي الصومال وقطر، تدير تركيا قواعد مشتركة وتوفر برامج تدريب عسكرية للحفاظ على موطئ قدم في القرن الأفريقي والخليج. أما في البحر الأسود الذي اكتشفت فيه مؤخرًا احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، فإنها ستكون أكثر حزمًا لتأمين قدرتها على الوصول إلى الموارد.


شرق المتوسط
ولفتت إلى أن تركيز تركيا المباشر أقرب إلى أراضيها، من شرق المتوسط حيث يتمثل في ردع التهديدات التقليدية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط. وستضمن القيود العملياتية في جنوب البحر الأبيض المتوسط، والتحديات اللوجستية، والتقييدات الاقتصادية والدفاعية، والتهديدات التقليدية المتزايدة أن تظل تركيا في الوقت الحالي في حالة تركيز على فنائها الخلفي، ولن يمكنها ذلك من أن تصبح القوة المهيمنة في البحر الأبيض المتوسط ​​كما ترجو، بحسب تقديرات استراتيجية. إلا أن الموقف الدفاعي لتركيا يبدو مختلفًا تمامًا عما كان عليه قبل بضعة عقود.

وأوضحت الدراسة أن تركيا بدأت في تبني عقيدة عسكرية أكثر استقلالية وحزمًا في القرن الحادي والعشرين، فقد أثار اكتشاف الهيدروكربونات في محيط تركيا اهتمام أنقرة، لا سيما أنها كانت تكافح من أجل تنويع مصادر الغاز الطبيعي، واحتاجت إلى قوة بحرية يمكن أن تساعد في الدفاع عن مطالبتها بالسيطرة على هذه المناطق.

الوطن الأزرق
وقالت إن فكرة”MaviVatan”، أو “الوطن الأزرق”، التي هيمنت على التفكير الاستراتيجي بين القادة العسكريين والسياسيين القوميين في تركيا أكدها مفهوم أن تركيا يجب أن تعمل للسيطرة على البحر الأبيض المتوسط ​​وتستعيد التفوق التجاري والبحري الذي كان يتمتع به العثمانيون ذات يوم. وهكذا فإن هذه الاستراتيجية ترى موقع تركيا ليس نقطة ضعف، بل أحد الأصول التي تمنح الدولة عمقا استراتيجيا.

وليس الغرض من هذه الاستراتيجية توسيع النفوذ التركي في الخارج فقط، ولكن أيضًا تلبية العديد من احتياجات تركيا المحلية والمالية. ويسمح وجود بحري قوي في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​لتركيا بتأكيد مطالباتها باحتياطيات النفط والغاز في المياه المتنازع عليها هناك، ما قد يساعد أنقرة في نهاية المطاف على تحقيق استقلال الطاقة، وحتى قد تصبح مركزًا للطاقة.

التهدئة لصالح تركيا
وقالت الدراسة إنه وبالرغم أن البحرية التركية أكبر من البحرية اليونانية -منافستها الرئيسية- لكن هناك العديد من الدول المتوسطية الأخرى التي تنافس أنقرة، فقد زادت الدوريات والتدريبات البحرية المشتركة بين اليونان وفرنسا وإيطاليا ومصر وحتى (إسرائيل) من مخاطر الصراع التقليدي. وإذا شكلت تركيا تهديدًا خطيرًا لليونان -من خلال انتهاك التقسيم في قبرص أو محاولة غزو جزيرة كريت على سبيل المثال- فسيتعين عليها مواجهة تحالف من القوات البحرية المتمكنة مع قوة هجوم مشتركة كبيرة من شأنها أن تطغى على قدرات تركيا.

قوة تركيا البحرية
وقالت الدراسة إن معظم المشاريع البحرية التركية تسلتزم سنوات، أو ربما حتى عقود، قبل أن تتمكن من أداء العمليات، ومن أهمها أول سفينة هجوم برمائية تركية “TCG Anadolu”، والتي من المتوقع أن تكتمل بحلول نهاية هذا العام.
وأضافت أنه تم تصميم “Anadolu” لتكون بمثابة حاملة طائرات خفيفة ومركز قيادة في البحر الأبيض المتوسط، ويمكن أن تؤدي مهمات قتالية على مسافات أبعد عبر حمل 14 طائرة مقاتلة من طراز “STOVL” أو طائرات هليكوبتر ثقيلة، وعدة مركبات هجومية برمائية، و29 دبابة قتال رئيسية، و4 مركبات آلية، مع مركبتين مبطنتين بالهواء، ومركبتي هبوط للأفراد.
وتابعت أن هذه القوة ستشكل القدرة على تنفيذ غزو برمائي تهديدًا لجزر بحر إيجه الصغيرة بالقرب من الساحل التركي، كما يمكن أن تعزز عمليات تركيا في ليبيا، عبر نشر المزيد من المعدات لوحدات المشاة الآلية ونشر أكبر للقوات الجوية. من الناحية النظرية؛ يبدو أن “TCG Anadolu” تسد على الأقل بعض الفجوة في قدرات تركيا المتوسطية، لكن السفينة وحدها لن تمنح تركيا التفوق على القوات المشتركة لفرنسا ومصر واليونان وتل ابيب.

https://l.facebook.com/l.php?u=https%3A%2F%2F2u.pw%2FfITFf%3Ffbclid%3DIwAR3txBe7fx-SE1zdZhH2wjadWuN0Y0uvfhYIx5EJQpcIV1_yjZwFWevx5Bo&h=AT0VJTxXxF1LL-dIZryx_3XJ7hBvbPdJYW171eniPYTi5da6nGQCSktsyPRKJtKQqUghUOLABoQDtRN6XxsgcMMB_zv3FKcut1R8-tSSza0n5hLu5av2_fvJztQRe35W&__tn__=H-R&c[0]=AT1TfiVS_rUcl7SjwhzPM6tD5jmSck_mj_HMu1HWx9CQa2JIJ06C8UmZ7PND5fuNAH2NnbiqekhsPHEjCc3XmhOtWRt6Y9HAU9VxdhN3hlEFPzTUxSbvIBy25ZulDb7Zoc0d_MCYa5T6TBOv9BSUkx7x5EDpyluEQjfMXaxxdWEz6GXgfaar3yPITXEEToUfnMB0dbzJQ0Y