لماذا استقبل السيسي رئيس الكونجرس اليهودي العالمي 5 مرات بيزنس أم حماية؟

- ‎فيتقارير

لماذا استقبل السيسي رئيس الكونجرس اليهودي العالمي 5 مرات بيزنس أم حماية؟
استقبل السيسي رئيس الكونجرس اليهودي العالمي، في لقاء خاص لم يحضره معه سوى صديقه اللواء عباس كامل رئيس المخابرات، وهذه هي المرة الخامسة منذ الانقلاب والثالثة خلال ثلاث سنوات.
لقاء السيسي المستمر مع رئيس الكونجرس اليهودي العالمي، وعدم حضور اللقاءات سوي عباس كامل أمر غريب، لأن هذه منظمة أهلية داعمة للكيان الصهيوني، ولا يعرف أهميتها ولماذا يصر السيسي على المقابلة الشخصية، وما دخل رئيس المخابرات بلقاء منظمة أهلية أجنبية؟!

تكهنات تشير إلى أن الأمر له علاقة بالبيزنس؛ لأن رونالد لاودر رئيس المجلس اليهودي العالمي، هو رجل أعمال شهير وصاحب شركة "إستي لاودر" لمستحضرات التجميل، ذائعة الصيت بالعالم العربي، وقد تكون اللقاءات ضمن بيزنس السيسي وعباس كامل أو بيزنس الجيش عموما والمؤتمر اليهودي.

تكهنات أخرى تشير إلى أن الهدف هو الحماية اليهودية لنظام السيسي الذي يشارك المؤتمر اليهودي في توفيرها للسيسي، خصوصا أن اللقاءات غالبا ما تتم مع تصاعد الاحتجاجات والغضب الشعبي في مصر، وعقد اللقاء قبل 48 ساعة من مظاهرات 20 سبتمبر المحتملة ربما ليس صدفة.
كما دلالة التوقيت لا تخفى على أحد، حيث تأتي بعد التطبيع الإماراتي الكيان الصهيوني، وربما يكون الهدف شكر السيسي علي دعمه للتطبيع الخليجي الصهيوني الذي كان أول المرحبين به، ومن ثم التوصية بمكافاته لدى إدارة ترامب.
السيسي ورئيس الكونجرس اليهودي العالمي غالبا ما يتحدثان أيضا عن "السلام والتعايش المشترك"، و"التصدي للإرهاب والفكر المتطرف"، وهي ما يشير لتطابق بين السيسي والصهاينة فيما يخص محاربة التيارات الاسلامية تحت عباءة "الارهاب"، والتطبيع تحت لافتة "السلام".

ورسميا التقى السيسي أعضاء المؤتمر اليهودي في 25 مارس 2017، لأول مرة، بحضور خالد فوزي، رئيس المخابرات العامة، وثائر مقبل مستشار رئيس الكونجرس اليهودي العالمي لشئون الشرق الأوسط، ليلتقي الوفد للمرة الثانية بعد 7 أشهر في 17 أكتوبر 2017.
وتكررت لقاءات المؤتمر اليهودي العالمي بالسيسي لاحقا لتصبح مرة كل عام بحضور رئيس المخابرات المصرية، ففي العام 2018، تم اللقاء في 29 يوليو، ثم في 11 يونيو 2019، ومؤخرا الخميس 17 سبتمبر 2020.
وقررت منظمة المؤتمر اليهودي فتح مكتب لها في الإمارات، بعد اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني 13 أغسطس الماضي.

وعبر صفحته بـ"فيسبوك"، تساءل الحقوقي والناشط المصري هيثم أبو خليل، قائلا: "ما هو الكونجرس اليهودي العالمي، الذي يقابله السيسي وعباس كامل للمرة الخامسة على التوالي؟"، مشيرا إلى خطورة هذا الاتحاد اليهودي، وتساءل الأكاديمي المصري عادل دوبان: ما السبب الذي يستدعي لقاء رئيس أكبر دولة عربية مسلمة مع رئيس ما يدعى الكونجرس اليهودى العالمي؟ ولماذا يتم إثارة مشاعر المواطنين المستفزة بعد اتفاق تطبيع الإمارات والبحرين مع العدو الكيان الصهيوني؟ وما الفائدة التي تعود على مصر؟

ما هو الكونجرس اليهودي؟
المؤتمر اليهودي العالمي، منظمة يهودية عالمية تأسست عام 1936، وتنتسب إليه الهيئات الرئيسية للجاليات والتنظيمات اليهودية الرئيسية بـ 60 دولة، وكان الهدف من تأسيسه كما حدد دستوره "ضمان بقاء الشعب اليهودي وتعزيز وحدته"، حسب الموسوعة الفلسطينية.
ويتغلغل المؤتمر منذ ثلاثينيات القرن الماضي بالمؤسسات الدولية، مثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، واليونسكو، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة الدول الأمريكية، والمجلس الأوروبي، وغيرها.

وهي منظمة يهودية عالمية طوعية وأطلق عليها اسم المؤتمر اليهودي العالمي وتنتسب إلى المؤتمر اليوم الهيئات الرئيسة للجاليات والتنظيمات اليهودية الرئيسة في نحو 60 بلداً. وكان الهدف من تأسيس المؤتمر كما تحدد في دستوره “ضمان بقاء الشعب اليهودي وتعزيز وحدته”. وهو يسعى إلى ما يلي:

  1. تنسيق جهود الهيئات المتتسبة إلى عضويته والمتعلقة بالمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعب اليهودي.
  2. ضمان حقوق اليهود والجاليات اليهودية وسكانهم ومصالحهم والدفاع عنها في أي مكان يكون فيه إنكار أو خرق لهذه الحقوق أو تعرض للخطر.
  3. تشجيع ودفع التطور المبدع للحياة اليهودية الاجتماعية والثقافية في جميع أنحاء العالم.
  4. تمثيل المنظمات المنتسبة إلى عضوية المؤتمر العام أمام الهيئات الحكومية والمراجع الدولية، والسعي لديها في كل ما يتعلق بالشؤون التي تعني الشعب اليهودي بأسره”.

وتعود نشأة المؤتمر اليهودي العالمي إلى ما بعد تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية فقد اتجه بعض قادتها البارزين في تفكيرهم إلى ضرورة إنشاء منظمة يهودية عالمية موازية" لضمان الحقوق المدنية والدينية والسياسية لليهود في المنفى". وفي حقيقة الأمر شاء بعض القادة الصهيونيين منذ البداية لتأسيس منظمة ذات طابع يهودي شامل موازية للمنظمة الصهيونية العالمية لإتاحة الفرصة أمام الفئات اليهودية التي ترفض الصهيونية للانضواء تحت راية منظمة يهودية الهوية صهيونية المضمون، وأن تكون هذه المنظمة الجديدة مقبولة عند الذين يرفضون المنظمة الصهيونية أو لا يقبلون التعامل معها.

وكان من أبرز القادة الصهيونيين الذين سعوا إلى انشاء المؤتمر اليهودي العالمي ماكس نورداو وستيفن وايز وناحوم سوكولوف وليو موتسكين وناحوم غولدمان، ومن بعدهم بتسحاق بن تسفي (رئيس سابق للكيان الصهيوني) ويوسف شرينسال (أول رئيس للكنيست الكيان الصهيوني) وغيرهم من القادة اليهود في دول أوروبا الشرقية. وكما كانت محاكمة درايفوس في فرنسا وأعمال الاضطهاد والتفرقة العنصرية ضد اليهود في روسيا القيصرية ورومانيا من الدوافع التي عجلت بإنشاء منظمة صهيونية عالمية وكانت أوضاع يهود أوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الأولى دافعا للقادة الصهيونيين الذين فشلوا في استقطاب جميع اليهود ووضعهم تحت سيطرة المنظمة الصهيونية على استغلال هذا الوضع من أجل إنشاء هيئة لها صبغة يهودية عالمية وتعمل تحت شعار "معالجة المشكلات الخطيرة المتعلقة بحقوق اليهود والجاليات اليهودية وحريتهم في المستقبل".

وفي الولايات المتحدة استغل القادة الصهاينة الأوضاع التي خلفتها الحرب العالمية الأولى وبذلوا جهودًا لتوحيد الجاليات اليهودية الأمريكية وإنشاء هيئة لها تستطيع –على حد تغير ستيفن وايز– "التعبير عن معتقدات الشعب اليهودي، ومعالجة احتياجاته ومطاليبه". ففي سنة 1916 أنشىء"المؤتمر اليهودي الأمريكي"، ولكنه بسبب الحرب لم يعقد اجتماعه الأول إلا في منتصف ديسمبر سنة 1918.
وبعد إعلان السلام مباشرة قرر المؤتمر اليهودي الأمريكي أنه "سيشكل وفده الأوروبي ليتخذ الخطوات الضرورية والفعالة بالتعاون مع ممثلي الهيئات اليهودية في بلدان أخرى لعقد المؤتمر اليهودي العالمي" وانتخب المؤتمر اليهودي الأمريكي وفدًا ليسافر إلى باريس قبيل انعقاد مؤتمر باريس للسلام العالمي.

وفيما كانت اللجنة تتحرك بين اليهود في شتى أقطار العالم كما تعرضه التهديد أو تقييد لحقوقهم كانت تبذل أيضًا جهودًا مضنية لانشاء منظمة يهودية على نطاق عالمي يعترف بها اليهود وغير اليهود على حد سواء "كهيئة يهودية تمثيلية تعنى بمعالجة مشكلات الشتات".

وتحت تأثير ظهور النازية بذلت الجهود الرامية إلى إنشاء مثل الك الهيئة أكبر نجاعة. ففي آب 1932 دعا بعض القادة اليهود، ومعظمهم من الصهيونيين البارزين، إلى عقد مؤتمر تمهيدي في جنيف حضره 130 وفدًا يمثلون منظمات الجاليات اليهودية في 20 بلدًا للنظر والتخطيط لتشكيل "هيئة يهودية تمثيلية دائمة". وعقدت مؤتمرات شبيهة في جنيف في سنة 1936 فأعلنت المنظمات المشاركة فيه بـ 280 وفدًا من 22 بلدًا بصورة رسمية عن تأسيس الهيئة المذكورة وتبني مبادىء دستورها.

وأطلقت عليها اسم "المؤتمر اليهودي العالمي". وانتخب ستيفن وايز من الولايات المتحدة رئيسًا للجنة التنفيذية للمؤتمر، وناحوم غولدمان رئيسًا للجنة الإدارية، ولويس ليسكي رئيسًا للمجلس العام، وجوليان ماك رئيسة شرف.

وبعد نشوب الحرب العالمية الثانية في سنة 1939 والاحتلال النازي لقسم من أوروبا نقل المقر الرئيس للمؤتمر اليهودي إلى نيويورك، وأنشىء له في الوقت نفسه مقر مواز في لندن لأن العاصمة البريطانية كانت في ذلك الحين ملجأ للحكومات الأوروبية في المنفى. واستطاع المؤتمر اليهودي أن يجمع في مقري نيويورك ولندن قادة يهود أوروبا والخبراء القانونيين والسياسيين للقيام بحملة مكشفة ضد النازية.وقد تم وضع هذه الحملة موضع التنفيذ في اجتماع طوارىء عقده المؤتمر اليهودي العالمي في اتلانيتك سيتي في الولايات المتحدة في شهر تشرين الثاني من سنة 1944.

كان أكبر عمل قام به قادة المؤتمر اليهودي العالمي اضلاعهم بالدور الحاسم في حمل حكومة ألمانيا الاتحادية على أن توقع في سنة 1952 اتفاقية لوكسمبورغ التي أسفرت عن موافقة الحكومة الألمانية على دفع بلايين الماركات للحكومة الكيان الصهيونية تعويضًا على اليهود الذين تضرروا من النازية. الا أن الحكومة الكيان الصهيونية استخدمت معظم هذه الأموال في مشاريعها الاقتصادية وخططها العسكرية وفي جلب اليهود من مختلف أنحاء العالم للاستيطان في فلسطين.

ولعب المؤتمر اليهودي العالمي مباشرة، أو عبر "مؤتمر المطالب المادية اليهودية من ألمانيا"، دورًا بارزًا في إعادة تأهيل الجاليات اليهودية الأوروبية المشتتة، "وإعادة بناء الحياة الروحية والثقافية للمساجين اليهود الذين هاجروا في مختلف أنحاء العالم". ومنذ الحرب العالمية الثانية وفر الطابع الدولي الذي اكتسبه المؤتمر اليهودي العالمي أهمية خاصة وفعالة لكثير من أعماله السياسية والدبلوماسية "لتثبيت حقوق اليهود وحرياتهم في دول عديدة".

وأنشأ المؤتمر جهازًا للأبحاث والعمل ضد المنظمات الوطنية والعالمية النازية الجديدة والمنظمات المعادية للسامية التي ظهرت أو نشطت بعد الحرب العالمية الثانية. وخلال الستينات أصبح موضوع يهود الاتحاد السوفييتي الشغل الشاغل للمؤتمر.
استطاع المؤتمر اليهودي العالمي التغلغل في بعض المؤسسات الدولية فكان أول تنظيم يهودي يمنح امكانية استشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة وفي اليونسكو

كما أنه حصل على تمثيل منظمة العمل الدولية. وفي حزيران 1961 اقيمت "علاقات للتعاون العام" بين منظمة الدول الأمريكية والمؤتمر اليهودي العالمي. ويتمتع المؤتمر بمكانة استشارية من الدرجة الأولى في المجلس الأوروبي.

وفي أواخر سنة 1969 كان المؤتمر اليهودي العالمي برئاسة ناحوم غولدمان يتألف من جاليات ومنظمات يهودية في أكثر من 60 بلدًا. ويدير شؤون المؤتمر اليهودي خلال اجتماعات المجلس لجنة تنفيذية عالمية مكونة من 120 ممثلًا. وتجتمع اللجنة التنفيذية على مستوى اقليمي في فروعها الأربعة (أمريكا الشمالية وأوروبا واسرائيل وأمريكا الجنوبية). ثم تجتمع بكامل هيئتها من حين إلى آخر. ويدير شؤون المؤتمر بين اجتماعات اللجنة التنفيذية العالمية هيئة مصغرة تدعى "المجلس الحاكم". وذلك نيابة عن اللجنة التنفيذية.

وبالنسبة إلى تعريف أهداف المؤتمر اليهودي العالمي فقد تم تقريبها من أهداف المنظمة الصهيونية العالمية". وتقوم لهذه الهداف على "تعميق الارتباط بدولة الكيان الصهيوني". وعدل كذلك البند الأول من نظام المؤتمر لينص على "توثيق العلاقة بين يهود العالم ودولة الكيان الصهيوني بصفتها القوة الخلافة المركزية في الحياة اليهودية".
وانتخبت الجمعية العمومية إدارة جديدة من 15 عضوًا برئاسة غولدمان وأصدرت إعلانًا أطلقت عليه اسم "إعلان القدس" أكدت فيه تصميم "الشعب اليهودي بأسره" على "المحافظة على وحدة القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني". كما أكدت في قراراتها "تماثل يهود العالم التام وغير المتحفظ مع دولة الكيان الصهيوني"، والرفض القاطع لاقامة ما يسمى بـ"دولة علمانية فلسطينية لا هدف لها سوى القضاء على دولة الكيان الصهيوني"، والسعي إلى "إلغاء قرارات اليونسكو المعادية للكيان الصهيوني".